فجر موضوع استقبال الرئيس السوري بشار الأسد الذي دعا له المنصف المرزوقي الرئيس التونسي، خلافا جديدا قد تكون له تداعياته السياسية على المشهد السياسي التونسي بين المرزوقي وحمادي الجبالي رئيس الحكومة الذي أعلن معارضته فكرة استضافة الأسد في حال الإطاحة بنظامه ولم يجد أي بلد يستقبله. وصرح الجبالي أن تونس لن تستقبل الرئيس السوري بشار الأسد إذا ما غادر بلاده وهو موقف مناقض لموقف المنصف المرزوقي الذي أعرب عن استعداد تونس لمنح الأسد اللجوء من «أجل إيقاف المجازر في سوريا». وصرح المرزوقي في السابع من مارس (آذار) الحالي باستعداد تونس لمنح بشار الأسد اللجوء السياسي.
وقال حمادي الجبالي الذي يزور ألمانيا خلال هذه الفترة قائلا: «أحترم رئيس دولتنا، لكنني لا أرغب في رؤية بشار الأسد بيننا، وإذا التقيت به فأسلمه إلى الشعب السوري لمحاكمته». ويعد هذا التصريح لوسائل إعلام ألمانية، الأول من نوعه الذي يعارض دعوة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي لمنح الأسد اللجوء السياسي. ويرى متابعون للمشهد السياسي التونسي أن موقف الجبالي قد تكون له تأثيرات على علاقة الأحزاب السياسية الثلاثة المكونة للائتلاف الحاكم، التي من بينها حركة النهضة ممثلة في الجبالي، وحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي يمثله المرزوقي، إلى جانب حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» الذي يمثله في قيادة البلاد مصطفى بن جعفر.
وحول الخلاف الطارئ على الموقف التونسي تجاه قضية منح الرئيس السوري اللجوء السياسي، قال جمال العرفاوي المحلل السياسي التونسي، إن الخلاف قد يكون أمرا طبيعيا في مثل الحالة السياسية التونسية، فممثلو الأحزاب السياسية التي تقود البلاد ليسوا على الدرجة نفسها تجاه عدد من الملفات، كما أن كواليس الحكومة غير راضية تماما عن المواقف التي اتخذها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وأنه قد أثير جدل واسع على أثر الدعوة التي أطلقها المرزوقي، وهاجمته أحزاب المعارضة لاتخاذه قرارا سياسيا قد تكون له أهمية كبرى في سياسية تونس الخارجية، دون الرجوع إلى بقية المكونات السياسية.
ويضيف العرفاوي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من المتابعين للشأن التونسي لم يأخذوا دعوة الرئيس التونسي على محمل الجد في إبانها باعتبار ضبابية تطبيقها وصعوبة الحديث عن منح اللجوء السياسي للرئيس السوري المتشبث بالسلطة بعد أكثر من سنة من الاحتجاجات.