الأسرى ينفذون أكبر إضراب جماعي الشهر المقبل.. وإسرائيل قلقة

الشلبي تدخل يومها الثلاثين مع 25 آخرين

فلسطينية تتظاهر أمام سجن عوفر العسكري قرب رام الله للمطالبة بإنهاء الاعتقال الإداري، أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت جمعية «واعد» للأسرى والمحررين الفلسطينيين، إن المعتقلين في السجون الإسرائيلية اتفقوا على خوض أكبر إضراب مفتوح عن الطعام تشهده السجون الإسرائيلية، في أبريل (نيسان) المقبل.

وتأتي هذه الخطوة في ظل إضراب نحو 25 أسيرا فلسطينيا، احتجاجا على قانون الاعتقال الإداري، بينهم الأسيرة هناء الشلبي، التي يدخل إضرابها عن الطعام اليوم الثلاثين، احتجاجا على اعتقالها إداريا بعد أشهر قليلة من الإفراج عنها في إطار ما أصبح يعرف بصفقة الجندي جلعاد شاليط.

ويستلهم الأسرى إضرابهم هذا من الأسير خضر عدنان الذي واصل الإضراب لـ67 يوما قبل أن تقرر محكمة العدل العليا الإسرائيلية عدم التجديد له مرة أخرى في خطوة هي الأولى من نوعها، واعتبر القرار وهو الأول من نوعه انتصارا كبيرا. وفور انتهاء إضراب عدنان بدأت الشلبي إضرابها وانضم إليها آخرون.

وأكدت «واعد» في بيان لها أن الحركة الوطنية للأسرى داخل السجون اتفقت على ساعة صفر لإطلاق الإضراب سيعلن عنها في وقت لاحق تحسبا لإجراءات أمنية قد تتخذها إدارة مصلحة السجون من إجراءات عزل ونقل جديدة لإفشال الإضراب.

وقال عبد الله قنديل، المسؤول في «واعد»، إن الأسرى أكدوا لجمعيته أن الإضراب سيكون مفصليا وحاسما حتى يتم تحقيق مطالب الأسرى، ومن أهمها إنهاء سياسة العزل الانفرادي خاصة بحق المعزولين القدامى، إضافة إلى ملفات أخرى متعلقة بالإهمال الطبي والزيارات والاعتقال الإداري.

وأضاف قنديل، أن «المعركة القادمة بحاجة لتكاتف الكل الفلسطيني لفضح انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، ولدعم صمود الأسرى في معركتهم المفتوحة حتى تحقيق مطالبهم»، مؤكدا أن الجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف الخطير والمهم في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة التي تمر بها السجون.

وإذا ما دخل الأسرى الإضراب، فسيكون قد تحقق ما كانت تخشى منه إدارة مصلحة السجون التي عبرت عن قلقها من ازدياد ظاهرة الإضراب في السجون. وكانت مصادر في إدارة مصلحة السجون قد حذرت من تزايد ظاهرة إعلان الأسرى الفلسطينيين الإضراب عن الطعام، بعد أن حقق الأسير خضر عدنان انتصارا، شجع آخرين على خوض التجربة. وزاد القلق بعد أن أعلنت الشلبي إضرابا عن الطعام والتحق بها نحو 25 أسيرا.

وأضافت المصادر أن «هناك قلقا حقيقيا يساور مسؤولي إدارة السجون، وقادة المخابرات، من أن موجة الإضرابات المتصاعدة التي يقودها الأسرى الإداريون، التي من المتوقع أن تتطور وتتصاعد في الأيام المقبلة، ستؤدي إلى وضع إسرائيل في موقف محرج قانونيا».

وكانت الإضرابات حتى الآن تتم بشكل فردي، لكن إضرابا عاما سيكون له تأثير مزلزل. وجرب السجانون الإسرائيليون كل الطرق، لتجنب ذلك، عبر محاولة وقف إضراب عدنان في ذلك الوقت، ولم ينجحوا، ويحاولون تكرار السيناريو الآن مع شلبي وآخرين. واجتمعت أمس ما تعرف بـ«لجنة الأخلاقيات» التابعة لإدارة السجون لبحث إمكانية تغذية هناء الشلبي بالقوة. ودرست اللجنة إمكانية هذه الفكرة، ولكنها توصلت إلى قرار بأن حالتها الصحية لا تتيح اتخاذ هذا الإجراء الآن، ويعني هذا أنهم قد يلجأون إلى تغذيتها قسرا في وقت لاحق. وترفض هناء تناول حتى الأملاح مع الماء، ويحذر الأطباء من الوضع المتردي الذي وصلت إليه. وقالت الأسيرة إنها ستواصل إضرابها ولن توقفه حتى الإفراج عنها.