مظاهرات تعم سوريا بعد عام على الثورة.. و60 ألفا انشقوا عن جيش النظام

دمشق وحلب تواصلان الانتفاض في «جمعة التدخل العسكري الفوري»

مظاهرة حاشدة ضد نظام الأسد أمس في حلب (رويترز)
TT

أحيا المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة الأولى لذكرى انطلاقة الثورة السورية في الشوارع كافة حيث خرجوا في «جمعة التدخل العسكري الفوري» ليطالبوا كما عمموا على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، «العرب والمسلمين قبل كل العالم، بتحقيق هدفي حظر الطيران وإقامة (منطقة عازلة)». ووفق حصيلة أولية، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 41 شخصا قتلوا أمس.

إلى ذلك، قالت «بلومبيرغ» نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية التركية في مقال نشرته أول من أمس، إن عدد الجنود الذين انشقوا من قوات الجيش السوري يقارب الـ60 ألفا، وإن 20 ألفا منهم غادروا الشهر الماضي حسب تقارير الاستخبارات التركية، بالإضافة إلى 40 ألفا من العاملين في الجيش والذين انشقوا قبل الـ20 من شهر فبراير (شباط) الماضي، ويبلغ عدد القوات السورية 295 ألف عنصر حسب تقرير 2012 الذي نشره معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن.

وميدانيا قال ناشطون إن العدد الأكبر من المظاهرات خرج في مدينة حلب ومحافظاتها متحدثين عن انطلاق آلاف الأشخاص في مظاهرات بأحياء عديدة من مدينة حلب، هاتفين، بحسب ما أفاد به متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي: «الشعب يريد التدخل العسكري»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد تسليح الجيش الحر».

وخرج في حلب الآلاف بمظاهرات في أحياء الصاخور والمرجة والشعار وصلاح الدين والسكري والمشهد والفردوس والمريديان وبستان القصر والكلاسة والأشرفية، تطالب بالتدخل العسكري من أجل إسقاط النظام. وقامت قوات الأمن والشبيحة بمهاجمتها وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع لتفريقها، وفي حي بستان القصر قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة. وفي حي المرجة جرى اشتباك بالأيدي بين المتظاهرين وقوات الأمن، كما خرجت مظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان وأعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالإضافة إلى مدينتي الباب ومنبج، حيث تم إطلاق الرصاص على معتصمين في مدينة منبج بعد تجمعهم بجانب شعبة التجنيد.

وقال الحلبي إن قوات الأمن حاولت تفريق بعض المظاهرات عبر إطلاق الرصاص الحي، مما تسبب في وقوع إصابات. كما أطلقت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالأيدي.

وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية إبراهيم الطيب، أن «كل المدن السورية التي شهدت مظاهرات معارضة للنظام ضمن جمعة (التدخل العسكري الفوري) تعرض فيها المواطنون لإطلاق نار وقنابل دخانية»، مشيرا كذلك إلى حصول «اعتقالات عشوائية، ومنع المصلين من الخروج من المساجد».

وفي دمشق، خرجت مظاهرات في أحياء الميدان والتضامن والحجر الأسود والعسالي والقدم وكفرسوسة والقابون وبرزة وركن الدين «رغم الانتشار الأمني الكثيف»، رددوا هتافات تطالب بالتدخل العسكري الفوري وإسقاط النظام، وسمع أمس دوي انفجار في حي كفرسوسة، وجرى إطلاق نار في منطقة اللوان قبل صلاة الجمعة بقليل، لمنع خروج مظاهرات، إلا أن مظاهرتين خرجت إحداهما عقب صلاة الجمعة من جامع النعيم في منطقة اللوان رغم الوجود الأمني الكثيف هناك، وخرجت الأخرى من جامع الهادي. وجرت اشتباكات في منطقة بساتين كفرسوسة، وخرجت مظاهرة حاشدة من جامع النذير خلف مبنى رئاسة مجلس الوزراء، وأخرى من جامع خزيمة بن ثابت.

وقال شهود إن قوات الأمن السورية انتشرت في أنحاء العاصمة دمشق، وخاصة في حي الحمراء قرب مقر البرلمان، بعد ليلة من الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما خرجت ليل الخميس/ الجمعة مظاهرات معارضة للنظام في عدد من أحياء دمشق منها المزة وأبو رمانة وبرزة، وفي الزبداني بريف دمشق، ومناطق عدة في حماه، وحلب، واللاذقية، ودير الزور، والرقة، والقامشلي في محافظة الحسكة، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية.

ووصلت تعزيزات أمنية بالعتاد الكامل إلى منطقة اللوان وتمت محاصرتها قبل عملية مداهمة للبيوت. وفي حي القابون دخلت الحي أعداد كبيرة من الشبيحة والأمن مع انتشار عدة مدرعات على أطراف الحي، وقطع شارع النهر بعدة حواجز، وفي حي نهر عيشة القريب من الميدان قامت قوات الأمن بإطلاق نار كثيف على المتظاهرين، وكذلك في حي القدم وحي الحجر الأسود مع شن حملة اعتقالات عشوائية. وفي حي المزة خرجت مظاهرة كبيرة في البساتين عقب صلاة الجمعة من جامع الفاروق، قامت قوات الأمن بمهاجمتها وإطلاق النار لتفريقها.

