أفغانستان: غنائم الحرب تذهب إلى الصينيين والهنود

تفاقم الازمة بين واشنطن وكابل

TT

تحولت استراتيجية الخروج من النزاع الأفغاني على ما يبدو إلى معضلة حقيقية أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يواجه نكسات وضغوطا مع رئيس أفغاني غاضب ورأي عام سئم من الحرب. فالهدف الذي وضعه بانسحاب القوات أواخر عام 2014 من أفغانستان على رأسها حكومة مستقرة قادرة على توفير الأمن على أراضيها ومنع نهوض تنظيم القاعدة، أصبح موضع تشكيك أكثر فأكثر.

وجاء تضافر أحداث مثل إحراق مصاحف وقيام جندي أميركي بقتل قرويين وجنود أفغان يصوبون أسلحتهم إلى زملائهم في القوة الدولية، ليزيد من توتر العلاقات بين الرئيس حميد كرزاي ونظيره الأميركي. كل هذا دفع كثيرين من الخبراء إلى التساؤل عن جدوى استمرار الحرب. وإعلان حركة طالبان، الخميس، أنها ستنسحب من المحادثات التمهيدية التي بدأت مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع زاد الطين بلة في الوقت الذي يعتبر فيه الأمل في حل تفاوضي الخيار الوحيد القابل للاستمرار لما بعد عام 2014 كما يرى عدد من المحللين. ورأى مؤيد يوسف من المعهد الأميركي للسلام أنه نظرا لهذه الأحداث المتكررة أصبح «التفاهم» بين الرئيسين أكثر تعقيدا. وأضاف «إذا استمرت الحالة على هذا المنوال لا أرى كيف يمكن التمسك بهذه الاستراتيجية التي تتعلق إلى حد كبير بحسن نية الأفغاني المتوسط الحال»، كما قال يوسف لوكالة الصحافة الفرنسية.

وما زاد الشكوك في إمكانية نجاح القوة الدولية في إنجاز مهمتها تأمين البلاد، أعلن كرزاي عزم كابل على تولي مسؤولية الأمن في البلاد بدلا من حلف شمال الأطلسي اعتبارا من 2013 وليس أواخر 2014 كما هو مقرر. ويعتبر بعض الخبراء على غرار الكثير من الأميركيين أنه آن الأوان لخفض الإنفاق وتبني استراتيجية تحد من تعرض الجنود المنتشرين في المكان (90 ألف جندي أميركي و30 ألف جندي من الحلف الأطلسي) للخطر.

ويشير استطلاع للرأي أجرته محطة «إيه بي سي» أن 60 في المائة من الأميركيين يعتبرون أن هذه الحرب لم تكن تستحق عناء خوضها. لكنه يعلم أيضا أن أي انسحاب متسرع قد تكون نتائجه قاتمة سيتوجب إدارتها أثناء ولاية ثانية محتملة.

إلى ذلك، يوشك مستنقع الأموال والدماء في أفغانستان الذي تكبدت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من 2100 جندي و302 مليار جنيه إسترليني، أن يؤتي ثماره الأولى، لكن هذه الثمار لن تتمتع بها البلدان التي قدمت تلك التضحيات الكبيرة، فعقود التنقيب عن ثروات أفغانستان من المعادن والوقود الحفري ومد خطوط السكك الحديدية التي ستنقلها إلى خارج البلد تفوز بها الآن أو تسعى للفوز بها كل من الصين والهند وإيران وروسيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت أون صنداي»، ولا تزال المهمة التي تنطوي على فرص ربحية هائلة من خلال استغلال الثروة المعدنية الهائلة في أفغانستان التي تقدر قيمتها بنحو تريليوني جنيه إسترليني، بحسب حكومة كابل، في مراحلها المبكرة، ومع ذلك بدأت الصين والهند على وجه الخصوص في إبرام الصفقات والشروع في العمل هناك، وما تم إنشاؤه بالفعل من مرافق يوضع تحت حماية الشرطة والجيش المحليين، اللذين تتحمل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية تقديم جزء من تمويلهما والجانب الأكبر من التدريبات التي يتلقونها.