تمديد الأسد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية يطرح علامات استفهام حول إحجام المرشحين

نشار لـ «الشرق الأوسط»: مشكلة سوريا أكبر من أن تصلحها الانتخابات

TT

أثار قرار الرئيس السوري، بشار الأسد، القاضي بتمديد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية المحددة في السابع من مايو (أيار) المقبل لمدة أسبوع إضافي، أسئلة عن أبعاد هذا التمديد، وما إذا كانت الترشيحات المقدمة حتى الآن غير كافية للمقاعد المطلوبة لمجلس الشعب، وما إذا كانت تؤشر على إحجام المرشحين عن خوض غمار هذا الاستحقاق الدستوري، بسبب الغموض الذي يلفّ مستقبل سوريا، وفي ظلّ الأوضاع السياسية والأمنية المعقّدة، وما ترسمه من علامات استفهام عن هوية المجلس العتيد، فقد أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم 120 لعام 2012، القاضي بـ«تمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام الحالي لمدة أسبوع، بدءا من يوم (بعد غد) الخميس الواقع في 22 - 3 - 2012 ولغاية الدوام الرسمي من يوم الأربعاء الواقع في 28 - 3 - 2012».

وتعليقا على هذا الإجراء، أبدى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري»، سمير نشار، اعتقاده أنه «لم يعد أحد داخل سوريا أو خارجها مقتنعا بمصداقية بشار الأسد، الذي يحاول أن يقنع الناس بقوانين إصلاحية فات أوانها». وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة في سوريا باتت أكبر من أن تصلحها القوانين أو الانتخابات، هناك فقدان للثقة بنظام الأسد، والشعب بدأ ينظر إليه كمشكلة وحيدة أمام تحقيق طموحاته بنظام ديمقراطي، وأن يأخذ دوره في بناء مستقبله الذي يطمح إليه».

وردا على سؤال عن نظرة المجلس الوطني للمجلس التشريعي الجديد الذي سينبثق عن هذه الانتخابات المقررة في 7 مايو (أيار)، قال: «هذا المجلس سيكون كالمجالس التشريعية السابقة التي انتخبت على مدى الـ40 عاما الماضية، فمن يشاهد الاشتباكات التي دارت اليوم (أمس) في منطقة المزة في قلب دمشق، بين قوات بشار الأسد والجيش السوري الحر، يتأكد أنه لا مجال للخوض بتفاصيل لم تعد موضع اعتبار، ومنها الانتخابات التي يزمع الأسد إجراءها». وأضاف: «الانتخابات تحتاج إلى بيئة من الحرية والأمن والاستقرار والهدوء تسمح للناس بالتعبير عن رأيهم وتمكن المرشحين من تقديم برامجهم الانتخابية، والسؤال المطروح الآن: هل يمكن في ظل هذه الثورة المشتعلة إجراء انتخابات؟ كيف تجري الانتخابات والمدن تقصف بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ؟ كيف تكون هناك انتخابات وقسم كبير من الشعب السوري في المعتقلات وقسم كبير أيضا بات مشردا خارج بلده؟ كيف تكون انتخابات ومدن حمص وحماه ودرعا وإدلب ودير الزور وريف دمشق وغيرها مدمرة خالية من سكانها؟». وجزم نشار بأن «بشار الأسد من خلال دستوره الجديد الذي فصّله على قياسه، أبقى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية بيده، وهو لم يقدم إلا تنازلات صورية لخداع الشعب السوري وخداع الرأي العام الدولي»، مذكرا بأن «الرسائل الإلكترونية السرية الخاصة ببشار الأسد التي كشفت أخيرا، تظهر كيف كان بنفسه يهزأ من إصلاحاته والقوانين والمراسيم التي يصدرها».

أما مسؤول العمليات والتنسيق في «تجمع الضباط الأحرار»، العميد المنشق حسام العواك، فرأى أن «بشار الأسد يعيش حالة من انفصام الشخصية، فهو يريد انتخابات لمجلس الشعب وانتخابات رئاسية ومجالس بلدية، ويضع رأسه في الرمال كالنعامة وكأنه لا يرى ما يجري على كل الأراضي السورية». وسأل العواك في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كيف يجري الأسد انتخابات وهو يعيش حالة من الرعب ويغيّر أماكن إقامته يوميا، بين منطقة وأخرى، لشعوره أن الثوار اقتربوا من قصر المهاجرين؟». وأكد أن «الانتخابات ستكون فاشلة، هذا إن لم يسقط النظام قبلها»، لافتا إلى أن «الناخبين معروفون؛ فلن يذهب إلى صناديق الاقتراع إلا الموظفون المساكين الذين يهددهم بقطع أرزاقهم وطلاب المدارس، وهذا دليل على أن هذه الانتخابات فاشلة سلفا».

وردا على سؤال، أكد أن «الجيش الحر لن ينفذ أي عملية أمنية ضد أي مركز انتخابي، لأنه حريص على سلامة أهله وأبنائه».