في الوقت الذي وجه فيه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق انتقادات غير مسبوقة إلى القيادات العراقية ووصف بعضها بالفشل بإشارته إلى أن «هناك من يحسدنا على التقدم والنهضة التي حققناها في إقليم كردستان، فهم فشلوا في تقديم أي شيء لبقية مناطق العراق ويريدون أن نكون نحن مثلهم»، أعلن عن رفضه تسليم طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية لبغداد وقال إن «قضية الهاشمي (سياسية) ولن نسلمه إلى بغداد تحت أي ظرف كان، لأن أخلاق الكرد لا تسمح بذلك».
وأضاف بارزاني في كلمة ألقاها في المؤتمر القومي للشبيبة الكردية التي تضم ممثلين عن أجزاء كردستان الأربعة (العراق وتركيا وإيران وسوريا) والذي بدأ أعماله في أربيل أمس، أن «العراق الحالي بني الجزء الأعظم منه بدماء وتضحيات الشعب الكردي، ولا أحد يستطيع أن يمن علينا بإعطائنا حقوقنا، ومن يريد مصادرة تلك الحقوق فإننا سندافع عنها، لقد قدمنا تضحيات كبيرة، وبدماء شهداء شعبنا حققنا الكثير من المكتسبات، وشهر آذار /مارس/ هو الشهر الذي رسم فيه قدر الكرد، وإن شاء الله في هذا الشهر أيضا ستكون هناك بشائر كبرى».
ووصف رئيس إقليم كردستان قادة العراق بـ«الفاشلين» الذين يستكثرون على قيادة الإقليم ما حققوه من إنجازات لخدمة ومصلحة الشعب الكردي بالإقليم، وقال في هجوم غير مباشر على الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي «هناك أشخاص يحسدوننا على الأمن والاستقرار المتحقق في كردستان، ويحسدوننا على التقدم والنهضة التي حققناها بالإقليم، وهم بالأساس فاشلون». وتابع «إن الدولة التي تأسست في العراق الآن تحققت على أكتاف الكرد وبدمائهم، ونحن جزء أساسي في العراق الحالي، ولكن للأسف الفهم الخاطئ والنوايا الخبيثة للبعض تصور الأمر وكأنه ما زالت في بغداد حكومة مركزية قوية، وأن الأكراد ما زالوا في الجبال، فتراهم يصفوننا بعض المرات بالثوريين، وبعض المرات بقطاع الطرق، ولكني أؤكد لكم أن ذلك الزمن قد ولى للأبد».
وأشار بارزاني إلى أن «الكرد شركاء في العراق، وبغداد عاصمة جميع العراقيين وليست ملكا لأحد، والحكومة الحالية تشكلت بجهود وهمة الكرد، لذلك لن نقبل من أحد أن يمن علينا ويقول لنا سوف أعطيكم هذا وأمنع عنكم هذا». وجدد بارزاني موقف القيادة الكردية بالالتزام بالدستور وقال «الكرد ملتزمون بالدستور، ويجب أن تحل جميع المشكلات وفقا للدستور الذي أمضينا 53 يوما بصياغته وصوت عليه 85 في المائة من سكان العراق».
وبحدة واضحة قال بارزاني «لن نقبل من أحد في بغداد أن يمن علينا بإعطائنا بعض الحقوق، فإذا كانت حقوقنا بأيديهم فلا نريدها، ولكن إذا أصروا على مصادرتها منا فإننا سندافع عنها». وتحدث بارزاني عن العقود النفطية التي وقعتها حكومة الإقليم والتي تعارضها الحكومة العراقية وقال «إن العقود النفطية التي وقعتها حكومة الإقليم كلها دستورية، وليس هناك أي عقد خارج إطار الدستور، والمسألة ليست دستورية عقودنا النفطية أو عدم دستوريتها، المسألة هي أنهم لا يريدون أن تتقدم كردستان»، مشددا على أن «حكومة إقليم كردستان ستواصل سياستها النفطية» مع تأكيد التزامه بالدستور، وأنه لن يتراجع عن هذه السياسة.
ووضع رئيس إقليم كردستان حدا للتكهنات التي راجت خلال الأشهر الأخيرة حول تسليم الهاشمي إلى السلطات القضائية ببغداد لمحاكمته على تهم منسوبة إليه بالضلوع في جرائم إرهابية كما تدعي الحكومة العراقية، وهو مطلب تقدم به شخصيا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى قيادة الإقليم، وقال «إن الهاشمي ما زال نائبا لرئيس الجمهورية، وإنه جاء إلى إقليم كردستان للاجتماع برئيس الجمهورية عندما حدثت المشكلة معه، وليس في واردنا تسليمه إلى بغداد».
وكشف بارزاني عن تقديم جهات لم يسمها مقترحا بتهريب الهاشمي خارج البلاد، قائلا «كان هناك مقترح بالسماح له الخروج من الإقليم سرا». وتابع «لسنا مهربين ولن نسمح له بالخروج سرا وإذا خرج سوف يكون علنا».