مقتل 3 جنود في الضالع و10 مسلحين من «أنصار الشريعة» بزنجبار

اليمن: خلافات سياسية حادة والرئيس هادي يطالب الأحزاب بالكف عن «ممارسات الماضي»

TT

شهدت مدن بجنوب البلاد أعمال عنف، أسفرت عن مقتل أكثر من 6 أشخاص بينهم جنود من الجيش، في كل من الضالع وعدن، بينما قتل الجيش، أمس، 10 مسلحين من جماعة «أنصار الشريعة» في زنجبار، وتصاعدت حدة الخلافات بين الأطراف السياسية اليمنية، بعد اتهامات متبادلة بعرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وشهد البرلمان اليمني، أمس، اتهامات متبادلة بين أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك، حول مسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهدها عدد من المدن. وهاجم سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر، محمد سالم باسندوة، رئيس حكومة الوفاق الوطني، واتهمه بالتحريض على الفتنة في اليمن، في الخطاب الذي ألقاه، أول من أمس، والذي اتهم نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالمسؤولية عن مجزرة «جمعة الكرامة» العام الماضي. وقال البركاني في جلسة البرلمان: «إن باسندوة لا يصلح أن يكون رجلا أول أو رجل دولة». واتهم البركاني «العميد علي السعيدي، مدير أمن محافظة تعز المقرب من المشترك، بالتورط في اغتيال المدرس الأميركي في محافظة تعز، وأنه مشارك في هذه الجريمة، وأن حراسته غطت على عملية هروب المسلحين بعد تنفيذ جريمتهم». وكان تنظيم القاعدة أعلن، أول من أمس، مسؤوليته عن العملية. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع السياسية، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية إلى نسيان الماضي، والعمل على تهيئة المناخات الملائمة للأمن والاستقرار ووحدة اليمن والتوافق الوطني، وطالب هادي في لقاء جمعه مع الأمين العام للاشتراكية الدولية، لويس ايالا، بالكف عن «ممارسات الماضي بكل صورها وأشكالها، خصوصا الجانب الإعلامي», وقال: «يُحتم على كل الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية العمل وفقا للتطلعات والآمال الشعبية والكف عن ممارسات الماضي بكل صورها وأشكالها، خصوصا الجانب الإعلامي، وبما يتواءم مع الوضع الجيد وتهيئة المناخات الملائمة لبلوغ النجاحات المنشودة خلال المرحلة الانتقالية، وفي طليعتها الحوار الوطني الشامل».

وفي السياق الأمني، ذكرت مصادر محلية في مدينة الضالع الجنوبية، أن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب آخر، في هجوم لمسلحين مجهولين، على موقع عسكري في المدينة. وقالت المصادر إن «المسلحين هاجموا، فجر أمس، موقعا عسكريا في منطقة الكرب المطل على جنوب مدينة الضالع، يتبع اللواء (35) مدرع المرابط في المدينة». وفي عدن، قالت مصادر رسمية إن جنديين أصيبا في حملة أمنية استهدفت مسلحين من «أنصار الشريعة»، أول من أمس، وأوضحت وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني أن «الحملة الأمنية المكونة من 4 عربات أمن مركزي و4 أطقم مسلحة تابعة لسرية الطوارئ بأمن محافظة عدن هاجمت وكرا لعناصر خارجة عن القانون، وما يسمى بأنصار الشريعة تتحصن بالشارع الرئيسي بمدينة المعلا، وأسفرت عن إصابة جنديين خلال المداهمة التي استمرت لساعات قبل أن تنسحب إلى معسكراتها». وأفادت مصادر محلية بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة خلال الحملة، وردا على هذه الحملة أحرق مسلحون، أمس، حافلات حكومية بوسط شارع المعلا.

وفي مدينة زنجبار بمحافظة أبين، قتل 10 مسلحين من جماعة «أنصار الشريعة»، في قصف مدفعي وغارات جوية للجيش اليمني وسط المدينة، أمس، بحسب ما ذكرته مصادر محلية في المدينة، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «طائرات يمنية أطلقت صواريخ جوية على مواقع للجماعة، بينما قصف اللواء 201، بالمدفعية الثقيلة، هذه المواقع، وأسفرت عن قتل 10 أشخاص وجرح آخرين». وكان 20 مسلحا من الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة قتلوا، في قصف بحري وجوي، أول من أمس. وأعلنت الداخلية اليمنية أمس القبض على 6 صوماليين بمحافظة أبين يقاتلون إلى جانب أنصار الشريعة، وتسيطر الجماعة على مدينة جعار وزنجبار منذ أكثر من عشرة أشهر، وتستقبل معسكراتهم، في مدينة جعار، التي يطلقون عليها «إمارة وقار الإسلامية» عشرات المسلحين، من اليمنيين والأجانب، كان آخرها وصول 300 مسلح من حركة «المجاهدين» الصومالية، للمشاركة في قتال الجيش النظامي. وطالب برلماني يمني الحكومة بتبني استراتيجية يمنية لمكافحة الإرهاب «بعيدا عن لعب دور المجندين المجانيين بالوكالة عن أجندات خارجية».