وفي اللاذقية قال ناشطون إن جمعة «التدخل العسكري» بدأت باستعداد كبير لقوات الأمن والشبيحة تزامنا مع أذان الظهر في جميع الأحياء المنتفضة (الصليبة ومشروع الصليبة والأشرفية والشيخ ضاهر والسجن والعوينة والطابيات وبستان الصيداوي والرمل الجنوبي والسكنتوري وبستان الحمامي وقنينص وبساتين الريحان) وجابت دوريات الأمن والشبيحة المسلحون الشوارع في جميع الأحياء الثائرة. وتم رصد قناصة على أحد المباني في الطابيات، كما خرجت 26 مظاهرة في اللاذقية وريفها، حيث خرجت مظاهرة من داخل جامع عمر بن الخطاب في شارع إنطاكيا وقامت قوات الأمن بمحاصرة الجامع، كما شنت حملة اعتقال شملت العشرات من الأطفال في حي قنينص بعد خروج مظاهرة في الحي.

في هذا الوقت، أفاد ناشطون بأن ستة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص الأمن في حماه والطيبة بدرعا، بينما اقتحمت قوات الأمن مدينة حرستا وبلدة كناكر في ريف دمشق.

وفي كفرنبل بإدلب، قال ناشطون إن قوات الأمن قامت بإغلاق المساجد بشكل كامل ومنعت صلاة الجمعة في كل المدينة ونشرت القناصين على أسطح الأبنية، فقتل شخص وأصيب آخرون في حي المفتي بالحسكة جراء إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين.

ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات عشوائية في جاسم بدرعا وقامت بمحاصرة جميع المساجد وتكسير البيوت في حارة الجورة.

وفي جديد حمص، أعلن عضو «مجلس الثورة السورية» في حمص وليد فارس، أنه «تم العثور على أطفال في منطقة الرفاعي أحياء لكنهم مشوهون، منهم من قطعت أصابعه أو كسرت أرجله»، مؤكدا أن «ما يتم الآن في حمص هو عملية تطهير على أساس طائفي». وأضاف فارس: «الخطة التي تمارس الآن في حمص أصبحت واضحة، فالقصف يتم على كل منطقة قبل الدخول إليها والتنكيل بأهلها».

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب، إن كتيبة «الفرقان» المنضوية في صفوف الجيش السوري الحر اشتبكت ليل الخميس/ الجمعة مع القوات النظامية بين بلدتي عرطوز والمعضمية في ريف دمشق، وأوضح أن العمليات التي يقوم بها الجيش الحر من مهاجمة الدوريات واستهداف الأرتال العسكرية لا تتوقف على مدار الساعة في ريف دمشق.

وأشار الخطيب إلى أن المنشقين في ريف دمشق يتوزعون على «سبع كتائب، أكبرها كتيبة (الفرقان) في الغوطة الغربية (عرطوز وداريا والكسوة والمعضمية)، وكتيبة (أبو عبيدة بن الجراح) في الغوطة الشرقية (دوما وحرستا وسقبا وعربين)، وكتيبة (سباع الجرد) في القلمون (يبرود ورنكوس وعسال الورد وغيرها)».

وتحدث عن توجه العناصر المنشقة إلى إعلان مجلس عسكري في ريف دمشق بقيادة العقيد المنشق خالد الحموس في الأيام القليلة المقبلة.

وأكد الخطيب أن هناك مناطق واسعة في ريف دمشق خارج سيطرة النظام، ولا سيما في المناطق التي عانت من تهميش النظام على مدى عقود، موضحا أن المنشقين يعتمدون حرب العصابات ويتحركون بسهولة لأنهم يتنقلون بأعداد صغيرة وبأسلحة خفيفة.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن اشتباكات ليلية في الضمير وقطنا بريف دمشق ليل الخميس/ الجمعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.

وعن الخسائر في صفوف الجيش النظامي، قال عبد الرحمن «السلطات السورية تخفي حقائق الخسائر التي تتكبدها في الاشتباكات مع المنشقين حفاظا على معنويات مقاتليها على ما يبدو»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات في دمشق وريفها تتكرر في الآونة الأخيرة».

بدورها، قالت وكالة «سانا» إن وحدات الهندسة فككت ثلاث عبوات ناسفة في دير الزور كانت مزروعة أمام جامع العرفي بالمدينة.

وقالت الوكالة إن «إرهابيين أطلقا النار أمس على حاجز لقوات حفظ النظام في حي القصور بحمص مما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخر، فقامت الجهات المختصة بملاحقة الإرهابيين واشتبكت معهما مما أسفر عن مقتلهما».

وفي حماه، وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، أصيب ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة معدة للتفجير عن بعد زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة بحي جنوب الملعب.