الناطق باسم المجلس المدني التونسي: لسنا بديلا للمجلس التأسيسي المنتخب

الشورابي: طبيعة عملنا ليست احتجاجية.. بل مراقبة السلطة وتقديم المقترحات

TT

قال سفيان الشورابي الناطق الرسمي باسم المجلس التأسيسي المدني، إن أعضاءه «لن يفرضوا وجهة نظر المجلس المدني الجديد على أعضاء المجلس التأسيسي المنتخب في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بصفة ديمقراطية، وإنه سيكتفي بتقديم اقتراحات إلى المجلس الذي يرأسه مصطفى بن جعفر حول كل القضايا السياسية المطروحة على أنظار المجلس».

وكشف الشورابي لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تخوفات من قبل الائتلاف الثلاثي الحاكم وريبة تجاه المجلس المدني، وقال إنه «لن يعوض المجلس التأسيسي، ولكنه سيعمل إلى جانبه بصفة موازية، ويقدم اقتراحات عملية باعتبار أن معظم أعضائه لهم قدر مهم من الثقافة السياسية والدستورية».

وانتقد الشورابي بشدة ما سماها «عقلية العداء» للمجتمع المدني التي ورثها عدد من التونسيين تجاه نشاط المجتمع المدني، وقال إن الكثير من القادة السياسيين ما زالوا يستبطنون عقلية النظام السابق نفسها في تعاملهم مع المختلفين معهم في الرأي. واعتبر أن سوء الفهم ما زال يرافق عمل المجلس الوطني التأسيسي المدني، وقال إنه يستمد قوته من طريقة تعامله مع التونسيين وسعيه إلى إقناعهم بوجهة نظره، كما أنه يعتمد على الاتصال المباشر بمكونات المجتمع المدني.

ونفى الشورابي أن تكون للمجلس التأسيسي المدني طبيعة احتجاجية، وأنه مع ذلك يسعى إلى مراقبة السلطة التأسيسية المنتخبة ويعمل على تقديم مقترحات بناءة لأعضائها. وقال الشورابي إن «المجلس المدني قد كلف أحد أعضائه بمهمة الاتصال بالكتل النيابية داخل المجلس التأسيسي المنتخب، وهو بذلك يعتبر هيكلا مكملا لعمله وليس معوضا عنه، كما يروج لذلك بعض النشطاء السياسيين الذين ينتمون إلى الائتلاف الثلاثي الحاكم» على حد قوله. وقال إن «المجلس المدني يواجه حالات تشويش عديدة من قبل الترويكا الحاكمة، وهو لا يعاني من سوء الفهم» على حد تعبيره. وأضاف الشورابي: «لا يوجد حتى الآن مقر رسمي للمجلس التأسيسي المدني، وهو يجتمع بأعضائه البالغ عددهم 260 عضوا في فضاءات خاصة، ويضغط بطرق عدة على عمل الحكومة وينتقد مختلف برامجها. ومن المنتظر أن يبعث مجالس مدنية في الجهات خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى مزيد التصادم مع الائتلاف الثلاثي الحاكم». وكانت فكرة بعث مجلس تأسيسي مدني قد انطلقت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يستكمل المجلس أعضاءه إلا يوم 10 مارس(آذار) الحالي. وتوجه انتقادات عدة للمجلس التأسيسي المدني خاصة من جانب التيارات الإسلامية التي ترى فيه مؤسسة معتمدة على رؤية غربية لكل الملفات وهو ينافس المجلس التأسيسي ويعمل على الضغط بكل الطرق على أعضائه المنتخبين.