البنتاغون يعترف بمحاولة اغتيال وزير الدفاع في أفغانستان

نقل الجندي المتهم بقتل مدنيين أفغان إلى الولايات المتحدة

وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار العاصمة كابل قبل مغادرته إلى الإمارات (أ.ب)
TT

بعد أن كشف صحافيون بريطانيون الخبر، اعترف البنتاغون أمس بأن الهجوم الفردي أول من أمس في مطار عسكري أميركي في جنوب أفغانستان، مع وصول طائرة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، لم يكن عشوائيا كما كان قال بيان للبنتاغون أول من أمس.

وأمس، قال البنتاغون إن المترجم الأفغاني، الذي لم يكشف اسمه، كان خطط للعملية لينفذها دخل القاعدة العسكرية بحكم وظيفته، وإنه تعمد قيادة سيارة ليهجم بها على صفوف الجنرالات الذين كانوا يقفون في انتظار خروج الوزير من الطائرة التي كانت هبطت لتوها.

وقال بيان البنتاغون أمس، الذي قرأه الكابتن البحري جون كيربي، إن الأفغاني كان يحاول دهس العديد من كبار العسكريين الأميركيين. وأضاف أنه «خطف سيارة بالقوة، وقادها في سرعة عالية نحو الأشخاص الذين اضطروا للخروج من طريق السيارة حتى لا تصيبهم. ثم اشتعلت النار في مقدمة السيارة. وأن الأفغاني أصيب بحروق شديدة وتوفي في وقت لاحق. تم حولت الطائرة التي كانت تقل وزير الدفاع بانيتا إلى مطار عسكري بريطاني قريب».

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون حجبوا خبر الهجوم عن الصحافيين الأميركيين الذين كانوا مسافرين في نفس الطائرة مع بانيتا. ولم يعلن المسؤولون أي خبر عن الهجوم، إلا بعد أن نشرت وسائل الإعلام البريطانية الخبر. وحاول المسؤولون الأميركيون التقليل من خطورة الحادث. وقالوا إن وزير الدفاع «أبدا لم يكن في خطر». وقالوا أيضا إنهم لا يستطيعون تأكيد أن الحادث كان محاولة هجوم أو حتى أنه مرتبط بزيارة الوزير.

وفي نفس اليوم، حاول الوزير نفسه التقليل إلى أدنى حد من الخطر، قائلا إنه لا يعتقد الهجوم كان يستهدفه. وقال للصحافيين الأميركيين المرافقين له: «ليس لدي إطلاقا أي سبب للاعتقاد بأن هذا الهجوم كان موجها نحوي. ما حدث هنا كان موجها نحو الآخرين الذين كانوا في الميدان، وليس نحوي، أو نحو الطائرة، أو نحو أي شيء مرتبط بي».

وكان الخبر الذي أعلنه البنتاغون أول من أمس أشار إلى أن المترجم الأفغاني كان وضع متفجرات داخل السيارة. لكن أمس لم يقل البنتاغون ذلك. ولم يشر إلى وجود أسلحة نارية أو متفجرات داخل السيارة.

وأمس، رفض المتحدث باسم البنتاغون أن يجيب على سؤال إذا كان العسكريون في القاعدة العسكرية الأميركية حذروا طائرة الوزير بوجود إخلال بالأمن في القاعدة. أو إذا كان صدر تنبيه حول السيارة عندما سرقت. وقال إن تحقيقا يجرى في الموضوع.

وأضاف أن المحققين لم يتمكنوا من الحديث مع الأفغاني قبل وفاته. ولا يعرف إذا كان المترجم الأفغاني أدلى بأي تعليقات، أو أي تلميحات حول دوافعه. وأن «هناك أسبابا تدعو إلى الاعتقاد بأنه كان يعتزم إيذاء آخرين. لكن، لأننا لم نقابله، لا نعرف إذا كنا سوف نعرف الحقيقة. وأيضا، نحن لا نملك أي إشارة إلى أنه كان يعلم من هم الذين في الطائرة». وأضاف كيربي أن المحققين لا يستبعدون محاولة اغتيال، وهم يواصلون جمع المعلومات المفيدة.

إلى ذلك أعلن محامي الجندي الأميركي المتهم بأنه قتل الأحد 16 قرويا أفغانيا، الجمعة أنه يجري حاليا نقل موكله من الكويت إلى سجن في قاعدة عسكرية أميركية في كانساس (وسط) ويخضع لإجراءات أمنية مشددة.

وقال جون هنري براون لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية إن موكله «ينقل في هذه الأثناء إلى (قاعدة) فورت ليفنوورث»، مضيفا أنه تحدث إليه هاتفيا وبدت له تصريحاته مشوشة. ولهذا السبب، قال المحامي إنه «قلق حيال السلامة العقلية» لموكله.

وكان العسكري الأميركي، وهو برتبة سيرجنت (38 عاما) متزوج وأب لولدين، غادر ليلا قاعدته في إقليم بانجوايي في ولاية قندهار (جنوب أفغانستان) قبل أن يطلق النار في قريتين مجاورتين ويقتل 16 شخصا بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، بحسب العناصر الأولى للتحقيق.

ثم عاد إلى قاعدته حيث سلم نفسه. وتم نقله فورا إلى الكويت في انتظار مثوله أمام محكمة، بينما طلبت الحكومة الأفغانية محاكمة الجندي في أفغانستان في سياق محاكمة علنية.

وأعلن محامي الجندي من سياتل (ولاية واشنطن - شمال غرب) أنه كان يتوقع التحدث مع موكله عبر الهاتف عند الساعة 06:00 (13:00 بتوقيت غرينتش)، لكنه علم أن الأخير في طريقه إلى السجن العسكري في فورت ليفنوورث.

وقال محاميه إن موكله فقد أعصابه بعد أن شاهد أحد رفاقه يصاب بجروح خطيرة قبل يوم واحد من المجزرة.

وقال المحامي جون هنري براون إن الجندي كان أصلا يعاني من التوتر الشديد لوجوده في «هذه القاعدة الصغيرة التي تضم 20 شخصا في منتصف الخواء» ولأنه أرسل مجددا إلى أفغانستان بعد ثلاث مهمات في العراق بعد أن تلقى «وعدا بعدم إرساله ليخدم في الخارج مجددا».

وكان السرجنت البالغ 38 عاما يتوقع العودة إلى بلاده بعد فترة خدمته في العراق حيث أصيب في الرأس والقدم وكان مستاء من وجوده في أفغانستان، بحسب المحامي.

ولمح مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الرجل كان ثملا. وصرح للصحيفة «سندرك في نهاية المطاف أن اجتماع التوتر والكحول والمشكلات العائلية هو السبب. فقد جن فجأة».

ونفى المحامي أن يكون الجندي يعاني من مشكلات عائلية، معترفا بأنه «وعائلته لم يكونوا سعداء بإرساله إلى أفغانستان». وقال إن «لا معلومات لدي حول تناوله الكحول».