شخصيات دولية تبحث سبل تفعيل دور اللاجئين الفلسطينيين الشباب

مؤتمر شركاء «أونروا» في بروكسل.. أسئلة وورش عمل وأوراق تحمل طموحات كثيرة

TT

افتتحت في بروكسل، أمس، أعمال مؤتمر شركاء وكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، ويستغرق يومين. وهو مؤتمر دولي رفيع المستوى ينعقد تحت عنوان «تفعيل دور الشباب» من اللاجئين الفلسطينيين في تغيير الشرق الأوسط. ويهدف المؤتمر، حسب المشرفين عليه، إلى إشراك الأطراف ذات المصلحة والصلة بقضية الشباب الفلسطيني اللاجئ، في الحوارات والنقاشات، والعمل على تسهيل التعرف على شراكات جديدة. ويركز المؤتمر على الشباب الفلسطيني اللاجئ وطموحاته، وإمكاناته غير المستخدمة، حيث يعتبر الشباب الفلسطيني اللاجئ من العناصر المهمة للتغيير في المنطقة. وقال بيان للمشرفين على تنظيم المؤتمر داخل قصر «إيجمونت» بمقر الخارجية البلجيكية، إنه يسلط الضوء على كيفية الاستجابة لاهتمامات الشباب، والحاجة الملحة لخلق فرص عمل لجيل من اللاجئين الفلسطينيين الشباب، مع ضرورة الاعتراف بالحقيقة الأساسية، وهي أنه لا بد من أن يتم التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين، وأن يكون الحل نتيجة لمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبدعم من المجتمع الدولي، وبالتشاور مع اللاجئين أنفسهم. وتقام اليوم، وهو الثاني والأخير للمؤتمر، ورشة عمل تحت عنوان «إشراك الشباب من اللاجئين الفلسطينيين في التنمية الاجتماعية والمدنية»، وأخرى تحت عنوان «توفير الإمكانات الاقتصادية للشباب والاعتماد على الموارد وتحقيق الاندماج الاقتصادي»، وورشة عمل ثالثة حول التربية والتعليم وبناء القدرات بين اللاجئين الفلسطينيين، ورابعة حول الشباب من اللاجئين وإلغاء التهميش، وكيفية الاستفادة من القدرات البشرية والمؤهلات.

بدأ النقاش مباشرة، بعد إلقاء الكلمات الافتتاحية، ودار حول التحديات وإمكانات الجيل الحالي من اللاجئين الفلسطينيين، وتم استعراض التحولات الأخيرة في العالم العربي وتأثير ذلك على الجيل الحالي من الشباب من اللاجئين الفلسطينيين. ويحاول المؤتمرون التوصل إلى إجابات عن أسئلة تتعلق بمدى الإصلاحات التي يمكن أن يطالب بها شباب اللاجئين، وخاصة بعد 63 عاما من فقدان الجنسية والتعامل السلبي، والنفي، وكيف ينبغي للمجتمع الدولي أن يتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين اليوم، ليس فقط من أجل حقوقهم السياسية، ولكن من أجل الاندماج الاجتماعي والازدهار الاقتصادي أيضا، وذلك استجابة لمتطلبات الشباب الفلسطيني الذي يشعر بالإحباط ويصرخ طلبا لمستقبل أفضل، وكيف تستطيع الأمم المتحدة و«الأونروا» وأصحاب الصلة، أن يستجيبوا لهذه المطالب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.. وهي أمور تقف عقبة أمام تمكين الشباب من الفرص والوصول إلى الأسواق العالمية. وهي أيضا تشكل قيودا أمام الفلسطينيين للوصول إلى أراضيهم واستغلال الموارد الطبيعية. وتقول الجهات المختصة، إن أرقام البطالة هي الأعلى بين الفلسطينيين، وهي أمور أيضا تقف عائقا أمام أي فرص أو احتمالات لاقتصاد فلسطيني مستدام.

شارك في فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، شخصيات دولية وأوروبية وإقليمية عدة، عبرت عن وجهة نظرها من خلال كلمات الافتتاح، بينهم كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. واستمع المؤتمرون إلى رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة ألقاها روبرت سيري المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وفيليبو غراندي المفوض العام لوكالة «الأونروا»، وكذلك إلى كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي ألقاها رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية، وكلمة ديديي رايندرس وزير خارجية بلجيكا.

على هامش المؤتمر، تم عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الثنائية المهمة بين الأطراف المشاركة. وحسب برنامج المؤتمر ستشارك شخصيات عدة في ورش عمل اليوم، بينها مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، وساعد الحارثي مستشار الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، إلى جانب رئيس البنك الوطني الفلسطيني، ووزراء التربية والتعليم في الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية. ويشارك في فعاليات الختام سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية، وفيليبو غراندي المفوض العام لـ«الأونروا».

وقالت مصادر مقربة من الوفد الأردني المشارك في المؤتمر، إن الأردن سيقدم ورقتي عمل تركزان على ما يتميز به شباب المخيمات الفلسطينية في الأردن الذين يتمتعون، خلافا لغيرهم في مناطق عمليات الوكالة الأخرى، بالحقوق السياسية التي تشمل حق الترشح للبرلمان والانتخاب والانتماء للأحزاب السياسية والنقابات المهنية، إلى جانب حقهم في ممارسة مختلف الأنشطة الأخرى الاقتصادية والتعليمية، وتأسيس وإدارة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والرياضية والاجتماعية. ويؤكد الأردن أهمية استمرار ولاية وكالة «غوث» بكونها التزاما دوليا تجاه القضية الفلسطينية إلى حين حلها وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وأن الأردن يرفض أي تقليص لمستوى الخدمات التي تقدمها «الأونروا» في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة الاجتماعية. كما يطالب الأردن بمعالجة العجز المتكرر في موازنة الوكالة، حيث لا يستطيع تحمل أي أعباء إضافية نتيجة لتخفيض أو وقف الخدمات التي تقدمها، مثلما يرفض تحميل اللاجئين أي رسوم لقاء الخدمات المقدمة.