محاكمة ألماني من أصل أفغاني بتهمة دعم «القاعدة»

تدرب في باكستان واعترف بصلاته بمنير المتصدق

TT

ضمن سلسلة محاكم «مجموعة السفر» بتهمة الإرهاب، بدأت في كوبلنز الألمانية، محاكمة الألماني، الأفغاني الأصل، أحمد س. (37 سنة) بتهمة الانتماء إلى «الحركة الإسلامية الأوزبكية» ومنظمة القاعدة السرية. وكانت المحكمة الأولى ضد السوري حسام س. (26 سنة) قد بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي باعتبارها المحكمة الأولى في سلسلة محاكم «مجموعة السفر». وينتظر أن تنطلق قريبا المحكمة الثالثة من نوعها، في كوبلنز أيضا، ضد الأخ الأصغر لأحمد س. وبتهم مماثلة.

ووفقا لصحيفة الدعوى قرر المتهم المشاركة في الجهاد عام 2009 وسافر إلى أحد «معسكرات الإرهاب» في باكستان لدى حركة أوزبكستان الإسلامية، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة وتم إعداده للمشاركة في معارك. وسافر المتهم عام 2010 إلى أفغانستان، ثم عاد إلى ألمانيا مجددا.

واعترف المتهم بأن له صلات بمنير المتصدق، الذي قضى عقوبة السجن 15 عاما بتهمة دعم منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.

ويطلق اسم «مجموعة السفر» على خلية من نحو 10 أعضاء، اتخذت من هامبورغ مقرا لها، وكانت تكسب المجاهدين الألمان إلى الحركة الأوزبكية، وتنظم سفر الأعضاء إلى قواعد المنظمة السرية، على الحدود الأفغانية - الباكستانية، بهدف تلقي التدريبات العسكرية. وحسب محضر الدعوى فقد كانت الخلية تجتمع في بيت أحمد س. وتتردد على مسجد «طيبة» في هامبورغ، وهو المسجد الذي كانت خلية الطيارين الانتحاريين، بقيادة المصري محمد عطا، تتخذ منه مقرا. ومعروف أن مجموعة محمد عطا نفذت الضربات الانتحارية المعروفة باسم «11 سبتمبر» ضد مركز التجارة العالمي في نيويورك، وضد البنتاغون في واشنطن عام 2001.

وتوجه النيابة الألمانية العامة إلى أحمد س. تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية تعمل في الخارج، هي «الحركة الإسلامية الأوزبكية»، والانتماء إلى منظمة القاعدة السرية، والتخطيط لتنفيذ الضربات الإرهابية في ألمانيا، بالإضافة إلى ذلك فإنه متهم أيضا بالمشاركة في عمليات عسكرية ضد القوات الدولية في أفغانستان، والمساهمة في تصوير ونشر أفلام الفيديو الدعائية لمنظمة القاعدة، ونشرها على مواقع الإسلاميين المتطرفين في ألمانيا، وكسب «المجاهدين» للحرب في أفغانستان والعراق.

وحسب أقوال المتهم نفسه، التي وردت في محضر الدعوى، فإنه كسب أخاه الصغير وزوجته إلى الحركة ونظم سفرهما إلى بيشاور الباكستانية، على الحدود مع أفغانستان، ثم إلى معسكرات «الحركة الإسلامية الأوزبكية». وهناك أدلة على أنه اشترى بطاقات السفر إلى باكستان، عبر الدوحة، بنفسه يوم 2 مارس (آذار) 2009 ودفع ثمنها من حسابه المصرفي. ودعا والده في مطلع عام 2010 إلى السفر معه إلى أفغانستان والاستشهاد في سبيل الإسلام، لكن الوالد لم يستجب له، كما أنه وصف الألمان بأنهم «كفار وحقراء» على الملأ.

اعترف أحمد س. أيضا بأنه تدرب في معسكرات التنظيم الأوزبكي على الأسلحة الثقيلة مثل مدافع الهاون وراجمات الصواريخ والمدافع المضادة للدروع. وترك «الحركة الإسلامية الأوزبكية» بعدها ليلتحق بتنظيم القاعدة، وليلتقي بأفراد «المجاهدين الألمان». كما التقى في أفغانستان أيضا، حسب اعترافاته، محمد يونس الذي يعتبر «وزير خارجية» تنظيم القاعدة، واتفق معه على العودة إلى ألمانيا لبناء تنظيمات «القاعدة» في أوروبا وتنفيذ العمليات المسلحة في غرب أوروبا.

عاش أحمد س. في هامبورغ بين 1990 و2009 وغادرها إلى أفغانستان عام 2010، وتم اعتقاله من قبل القوات الأميركية على الحدود الأفغانية - الباكستانية وقضى 10 أشهر في معتقل بارغرام التابع للوحدات الأميركية. وقدم المتهم هناك اعترافات عن مخططات وشيكة في ألمانيا دفعت وزير الداخلية السابق توماس دي ميزيير إلى أن يطلق حالة طوارئ تحسبا لعملية إرهابية تستهدف مبنى البرلمان الألماني في برلين (الرايخستاغ).