تقلص الفارق بين هولاند وساركوزي.. مع اقتراب موعد الحسم

المرشح الاشتراكي يفتح النار على الرئيس الفرنسي لنعته صحافيا بالغباء

هولاند يحتسي القهوة أثناء زيارة لمنطقة لامينو بضواحي استراسبورغ أمس (رويترز)
TT

قبل خمسة أسابيع من الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية يتقلص الفارق بين المرشحين الرئيسيين لمصلحة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي الذي يشن حملة على خصمه الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي يضع نفسه في موقع المرشح التوحيدي الداعي إلى «التلاحم».

وبعد أن كان هولاند الأوفر حظا للفوز منذ بداية انتخابه كمرشح الحزب الاشتراكي للرئاسة باتت المنافسة بينه وبين الرئيس الحالي محتدمة بشدة في الجولة الأولى التي ستجرى في 22 أبريل (نيسان) المقبل. وحتى في الجولة الثانية بدأ أيضا الفارق يتقلص كثيرا رغم تقدم هولاند في استطلاعات الرأي بهامش ضئيل مع حصوله على 54 في المائة من «نوايا التصويت». وقال هولاند مساء أول من أمس في برنامج تلفزيوني «لم تساورني يوما أوهام، ولم أصدق أبدا أن هذه الأرقام ستكون هي أرقام اللقاء الكبير. الفروق لم تكن أبدا كبيرة».

وفي آخر برنامج تلفزيوني كبير له قبل بداية الحملة الرسمية يوم الثلاثاء المقبل، سعى هولاند إلى المحافظة على صورة «الموحد» الهادئ. وقال «لن أخرج عن الخط الذي وضعته لنفسي منذ البداية: التلاحم والثبات والثقة. لست في حالة ارتجال، ولا أخرج بإجراءات في كل برنامج»، متوجها بذلك إلى ساركوزي الذي يضاعف من جانبه الإعلان عن إجراءات جديدة من كل الأنواع.

إلا أن هذه الاستراتيجية التي تقوم أساسا على رفض الفرنسيين للرئيس الحالي، والتي يبدو أنها حققت نجاحا في بداية الحملة بدأت تصبح موضع شكوك. وما يثير قلق هولاند أيضا صعود مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلينشون الذي حصل على 11 في المائة من «نوايا التصويت» في آخر استطلاع للرأي. وينوي هذا الأخير القيام باستعراض قوة الأحد من خلال مسيرة باريسية كبرى ينتظر أن يشارك فيها عشرات الآلاف من أنصاره وستشكل بداية «تمرد مدني». وهو يرى أن هناك سطوا على أفكار حملته بعد اقتراح هولاند فرض ضريبة بنسبة 75 في المائة على كبار الأثرياء واقتراح ساركوزي فرض ضريبة على الجنات الضريبية.

وفي المعسكر المقابل انتعشت الآمال من جديد بعد أسابيع من الشك. ويرى رئيس الوزراء فرنسوا فيون أن «أسلوب مناهضة ساركوزي قد استنفد». ويركز اليمين هجماته على غموض الاقتراحات الاقتصادية للمرشح الاشتراكي لإعادة التوازن إلى الميزانية عام 2017.

من جانبه، يسعى ساركوزي إلى نسف مصداقية منافسه. وقد سخر أمس من مرشح «يغير رأيه في يوم وليلة» بعد أن تبنى هولاند فكرة فرض ضريبة على الجنات الضريبية بعد أن كان اتهم ساركوزي في اليوم السابق بسرقة اقتراحه بخلق 60 ألف وظيفة في مجال التعليم. وسيكون على ساركوزي أيضا مواجهة عودة مارين لوبن إلى الحملة مع نجاحها بعد أسابيع من الشك في الحصول على التواقيع الـ500 اللازمة من نواب الجمعية الوطنية والمجالس المحلية وحصولها أيضا على 16 في المائة من «نوايا التصويت». كذلك، خرج رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان من السباق الرئاسي بعدما فشل في جمع العدد المطلوب من التوقيعات الرسمية لتسجيل ترشحه.

إلى ذلك، التقطت عدسات المصورين الرئيس ساركوزي وهو يصف صحافيا بأنه «غبي» في تعليقات وصفها منافسه الاشتراكي، بأنها غير محترمة. ويبدو أن ساركوزي فقد صبره أثناء زيارة له إلى شالون سور - مارن، شرق باريس عندما وجه إليه صحافي شاب أول من أمس سؤالا عن اشتباكات بين الشرطة وعمال الصلب المضربين في العاصمة. وقال ساركوزي «هل تعتقد أنني أعطي أي اهتمام لما تقول. ماذا تتوقع مني أن أقول. يا لك من غبي». ثم استدار إلى الصحافي مبتسما وربت على كتفه معتذرا وقال «إنه لطيف حقا. إنه شاب». ولاحقا، هاجم هولاند تعليقات ساركوزي، متهما إياه بالعودة إلى «التجاوزات» و«السوقية» التي شهدتها سنوات رئاسته الخمس. وقال لتلفزيون «فرانس 2»: «هل تعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لإجراء حوار عام محترم؟».