ارتياح شعبي.. وصمت حزبي حيال تصريحات بارزاني وهجومه على حكومة بغداد

الهاشمي: لن أغادر كردستان إلا مؤقتا وإذا اقتضى عملي ذلك

أعضاء برلمان كردستان ووفد من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعناصر أمن يقفون دقيقة حدادا على أرواح ضحايا القصف الكيماوي في الذكرى السنوية الـ24 لقصف حلبجة التي مرت أمس (إ.ب.أ)
TT

رغم أن التصريحات التي أدلى بها الزعيم الكردي مسعود بارزاني أول من أمس والتي اتهم فيها الحكومة العراقية بالفشل، قد أثارت ارتياحا شعبيا داخل إقليم كردستان، لكن العديد من قيادات الأحزاب التي اتصلت بهم «الشرق الأوسط» أحجموا تماما عن التعليق على تلك التصريحات باستثناء الشق المتعلق بقضية نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي الملاحق قضائيا من قبل الحكومة التي يديرها المالكي.

وقال المكتب المؤقت للهاشمي في بيان أمس «ليس جديدا أن يؤكد الأخ رئيس الإقليم نيابة عن الأشقاء الكرد الموقف المبدئي المشرف الذي أعلنه منذ البداية في تعامله مع أزمة سياسية مفتعلة لا يرى حلا لها إلا من خلال الجهد السياسي وهو في ذلك أصاب كبد الحقيقة». وتابع «في الوقت الذي يعبر فيه السيد النائب عن الامتنان لأشقائه الكرد، فإنه يود أن يطمئن الشعب العراقي بجميع مكوناته وأطيافه أنه مهما تعاظمت الخطوب عليه، فإنه سيبقى على أرض العراق ولن يغادره إلا مؤقتا ومتى نشأت الحاجة لذلك في إطار منصبه ومسؤولياته كنائب لرئيس الجمهورية، وفي هذه الأحوال لا بد من الإعلان عن ذلك في بيان رسمي يصدر في حينه». وفي ما يبدو تأييدا لتصريحات بارزاني بشأن إخفاق حكومة المالكي في خدمة الشعب العراقي قال البيان «إن المشكلة لن تحل بمغادرة الهاشمي أرض العراق بعد أن أصبح رمزا وطنيا للمظلومية التي يتعرض لها الملايين من أبناء شعبنا الصابر، الحل الحقيقي يكمن في تعديل المسار عبر إيقاف مسلسل الظلم، واحترام حقوق الإنسان، وفي مكافحة الفقر من خلال محاربة الفساد، وتحسين ظروف الحياة من خلال نبذ التمييز ووضع المواطن المناسب في المكان المناسب، وحصر القرار الوطني بأيدي العراقيين من خلال التصدي للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، والإصلاح وليس المكابرة والإصرار على الخطأ». إلى ذلك، رفض المتحدث باسم حركة التغيير المعارضة شاهو سعيد، التعليق على تصريحات بارزاني، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحركة ستدرسها وستعلق عليها إذا احتاج الأمر إلى ذلك. وامتنع العديد من قيادات الاتحاد الوطني، بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، الحليف لحزب بارزاني، عن إبداء أي موقف تجاه تلك التصريحات، لكن قياديا كرديا، اشترط عدم الكشف عن اسمه، عبر عن قلقه من تأثير تلك التصريحات على مستقبل العلاقة الكردية - الشيعية، وتحديدا مع كتلة دولة القانون التي تدير الحكومة الحالية في العراق، وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «تصريحات بارزاني ستؤثر على العلاقة التاريخية التي تربط الكرد والشيعة في العراق.. ثم يجب ألا ننسى أن الكرد باعتبارهم شركاء في الحكومة الحالية يتحملون جزءا من فشلها». وقال القيادي إن «هذه التصريحات سوف تنسف كل الجهود الرامية إلى تنظيم المؤتمر الوطني العراقي المرتقب الذي كان العراقيون يعلقون عليه الآمال للخروج من أزمتهم السياسية، إلى جانب تركها أثرا سيئا على العلاقات الكردية - الشيعية عموما، والعلاقة مع شخص المالكي الذي يقود كتلة سياسية كبيرة».

يذكر أن النائب عن دولة القانون عمار الشبلي قد أدلى بتصريح نقله موقع «خندان» الكردي قال فيه «إنه كان يفترض برئيس الإقليم الذي هو مناضل عريق ألا يتدخل في المسائل القانونية ويتهم بغداد بأنها تسعى إلى دفع الكرد لتهريب الهاشمي إلى خارج العراق»، مؤكدا أنه «ليس بين سياسيي بغداد بمن فيهم المالكي من يسعى إلى ذلك».