اليمنيون يحيون الذكرى الأولى لمجزرة «جمعة الكرامة»

باسندوة يتهم النظام السابق بالتورط فيها

يمنيون يتفقدون خيامهم المحترقة في الميدان الذي شهد احتجاجاتهم في صنعاء منذ انطلاق انتفاضتهم (أ.ف.ب)
TT

أحيا عشرات الآلاف من اليمنيين، أمس، الذكرى الأولى لما عرف بمجزرة «جمعة الكرامة»، التي راح ضحيتها 60 شابا من ساحة التغيير بصنعاء، في 18 مارس (آذار) الماضي، وهاجم رئيس حكومة الوفاق محمد باسندوة، نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح واتهمه بالوقوف وراء هذه المجزرة، فيما نشرت مواقع إخبارية محلية محاضر التحقيقات الأولية في هذه القضية، وفيها اتهامات لقيادات عسكرية وأمنية موالية لصالح بالوقوف خلفها.

وخيم الحزن على مختلف ساحات التغيير والحرية بمعظم المدن اليمنية، بهذه المناسبة التي مثلت يوما فاصلا لنظام صالح، بعد انشقاق قيادات عسكرية ومدنية كبيرة عنه، أبرزهم اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة أولى مدرع، الذي كان يوصف بالرجل الثاني في الدولة. وأصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، عشية ذكرى «شهداء جمعة الكرامة»، قرارا جمهوريا باعتبار ضحايا الاحتجاجات السلمية التي اندلعت مطلع العام الماضي وأطاحت بنظام صالح «شهداء الوطن»، واعتماد رواتب شهرية لأسرهم وفاء لشهداء الكرامة.

واحتشد عشرات الآلاف من اليمنيين في شارع الستين، بصنعاء القريب من منزل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، في مهرجان كرنفالي شارك فيه أطفال الشهداء والمعاقين، ومئات من كتائب القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي والعسكريين المنظمين للثورة من الجيش الحر المؤيد للثورة الشعبية.

وشن رئيس الحكومة باسندوة هجوما شديد اللهجة ضد نظام صالح، واتهمه بالوقوف وراء الأعمال التخريبية التي تشهدها البلاد، وقال باسندوة: «في مثل هذا اليوم قام بلطجية وقوات الحكم الفردي باقتراف مجزرة بشرية في قلب العاصمة صنعاء، راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من أبناء شعبنا المعتصمين في ساحة التغيير، بينما كانوا يتظاهرون سلميا فور فراغهم من أداء صلاة الجمعة». وأضاف: «ذلك اليوم، أصبح يوما مشهودا من أيامنا الوطنية الخالدة»، موضحا أن «الاستخدام المفرط للقوة ضد الجماهير الحاشدة في الثورة الشبابية الشعبية بالعاصمة أدى إلى تأجيج سعير الغضب في صدور الملايين من المواطنين في عموم أرجاء اليمن وفشل النظام في تحقيق ما توخاه من وراء ذلك الاعتداء الهمجي الصارخ على مئات الآلاف من الثوار والثائرات العزل».

وفي رده على الخطاب الأخير للرئيس السابق الذي اتهم فيه الحكومة بالضعف والفشل، قال باسندوة: «على من يتهمون الحكومة القائمة بالضعف والفشل، تذكر ما عاناه المواطنون في العهد السابق من انقطاع متواصل للكهرباء وأزمة في المشتقات النفطية وإخلال في أمن الوطن واستقراره»، وكشف رئيس الحكومة عن توجه رسمي لإعادة النظر في أسعار المشتقات النفطية، «يتعين علينا أن لا ننسى أن سعر البنزين إنما ارتفع في ظل العهد الراحل وليس في عهد الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني، ونحن الآن بصدد إعادة النظر في أسعار بعض المشتقات النفطية بصورة لا تضر باقتصادنا الوطني وتراعي مصلحة المواطنين بعض الشيء».

وأكد باسندوة «التزام حكومة الوفاق الوطني بمهام محددة بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وفي مقدمة هذه المهام الإعداد لعقد مؤتمر حوار وطني شامل تحت إشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي والعمل على إعادة الوطن إلى المسار الصحيح وصولا إلى وضع الأسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة خالية من الفساد يسودها الأمن والاستقرار وعلى قاعدة المساواة في المواطنة». وأعلن في ختام كلمته عن تبرع رئيس الجمهورية بمليون ريال لصالح مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، و50 مليون من الحكومة، و500 ألف ريال تبرعا شخصيا منه للمؤسسة.

من جانبها، طالبت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «بإلقاء القبض قهرا على المخلوع علي عبد الله صالح وجميع شركائه في جريمة جمعة الكرامة تمهيدا لمحاكمتهم»، وإقالة جميع أقارب صالح من مناصبهم عسكرية والأمنية والمدنية، وسرعة البدء بالمرحلة الأولى من إعادة هيكلة الجيش وبما يمكنه من حماية الدولة، إضافة إلى تكريم شهداء الثورة الشبابية الشعبية وإنشاء مؤسسة وطنية لرعاية أسرهم وتعويضهم تعويضا عادلا، والإفراج عن جميع المعتقلين والمخفيين من شباب الثورة مدنيين وعسكريين.