أغلبية أميركية تعارض إعدام مرتكب «مجزرة قندهار»

محاميه يقابله لأول مرة

الرقيب روبرت بيلز (يسار) المتهم بقتل 17 أفغانيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال أثناء خدمته في أفغانستان (أ.ب)
TT

بينما سافر، أمس، من سياتل (ولاية واشنطن) إلى كنساس (ولاية ميسوري) المحامي جون براون لمقابلة موكله الرقيب روبرت بيلز، المتهم بقتل 17 أفغانيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، قالت تقارير إخبارية أميركية إن أغلبية أميركية «تعطف» على الرقيب، رغم إدانتها لما فعل.

ورغم عدم صدور استفتاء من المراكز المهنية، قالت استفتاءات غير علمية على الإنترنت، إن نسبة الذين أيدوا «مجزرة قندهار» المتهم بها الرقيب بيلز قليلة جدا.

وأدانتها الأغلبية، مع استعمال كلمات وعبارات مثل: «فهم ما فعل»، و«رجل طيب في مكان خطأ». وحذر كثيرون من إعدام بيلز، وقالوا إن الشعب الأميركي لن يقبل ذلك.

في الوقت نفسه، سيكون المحامي أول مدني يقابل بيلز الذي كان قد نقل في الأسبوع الماضي من أفغانستان إلى قاعدة فورت ليفنويرث العسكرية (كنساس) القريبة من كنساس سيتي (ولاية ميسوري).وقالت ريبيكا ستيت، متحدثة باسم القاعدة العسكرية، إن بيلز سيقابل محاميه في «منطقة خاصة، زيارة مستثناة». حسب الإجراءات التنظيمية في القاعدة، يعنى هذا مثل مقابلة طبيب لشخص داخل القاعدة، حيث لا يتوقع أن يكون هناك شخص ثالث.

وقال خبراء عسكريون قانونيون إن توجيه تهم رسمية من المتوقع أن يعلن في غضون أسبوع. كما سيحدد في ذلك الوقت إذا كانت القضية ستذهب إلى محكمة عسكرية معينة. مع التأكيد أن المحكمة ستكون داخل الولايات المتحدة، لا في أفغانستان كما كان طلب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي. لكن، يتوقع أن الأفغان الشهود والمجني عليهم سينقلون إلى الولايات المتحدة لتقديم شهاداتهم.

وكان المحامي أصدر، أول من أمس، بيانا قال فيه إنه سيكون هناك فريق دفاع مشترك، مدني وعسكري. وأضاف: «من المبكر جدا تحديد العوامل وراء هذا الحادث. ويتطلع فريق الدفاع إلى استعراض الأدلة، ودراسة كل السجلات الطبية والشخصية للرقيب بيلز، وإجراء مقابلات مع الشهود».

وذكر البيان أن أسرة بيلز «فوجئت بهذه المأساة. لكنها تقف وراء رب الأسرة، الذين يعرفونه زوجا وأبا وعسكريا مخلصا».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن المحامي مشهور لأنه دافع عن تيد باندي، وهو مدني أميركي أعدم قبل أكثر من 20 سنة بعد أن أدين بتهم قتل واغتصاب قرابة 30 امرأة.

وأمس، كشفت مشكلات جديدة كان مر بها بيلز، منها أنه، قبل زواجه، اعتدى على صديقته.

وكانت مصادر إخبارية أميركية نشرت، أول من أمس، اعترافات في مدونة زوجة بيلز على الإنترنت، كشفت أنهما عرضا، قبل 3 أيام من الحادث، بيع منزل العائلة في تاكوما (ولاية واشنطن) بسبب مشكلات مالية.

جاء هذا الكشف في سلسلة محاولات أميركية، وسط العسكريين والمسؤولين والخبراء وعامة الناس، للبحث عن أسباب لما فعل الرقيب بيلز. من بين الأسباب التي ذكرت في وقت سابق: مشكلة نفسية، ومشكلة مع زوجته، ومشكلة مع رئيسه، وحزن على جنود أصدقاء له، قتلهم أو جرحهم رجال طالبان.

وحسب المصادر الأميركية، فشل بيلز في دفع أقساط البنك لمنزله الموجود في منطقة خضراء وهادئة قرب ساحل المحيط الهادي، حتى وصلت ديونه إلى أكثر من 50 ألف دولار.

في الوقت نفسه، أدلى عسكريون متقاعدون وخبراء عسكريون بتصريحات عن تفشى المشكلات النفسية وسط المحاربين في أفغانستان أو العائدين من هناك ومن العراق. وقال مايكل وادينغتون، محام لعسكريين سابقين اتهموا بارتكاب جرائم بعد عودتهم من هذه الحروب: «يفتقر البنتاغون إلى موارد كافية وفيها شفافية للتعامل مع الجنود الذين يعانون من الإجهاد والقلق الشديد. والمثير للدهشة أن هذا النوع من العمل العنيف لم يحدث من قبل، وكان يجب أن يحدث، وذلك بسبب السنوات الطويلة التي قضاها مئات الآلاف من جنودنا في العراق وأفغانستان».

وأشار إلى إحصائية بأن نسبة الاضطراب العصبي بعد مواجهة أوضاع دراماتيكية (بي تي إس دي) وسط قدامى المحاربين الأميركيين في حروب الإرهاب والعراق وأفغانستان وصلت إلى 31 في المائة. لكن، لم تحسم أبحاث الخبراء الصلة بين هذا وارتكاب أعمال عنف بسبب الغضب والتوتر.