إصابات واعتقالات جراء احتفالات الأكراد بعامهم الجديد في تركيا

الشرطة لجأت لخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود في ديار بكر وإسطنبول

تظاهرات كردية بمناسبة «عيد النوروز» في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

وقعت صدامات بين قوت الأمن التركية وأكراد، أمس، في أنحاء متفرقة من البلاد، خصوصا في ديار بكر كبرى مدن جنوب شرقي الأناضول وإسطنبول، بمناسبة الاحتفالات بالسنة الكردية الجديدة، خارج المواعيد التي تسمح بها أنقرة.

ففي ديار بكر، حاولت الشرطة تفريق المجموعات التي توافدت إلى الساحة الرئيسية في المدينة بالقنابل المسيلة للدموع، لكن عناصر الأمن لم يتوصلوا إلى احتواء التدفق وتجمع حشد من نحو أربعين ألف شخص للاحتفال بعيد النوروز، وهم يرقصون ويقفزون فوق حواجز نارية عملا بالتقليد.

ورفع العديد من المشاركين أعلاما بالألوان الخضراء والحمراء والصفراء التي ترمز إلى المتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني، ورددوا شعارات تأييد لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان. وامتدت الصدامات إلى الأحياء المجاورة وأحرق المتظاهرون نحو عشر آليات. واعتقلت الشرطة رجلين كانا ينقلان في سيارتهما رشاشا، بحسب مصادر أمنية. وتعرض شرطي لكسر في يده وأصيب شخص مسن بجروح في رأسه بسبب الحجارة، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التي تحدثت أيضا عن إلقاء قنابل حارقة على الشرطة وأشارت إلى عدد من التوقيفات.

وفي إسطنبول حيث تقيم جالية كردية كبيرة، أسفرت الصدامات عن سبعة جرحى بينهم شرطي كما اعتقل 206 أشخاص، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن محافظ المدينة حسين افني موتلو. وقالت الوكالة إن مجموعات من الناشطين الأكراد الذين منعتهم الشرطة من التقدم بينما كانوا يتوجهون إلى ساحة ينوي حزب السلام والديمقراطية (أكبر حزب كردي في تركيا) تنظيم احتفالات فيها، أقاموا حواجز ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة.

وردت قوات مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه بحسب وكالة الأناضول التي أوضحت أن السلطات أقفلت محطات القطارات والترامواي القريبة من المكان المتوقع للاحتفالات. وقال المحافظ إن «هؤلاء الناس (المتظاهرون الأكراد) لا علاقة لهم بعيد النوروز. إن ما يريدونه هو مقاتلة قوات الأمن. لن ندعهم يفعلون ذلك».

واحتفالات عيد النوروز التي تصادف حلول فصل الربيع، تشكل مناسبة للأكراد للمطالبة بمزيد من الحقوق وإعلان دعمهم لحزب العمال الكردستاني. ورفضت السلطات هذه السنة مطالب «حزب السلام والديمقراطية» الذي كان يرغب في تنظيم الاحتفالات أمس، وهو يوم العطلة الرسمية في تركيا، وحددت الأربعاء، 21 مارس (آذار) الحالي موعدا وحيدا يسمح بإحياء الاحتفالات خلاله. وأكد حزب السلام والديمقراطية أنه سيبقي على برنامجه تحت طائلة حصول صدامات مع الشرطة.

ويأتي اختبار القوة هذا في أجواء من التوتر، بينما يجري القضاء التركي منذ أشهر عملية واسعة ضد ما يعتبره فرعا مدنيا لحزب العمال الكردستاني، وأدت إلى توقيف المئات من المشبوهين.