طالبان تعلق محادثاتها مع الأميركيين بسبب موقفهم «المتقلب»

كرزاي يدعو «الأطلسي» للانسحاب من القرى الأفغانية وتبكير تسليم المسؤوليات الأمنية

كرزاي يتحدث إلى بانيتا في القصر الرئاسي بكابل أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت حركة طالبان الأفغانية، أمس، تعليق المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع في أفغانستان، مشيرة إلى الموقف «المتقلب» للأميركيين. وجاء هذا فيما دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قوات حلف شمال الأطلسي إلى مغادرة القرى الأفغانية بعدما قتل جندي أميركي 16 مدنيا أفغانيا بالرصاص، مما يؤكد غضب الأفغان بسبب المذبحة.

وذكرت الحركة في بيان على موقعها على الإنترنت أن «إمارة أفغانستان الإسلامية (قيادة طالبان) قررت قطع كل حوار مع الأميركيين بسبب تغيير مواقفهم باستمرار». وتشن حركة طالبان التي طردها تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة من الحكم في أواخر 2001 تمردا مسلحا ضد كابل وحلفائها من قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة. وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، وافقت حركة طالبان في يناير (كانون الثاني) الماضي على فتح مكتب تمثيلي لها في قطر لإجراء اتصالات مع الولايات المتحدة. ووافقت الحكومة الأفغانية على فتح هذا المكتب خارج أفغانستان، إلا أن طالبان تشترط لبدء أي مفاوضات إطلاق سراح خمسة من أعضائها معتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أمس، قوات حلف شمال الأطلسي إلى مغادرة القرى الأفغانية بعدما قتل جندي أميركي 16 مدنيا أفغانيا بالرصاص الأحد الماضي، مما يؤكد غضب الأفغان بسبب المذبحة ويلقي ظلالا على خطط الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان. وقال كرزاي في بيان صادر عن مكتبه بعد لقائه وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إنه «يجب سحب قوات الأمن الدولية من مواقع القرى الأفغانية وعودتها إلى القواعد» الأكبر نتيجة المذبحة التي وقعت في عطلة الأسبوع. وكان كرزاي قال أيضا خلال استقباله وزير الدفاع الأميركي بانيتا إن حكومته تريد أن تتسلم الأمن في البلاد من قوات حلف شمال الأطلسي (إيساف) اعتبارا من 2013 وليس أواخر 2014 كما كان متوقعا حتى الآن.

وكان قائد أميركي كبير قد دافع في وقت سابق، أمس، عن نقل الجندي الأميركي المتهم بقتل الأفغان إلى مركز اعتقال عسكري خارج أفغانستان، وقال إن ذلك سيساعد على ضمان تحقيق ومحاكمة ملائمة له.

وميدانيا، أعلنت الشرطة مقتل 13 مدنيا، هم 4 نساء و9 أطفال، أمس، بانفجار عبوة زرعت على طريق بولاية أوروزغان جنوب أفغانستان. وقد أدى انفجار مماثل، أول من أمس، إلى مقتل 8 مدنيين في ولاية هلمند المجاورة، حيث تعتبر العبوات الناسفة من أسلحة طالبان المفضلة. واستهدف الانفجار حافلة صغيرة، قال فريد آيل، أحد المتحدثين باسم الشرطة المحلية، إن «13 مدنيا قتلوا فيها هم 4 نساء و9 أطفال»، مضيفا أن شخصين آخرين أصيبا بجروح. واتهم آيل «طالبان أعداءنا الذين يزرعون العبوات على طرقنا لقتل النساء والأطفال الأبرياء».

ووقع الهجوم في اليوم الثاني من زيارة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى أفغانستان بهدف طمأنة الحكومة في كابل بعد سلسلة الحوادث الأخيرة التي تورط فيها جنود أميركيون (إحراق مصاحف ومجزرة الأحد) مما زاد من حدة التوتر بين البلدين الحليفين. وأعلن الجيش الأميركي، أمس، أن عناصره نجوا من محاولة اعتداء عند وصول وزير الدفاع بانيتا إلى قاعدة عسكرية بريطانية في جنوب أفغانستان، أول من أمس، وهو حادث طغى على مجمل الزيارة إلى البلاد.

ووقع الحادث في محافظة هلمند التي يشن فيها مقاتلو طالبان هجمات عدة وكانوا توعدوا قبل أيام بالانتقام لمقتل 16 مدنيا الأحد بأيدي جندي أميركي.

وتابع الجيش الأميركي أن منفذ الهجوم وهو مترجم أفغاني يعمل في القاعدة قتل، كما أصيب جندي بريطاني حاول أن يوقفه. وأعلن بانيتا خلال مؤتمر صحافي أمس: «لا توجد أسباب تحملني على الاعتقاد بأن الهجوم كان يستهدفني. إنها منطقة نزاع ولا بد أن نشهد مثل هذه الحوادث». وصرح مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته أمام صحافيين في كابل صباح أمس، أنه وبينما كانت طائرة بانيتا تهبط على المدرج، استولى المترجم على شاحنة صغيرة حاول أن يصدم بها «مجموعة من الجنود تجمعوا لاستقبال بانيتا عند نزوله من الطائرة». وكان مسؤول أميركي آخر، هو الجنرال مايك سكاباروتي، أعلن في وقت سابق أن المترجم كانت لديه «نوايا عدائية». وسقطت الآلية التي كانت تنقل مستوعبا من الوقود وتسير بسرعة فائقة في خندق واشتعلت فيها النيران. وكان الجيش الأميركي أعلن في وقت سابق وفاة الأفغاني متأثرا بالحروق البالغة التي أصيب بها، وأوضح أن الآلية لم يكن على متنها أسلحة أو متفجرات.