إسرائيل تمهل حماس حتى مساء اليوم لوقف الصواريخ.. وتهدد بتوسيع العدوان

إيران باتت لاعبا أساسيا في غزة.. وتقوض مكانة الحركة لصالح فصائل أخرى

TT

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس، أن إسرائيل أمهلت حركة حماس، عبر مصر، حتى مساء اليوم، لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية. فإذا لم تستطع ذلك، فستطلق يد الجيش الإسرائيلي لتصعيد رده على الصواريخ «بالطرق التي ترتئيها».

وجاء هذا التهديد في أعقاب احتدام النقاشات في إسرائيل حول سبل الرد على الصواريخ، الذي وصل إلى درجة توجيه انتقادات، ليس فقط إلى الحكومة، بل إلى الجيش أيضا، بأنه «مقصّر»، و«لا يشعر بمعاناة المواطنين في الجنوب»، و«يريد لنا أن نعتاد تلقي الصواريخ الفلسطينية»، و«بئر السبع باتت مرمى للصواريخ بشكل مكثف، ولا يشعر أحد بأن هذا تطور خطير في قدرات الفلسطينيين»، وغيرها.

وأقدمت قوى في اليمين الإسرائيلي على نشر معلومات سربت من مكتب ضابط الارتباط مع غزة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال ايتان دنجوت، تقول إنه خلال تبادل القصف، سمحت إسرائيل بإدخال 182 شاحنة مواد غذائية إلى القطاع، وبدخول 217 فلسطينيا من غزة ليتلقوا العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، وسمحت بعبور شاحنتين محملتين بالتمور الغزاوية إلى الضفة الغربية. واعتبرت ذلك «فضيحة أخلاقية، تدل على استهتار الجيش بمشاعر مليون إسرائيلي يعيشون في ظروف خوف وهلع بسبب الصواريخ الفلسطينية»، كما ذكرت إذاعة المستوطنين في الضفة (القناة السابعة).

وانزعجت قيادة الجيش من هذه الاتهامات، خصوصا أنها صدرت عن رؤساء بلديات معروفين بانتمائهم لحزب الليكود وغيره من قوى اليمين الحاكم، وليس فقط عن المتطرفين. وسربت مصادر في الجيش والأجهزة الأمنية، الليلة قبل الماضية، أن الجيش هو الذي يطالب بتوسيع رقعة المعارك ضد غزة، ولكن الحكومة تعارض. وقالت إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، اللذين يديران المعارك، يريدان أن تتجاوب إسرائيل مع طلب المصريين بإعطاء فرصة لحماس كي تفرض التهدئة، ولا يريدان الدخول في صدام مع النظام الجديد في القاهرة، الذي يتعامل بشكل ودود مع حماس.

ولكن مصدرا في المخابرات الإسرائيلية قال، أمس، لصحيفة «معاريف» إن حماس تخدع إسرائيل ومصر معا. وإنها ليست صادقة في محاولاتها الظهور على الحياد والسعي لتثبيت التهدئة. وقال هذا المصدر: «حماس طلبت إعطاءها مهلة 24 ساعة للسيطرة على الوضع، ولكنها في الوقت ذاته تدير محادثات مع إيران حول صفقة ما، يستمر بموجبها إطلاق الصواريخ مقابل تجديد الدعم السياسي والمالي الإيراني». وأضاف: «تمت المفاوضات في القاهرة بين حماس والمخابرات المصرية. واتفق على أن تسعى حماس إلى وقف تام للنيران. وكان من المفترض أن يعود محمود الزهار، ممثل حماس في هذه المفاوضات، إلى غزة، ليفاوض على وقف النار في هذه المرحلة، ولكنهم فوجئوا به يطلب السفر إلى إيران بدلا من غزة ويلتقي هناك كبار المسؤولين».

وربطت المخابرات الإسرائيلية بين سفر الزهار إلى طهران، ولقاء آخر جرى على الأرض اللبنانية بين موسى أبو مرزوق، نائب رئيس حركة حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وفيه جرى «التنسيق حول الأوضاع الإقليمية»، و«الربط بين التصعيد في غزة والموضوعين الإيراني والسوري والسياسة المصرية». وقال ذلك المصدر: «لقد غدت إيران لاعبا أساسيا في محيط الحدود الإسرائيلية القريبة. فهي تبذل جهودا محمومة لمناصرة نظام بشار الأسد في سوريا. وتمنع بكل قوتها التوصل إلى تهدئة في غزة. وليس مستبعدا أن تعيد إثارة لهيب الحرب مع لبنان؛ تغدق بالأموال وبالصواريخ على كل من يطلب».

وقالت الصحيفة إن إيران نجحت في لي يد حماس، عندما عززت قوة أنصارها في القطاع، خصوصا الجهاد الإسلامي.