«هنا تل أبيب».. إيرانيون يخاطبون مواطنيهم من إسرائيل

إذاعة «راديسين» تبث عبر الإنترنت وعبر القمر الصناعي الأميركي «غالاكسي»

TT

«نتنياهو.. أميركا.. النووي الإيراني.. الإرهاب.. الديكتاتور أحمدي نجاد»، من خلال هذه الكلمات ليس من الصعب تبين رسالة كامي يتسحاقيان خلال قراءة الأخبار بالفارسية في إذاعة «راديسين» الإيرانية التي تبث على مدار الساعة من إسرائيل.

قال يتسحاقيان لوكالة الصحافة الفرنسية: «هدفنا يتمثل في أن يعرف الإيرانيون حقا ما يحدث هنا في إسرائيل وأيضا عندهم، فالنظام في طهران يخفي عنهم الحقيقة». وكان يتسحاقيان قد وُلد في إيران وهاجر إلى إسرائيل منذ 25 عاما، وهو أحد أعضاء فريق مؤلف من 35 صحافيا ومقدم برامج تطوعوا للعمل في هذه الإذاعة.

وبعد نشرة أخبار تمتد لساعة تتناول الأخبار السياسية في إسرائيل والعالم، خاصة في إيران، يأتي معلقون للحديث عن الأوضاع الحالية. وبعد ذلك يحين وقت برنامج «الوحدة» المخصص بكامله للحديث عن إيران. ويتناول البرنامج، الذي يستمر 3 ساعات، صفحات من التاريخ والحقائق السياسية والثقافية والفنية تتخللها بعض الإعلانات والموسيقى والأغاني الإيرانية.

من جهتها، تقوم فيدا ليفيم، 73 عاما، وهي من «نجوم» الإذاعة وألفت كتبا متخصصة في فن الطهي الإيراني، بإعطاء وصفات عن الأطباق التقليدية الإيرانية، وهو أمر «غير موجود» في وسائل الإعلام الإيرانية. وتأمل ليفيم في «أن يأتي يوم أستطيع فيه زيارة الشارع الذي كبرت فيه في إيران».

وتبث إذاعة «راديسين» عبر الإنترنت وتستمد قوتها من حقيقة أن سلطات إيران لا تستطيع قطع القمر الصناعي الأميركي «غالاكسي» الذي تبث برامجها من خلاله، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الكثير من المحطات الإذاعية الحرة بإعادة بث برامج المحطة. والنتيجة جمهور أعداده في تزايد ومن وقت لآخر قد يخاطر أحدهم «من مكان ما في إيران» باستخدام هاتفه للتفاعل مع المحطة، إلا أن غالبية المشاركات تأتي من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسرائيل. ويوجد في إسرائيل نحو 300 ألف يهودي من أصل إيراني من بينهم شخصيات عامة مثل وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز ورئيس الأركان السابق بيني غانتز أو حتى المطربة ريتا التي حقق ألبومها باللغة الفارسية نجاحا كبيرا.

وتقع استوديوهات الإذاعة في مركز تجاري صغير على مشارف تل أبيب بجوار مكتب عقاري ومخبر غسيل كلى. وهناك غرفة صغيرة للاستقبال واستوديو صوت مجهز ببطارية وميكروفون، بالإضافة إلى حواسيب. ويعترف رئيس الإذاعة، أمير شاي، 42 عاما، بـ«العمل الضخم» الذي يقوم به ميناشيه عمير، وهو مذيع معروف قدم للكثير من العقود برنامجا أسبوعيا مدته ساعة ونصف الساعة باللغة الفارسية على الإذاعة العامة الإسرائيلية. ويوضح أمير شاي أن «(راديسين) تأسست عام 2009، وهي مستقلة تماما. نحن لا نتلقى أي دعم من الحكومة (الإسرائيلية)، والنظام الإيراني يعلم أن هذا أكثر خطورة له». وتابع: «لقد نشأت في إيران وأعرف الشعب الإيراني جيدا، مضياف ومحب للسلام.. يريد الإيرانيون الديمقراطية والحرية. إنهم يعانون في ظل الديكتاتورية ويعرفون الثمن الواجب دفعه للبرنامج النووي التابع للنظام، وهو البطالة والفقر وارتفاع تكاليف المعيشة».

ويشاركه فني الصوت، إيلي ران، وجهة نظره، بينما كانت عيناه مثبتتين على مكبرات الصوت أمامه. ويؤكد هذا الإيراني من الجيل الثالث الذي وُلد في إسرائيل بالفارسية أنه «يريد محاربة الأفكار السائدة وعكس الواقع الحقيقي في إسرائيل وإيران بهدف إنارة جميع الإيرانيين في جميع أنحاء العالم». وبمناسبة عيد النوروز وجه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس رسالة خاصة للإيرانيين خلال البرنامج الإيراني عبر الإذاعة العامة الإسرائيلية تمنى فيها «عاما سعيدا للشعب الإيراني.. وأن يتخلص من النظام الديكتاتوري الذي يصنع صواريخ نووية»، على حد قوله.