كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية، نقلت تصريحاتها وكالة «رويترز» أمس، عن أن السلطات النيجيرية تجري منذ الأسبوع الماضي، محادثات غير مباشرة مع حركة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة، بهدف التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار.
وذكرت المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها، أن شخصين قريبين من «بوكو حرام»، عملا على نقل الرسائل بين زعيم الجماعة أبو بكر تشيكو، ومسؤولين حكوميين. لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان أي من الوسيطين قد التقى الرئيس النيجيري جوناثان غودلاك نفسه أما لا. وقال متحدث باسم الرئاسة النيجيرية إنه لا يستطيع التعليق على الفور.
ونقلت «رويترز» عن زعيم محلي ينشط في مجال الحقوق المدنية، وشارك في المحادثات غير المباشرة قوله، إن «(بوكو حرام) طرحت وقفا مشروطا لإطلاق النار، لكنها تطالب بإطلاق سراح كل عناصرها المسجونين». وأضاف أن «الحكومة ترى أن هذا أمر غير مقبول إلا أنها لا تمانع في إطلاق سراح الأعضاء العاديين». وأضاف المصدر نفسه «إنها المرة الأولى التي طرح فيها موضوع وقف إطلاق النار» للتفاوض، و«بالتالي فإنها خطوة إيجابية». لكنه يستطرد قائلا «في ظل انعدام الثقة يبدو التوصل إلى اتفاق بعيد المنال».
يذكر أن جماعة «بوكو حرام» قد صعدت من عملياتها خلال الأشهر الماضية، خصوصا في الشمال النيجيري الذي يضم غالبية مسلمة. وكان الهجوم الأكثر دموية ذلك الذي خلف 44 قتيلا داخل كنيسة في أبوجا يوم عيد الميلاد الماضي، وتبنته الجماعة. وفي 26 فبراير (شباط) الماضي، استهدف انتحاري بسيارته المفخخة إحدى الكنائس مخلفا ثلاثة قتلى. وتبنت جماعة «بوكو حرام» المتطرفة هذا الاعتداء أيضا، متوعدة بشن مزيد من الهجمات. وأسفرت أعمال العنف المنسوبة إلى «بوكو حرام» عن نحو ألف قتيل منذ 2009، وفق تعداد وكالات أنباء ومجموعات تدافع عن حقوق الإنسان.