الكشف عن مصاعب مالية ونفسية لمنفذ مجزرة قندهار

مدونة الزوجة تكشف مشاكل الرقيب بيلز

TT

مع نشر اعترافات في مدونة زوجته في الإنترنت، كشفت مصادر إخبارية أميركية عن أن الرقيب الأميركي روبرت بيلز، المتهم بقتل 17 مدنيا الأسبوع الماضي في قرية قرب قندهار بجنوب أفغانستان، أغلبيتهم من النساء والأطفال، عرض، قبل ثلاثة أيام من الحادث، بيع منزل العائلة في تاكوما (ولاية واشنطن) بسبب مشاكل مالية.

وجاء هذا الكشف ضمن محاولات أميركية ، للبحث عن أسباب لما فعله الرقيب بيلز. من بين الأسباب التي ذكرت في وقت سابق: مشكلة نفسية، مشكلة مع زوجته، مشكلة مع رئيسه، وحزن على جنود أصدقاء له، قتلوا في الحرب.

وحسب المصادر الأميركية، فشل بيلز في دفع أقساط البنك لمنزله، حتى وصلت ديونه إلى أكثر من 50 ألف دولار.

وفي نفس الوقت، أدلى عسكريون متقاعدون وخبراء عسكريون بتصريحات عن تفشي المشاكل النفسية وسط المحاربين في أفغانستان أو العائدين من هناك ومن العراق. وقال مايكل وادينغتون، محام لعسكريين سابقين اتهموا بارتكاب جرائم بعد عودتهم من الحروب: «يفتقر البنتاغون إلى موارد كافية وفيها شفافية للتعامل مع الجنود الذين يعانون من الإجهاد والقلق الشديد. والمثير للدهشة أن هذا النوع من العمل العنيف لم يحدث من قبل، وكان يجب أن يحدث، وذلك بسبب السنوات الطويلة التي قضاها مئات الآلاف من جنودنا في العراق وأفغانستان». وأشار إلى إحصائية بأن نسبة الاضطراب العصبي بعد مواجهة أوضاع دراماتيكية وسط قدامى المحاربين الأميركيين في حربي العراق وأفغانستان وصلت إلى 31 في المائة. لكن، لم تحسم أبحاث الخبراء الصلة بين هذا وبين ارتكاب أعمال عنف بسبب والتوتر.

وفي الجانب الآخر، قالت مصادر أميركية إن الرقيب بيلز «عادي جدا، مثله مثل أي أميركي عادي جدا». وإنه، قبل أن ينضم إلى القوات المسلحة بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، كان يعمل في مجال الاستثمار في سوق الأوراق المالية، وإن غضبه على الهجوم كان سببا رئيسيا لانضمامه للعمل العسكري، ثم إرساله إلى أفغانستان، وإنه «فضل خدمة الوطن على جمع المال»، ثم إن قتل وجرح زملاء له في أفغانستان زاد من هذا الغضب. وفي اليوم السابق للهجوم الدموي الفردي الذي قام به في أفغانستان، شاهد زميلا يفقد ساقه بسبب لغم أرضي، كما أنه هو نفسه جرح مرتين، بما في ذلك إصابة في الرأس عندما انقلبت به عربة عسكرية في العراق.

ونقلت تلفزيونات وصحف أميركية تصريحات لجيران له، ولزملاء عسكريين له، يشيدون به، ويقولون إنهم لا يصدقون أنه فعل ما فعل، ومما قالوه عنه أنه «جندي نموذجي، وكان مهذبا ومهنيا بصورة استثنائية حتى خلال إطلاق النار». وقال الكابتن كريس ألكسندر، الذي عمل مع بيلز في العراق: «بعض رجالنا كانت لهم مواقف سلبية (تجاه المدنيين) إلى حد ما، ولكن بيلز لم يكن هكذا على الإطلاق، كان يقول لرجالنا: لا داعي لأن تتصرفوا تصرفات سخيفة، كونوا مهذبين مع هؤلاء الناس، وفي نفس الوقت كونوا مهنيين، كونوا مستعدين لقتل أي شخص إذا كان لا بد من قتله». ورغم إشادة عامة من جيرانه، أشار جيران إلى أنه دخل في مشاكل مع الشرطة عندما كان يعود في إجازات من أفغانستان والعراق. وأنه اعتقل في حادث قيادة سيارة وهو مخمور في عام 2005 واعتقل مرة أخرى في حادث صدم سيارة بسيارته والهروب من مكان الحادث في عام 2008. وأن وزوجته أصيبت بالدهشة وخيبة الأمل عندما صدر أمر لزوجها بالسفر إلى أفغانستان، وأن الزوجة كانت تكافح بسبب غلاء المعيشة وتربية طفلين وزوجها وراء البحار. وفي مدونتها الالكترونية، كتبت الزوجة عن هذه المشاكل المالية، وقالت إنها تفاءلت في العام الماضي عندما وعد زوجها بالترقية إلى درجة رقيب أول، وهو إجراء كان سيحسن التوقعات المالية للأسرة، لكن، عندما أخفق في الحصول على المرتبة، كتبت الزوجة في مدونتها عن العاصفة العاطفية التي اجتاحتها.