شهدت موسكو، أمس، مظاهرات جديدة احتشدت على مقربة من مقر التلفزيون المركزي «أوستانكينو» احتجاجا على عرض قناة «إن تي في» فيلم «تشريح المعارضة» التي قالت إنه تضمن الكثير من الأكاذيب بحق المعارضة ورموزها التي تتهمها السلطات الرسمية بالعمالة وتنفيذ مخططات أجنبية. وبينما انتقدت المعارضة تسمية الفيلم المعروض «وثائقيا»، أشار مراقبون إلى أن هذا الشريط التلفزيوني تضمن الكثير من المغالطات والأكاذيب الدعائية، على حد وصف شبكة «نيوز رو» الإلكترونية. وأكد مشاركون في المظاهرات، التي خرجت إلى مقر التلفزيون المركزي من دون تصريح رسمي من جانب سلطات العاصمة، ضرورة محاسبة القائمين على إعداد وبث الشريط التلفزيوني، بينما رفعوا اللافتات والشعارات التي تفضح تجاوزات الإعلام الرسمي وأطلقوا البالونات البيضاء في سماء المكان.
وأحاطت الشرطة بالمتظاهرين، بينما ألقت القبض على العشرات منهم بمن فيهم بوريس نيمتسوف، نائب رئيس الحكومة الأسبق في تسعينات القرن الماضي وسيرغي أودالتسوف، زعيم «الجبهة الشعبية» المعارضة. وقالت المصادر الرسمية إن الشرطة اعتقلت أيضا عددا آخر من المتظاهرين في ساحة مانيجني، على مقربة من الكرملين في وسط العاصمة. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن أودالتسوف، زعيم الجبهة الشعبية، تصريحه بأن المعارضة قررت القيام بمظاهرة مليونية في 6 مايو (أيار) المقبل، أي في اليوم السابق لموعد تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد في الكرملين وبداية اضطلاعه بمهام منصبه. وقال أودالتسوف إن مثل هذه المظاهرة يمكن أن تكون ضربة قوية لرئيس الحكومة الذي تتهمه المعارضة بتزوير الانتخابات. ونقلت «نوفوستي» عن أودالتسوف تصريحه حول أن منظمي المظاهرة الاحتجاجية المقرر إجراؤها في 6 مايو (أيار) سيعلنون عن مكان تسييرها وموعد انطلاقها لاحقا، ومناشدته لأنصاره «التفكير من الآن في دعوة أقرباء وزملاء لهم من مدن أخرى للسفر إلى العاصمة للمشاركة في المسيرة المليونية والأولى من هذا النوع في روسيا».