ليبرمان : الحرب مع طهران ستكون «كابوسا عالميا»

نائب إيراني بارز: البرلمان لن يسمح للحكومة بالتراجع ولو خطوة في الملف النووي

TT

تواصلت سياسة التصعيد أمس بين إسرائيل وإيران في التهديدات والتحذيرات التي يتبادلها الطرفان على خلفية البرنامج النووي الإيراني والتهديدات الإسرائيلية باستهداف مواقع إيران النووية بضربة عسكرية. وفي هذا النطاق حذر أمس وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن اندلاع حرب مع الجمهورية الإسلامية ستتحول إلى «كابوس عالمي»، وأن الجميع سيشارك فيها بما في ذلك دول الخليج. وبدوره رد نائب بارز في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) بالقول إن بلاده متمسكة بحقوقها النووية وإن البرلمان لن يسمح لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالتراجع ولو خطوة واحدة في السياسة النووية.

وقال ليبرمان في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» خلال زيارته للصين ونشرها الموقع الإلكتروني للصحيفة أمس، إنه إذا اندلعت حرب مع إيران، فإنها سوف تكون كابوسا.. سيتم إشراك الجميع فيها بما في ذلك دول الخليج والسعودية»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف ليبرمان «يتعين علينا بذل قصارى الجهود حتى يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية ويوقف إيران». وكان ليبرمان قد وصل إلى الصين، الخميس الماضي، واجتمع، السبت، مع نائب الرئيس الصيني تشي جينبينج ونظيره الصيني يانج جيتشي على أمل إقناعهما بدعم تشديد العقوبات ضد إيران.

وأبلغ ليبرمان المسؤولين الصينيين أن المحادثات التي سوف تجري الشهر المقبل بين طهران والغرب تمثل الفرصة الأخيرة لتسوية الأزمة النووية سلميا.

وكان التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر في الشهر الماضي قد تحدث عن قيام إيران بتوسيع نطاق أنشطة التخصيب النووية خاصة في محطة ناتنز. ويدرك ليبرمان دور الصين المحوري في تسوية هذه الأزمة. واستطرد الوزير الإسرائيلي في المقابلة «إسرائيل لا تستبعد أي خيار من على الطاولة»، غير أنه قال «نعتقد أنه مع وجود جبهة دولية متحدة فإنه يمكن إقناع الإيرانيين بالتخلي عن طموحاتهم النووية. إذا تقدمت كل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإيران بطلب واضح، فإنه لن يكون أمام الإيرانيين أي خيار»، في إشارة إلى روسيا والصين اللتين تحتفظان بعلاقات طيبة مع طهران.

وقال ليبرمان «الصينيون لهم تأثير على إيران وإن موقفهم خلال المفاوضات التي سوف تجري في الشهر المقبل سوف يكون حاسما»، وأردف «رغم الخلافات في الرأي فإن الصينيين يعاملون (إسرائيل) باحترام، وأنهم براغماتيون وأن هذا يعطيني الأمل. الصينيون قلقون من القضية الإيرانية أيضا لأن سلوك إيران غير مقبول على الإطلاق.. مثل هذا النظام غير المسؤول يشكل، في حال حصل على أسلحة نووية، تهديدا للعالم بأسره». وردا على سؤال حول ما إذا كان يفضل توجيه ضربة عسكرية على احتمال العيش بجانب إيران نووية، قال ليبرمان «إن بلدا مثل إيران لا يسعى للحصول على الأسلحة النووية للأغراض السلمية.. وبالتالي، فإن البدائل التي نواجهها هي إما استخدام إيران للأسلحة النووية ضدنا أو نمنع مثل هذا السيناريو».

وفي طهران، قال علاء الدين بوروجردي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن إيران لن تتنازل عن مكاسبها النووية أثناء المفاوضات المقبلة المتوقعة مع الدول الكبرى في مجموعة «5+1». وأكد بوروجردي أن «البرلمان لن يسمح على الإطلاق للحكومة بأن تتراجع ولو خطوة واحدة في السياسة النووية»، وقال إن إعلان إيران بأنها تطور عمليات تخصيب اليورانيوم وأنها صنعت وقودا نوويا مخصبا بنسبة 20 في المائة يظهر أن البلاد «متمكنة تماما من العلوم النووية». وقال إن الحكومة والبرلمان لديهما مواقف مماثلة حيال هذا الموضوع.

وأضاف أن «الرسالة الرئيسية لهذا الإنجاز وغيره من النجاحات هو أن الجمهورية الإسلامية في إيران تتحكم تماما بالعلم النووي. وإذا لم تقبل دول مجموعة 5+1 حقيقة القدرات النووية لإيران، فستعاني من ذلك». وتأتي هذه التصريحات قبل الاستئناف المتوقع للمحادثات بين إيران ومجموعة «5+1» بهدف إيجاد مخرج للأزمة النووية الإيرانية. وطلبت إيران رسميا بأن يتوافق الطرفان بسرعة لتحديد مكان وزمان استئناف المفاوضات. وجرت آخر سلسلة مفاوضات في هذا الشأن في إسطنبول في يناير (كانون الثاني) 2011. وعرضت تركيا مجددا استضافة المحادثات.

وعززت الولايات المتحدة والدول الغربية في الأشهر الأخيرة العقوبات الاقتصادية، لا سيما النفطية والمصرفية، بحق إيران لإرغامها على التخلي عن برنامجها النووي. في المقابل، تعارض روسيا والصين فرض عقوبات جديدة على إيران. وأضاف بوروجردي «استطاع الأميركيون وحلفاؤهم أن يتأكدوا من أن الجمهورية الإسلامية في إيران نجحت بفضل شبابها العلماء من دون مساعدة دول أخرى في صنع الوقود الضروري للمحطات النووية». وقال إن «النواب يتوقعون من الفريق الإيراني للتفاوض بشأن البرنامج النووي أن يغير الوضع ويحصل على إلغاء لقرارات الأمم المتحدة ضد إيران، وإزالة الملف النووي الإيراني من مجلس الأمن وإعادته إلى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية».