قتلى وجرحى في انفجار سيارة ملغومة في حلب

«السوري الحر» ينفي علاقته بالحادثة ويتهم مجموعات تابعة للنظام بتنفيذها

رجال الإنقاذ المدني ينتشرون بموقع التفجير بمدينة حلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

في ثاني هجوم من نوعه في اليومين الماضيين، استهدفت سيارة ملغومة مدينة حلب، وهي ثاني كبريات المدن السورية، أمس الأحد، بعدما كان تفجيران قد استهدفا العاصمة السورية دمشق أول من أمس السبت وأسفرا عن سقوط 27 قتيلا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 3 أشخاص قُتلوا وأصيب 25 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حيا سكنيا في منطقة قريبة من فرع الأمن السياسي في حي السليمانية.

ويعتبر هذا الانفجار هو الثاني من نوعه بعد الانفجارين اللذين وقعا في وقت سابق بمدينة حلب؛ حيث تم، في وقت سابق، استهداف فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب، وقد أوقعا عشرات القتلى والجرحى.

بدوره، قال التلفزيون السوري الرسمي: «إن تفجيرا إرهابيا وقع خلف مؤسسة البريد في السليمانية بحلب بين بناءين سكنيين»، واتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «مجموعة إرهابية مسلحة بتفجير سيارة مفخخة أثناء محاولة الجهات المختصة سحبها من منطقة سكنية في حي السليمانية بحلب قرب كنيسة اللاتين ومدرستين ابتدائية وإعدادية». وقالت «سانا»: «إن تفجير السيارة أدى إلى استشهاد عنصر من قوات حفظ النظام وامرأة وإصابة 30 من المدنيين وقوات حفظ النظام، اثنان منهم في حالة حرجة»، لافتة إلى أن «الانفجار أدى إلى انهيار واجهات أحد المباني السكنية وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأبنية المجاورة».

بدورها، نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أي علاقة له بالتفجيرات التي استهدفت دمشق وحلب في اليومين الماضيين، متهمة «مجموعات من الشبيحة تابعة للنظام يتم تشكيلها على أساس طائفي بالقيام بهذه التفجيرات التي تخالف القيم الأخلاقية والإنسانية كلها». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه التفجيرات منظمة من حيث المكان والتوقيت، كما من حيث قوة التفجير والمواد المستخدمة.. وذلك كله يؤكد أن من يقف وراءها دولة تمتلك الإمكانات والآليات، وبالتالي لا شك أن النظام السوري هو من يحرك مجموعاته للقيام بأعمال مماثلة».

وأضافت المصادر: «لقد حذرنا، مرارا وتكرارا، منذ اندلاع الثورة، من أن الأعمال الوحشية التي تقترفها قوات الأسد تزرع الغضب والنقمة في نفوس السوريين. نحن، كجيش حر، حاولنا أن ندافع عن المدنيين الآمنين، لكن ضمن إمكاناتنا المحدودة، وبالتالي نشطت مجموعات ناقمة كما مجموعات أخرى تابعة للنظام تقوم بأعمال لا أخلاقية لتشوش على الرأي العام العالمي، وتقول له إن قوى المعارضة السورية والجيش السوري الحر يقوم بأعمال إرهابية».

وشرح المصدر أن «المجموعات الناقمة ضمن العائلات لا تملك أي إمكانات للقيام بتفجيرات مماثلة، وبالتالي هي مجموعات الأسد من يقف وراء ما حصل في اليومين الماضيين في دمشق وحلب».

هذا وتزامن تفجير حلب مع خروج حشود لتوديع الضحايا الذين قضوا في المنطقة التي استهدفها انفجار السيارتين الملغومتين يوم السبت، وقد فضت قوات الأمن المسيرة والتجمعات.

يُذكر أن مسلسل التفجيرات في دمشق وحلب انطلق في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مبنى إدارة أمن الدولة وأحد الأفرع الأمنية وأديا إلى مقتل 44 وإصابة 166 آخرين. وفي 6 يناير (كانون الثاني) الماضي أدى تفجير في منطقة مكتظة بالسكان والمارة قرب مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي في حي الميدان بدمشق إلى مقتل 26 وجرح 63 من المدنيين وقوات الأمن. كما استُهدفت حلب في 10 فبراير (شباط) الفائت بتفجيرين طالا فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي ومقر كتيبة قوات الأمن بمنطقة العرقوب، مما أدى إلى مقتل 28 وإصابة 235 آخرين.