هجوم على مدرسة يهودية يروع فرنسا واستنفار بحثا عن قاتل يتنقل بدراجة نارية

ساركوزي: يعتبر الهجوم «مأساة وطنية» .. وتل أبيب تتابع بقلق

عناصر من الشرطة الفرنسية يحرسون مدخل مدرسة يهودية في باريس بعد إطلاق نار في مدرسة يهودية في تولوز صباح أمس (أ.ب)
TT

وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تولوز (جنوب غرب) بعد ساعات من وقوع لاعتداء الذي قتل فيه أستاذ دين و3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات أمام مدرسة يهودية بالمدينة. واعتبر ساركوزي ان الاعتداء يشكل «مأساة وطنية». وأعلن ساركوزي عن دقيقة صمت اليوم الثلاثاء في كافة المدارس وقال: «سيبذل كل جهد من أجل العثور» على منفذ الاعتداء، مضيفا أن وزير الداخلية كلود غيان «سيبقى في تولوز طالما لزم الأمر» لمتابعة هذه القضية. وتابع الرئيس الفرنسي «إنهم أطفالنا، ليسوا أطفالكم فقط، إنهم أطفالنا.. وعلى أراضي الجمهورية لا يمكن اغتيال أطفال دون محاسبة»، مضيفا «اليوم هو يوم مأساة وطنية». وتراجع ساركوزي المرشح لخلافة نفسه في الانتخابات الرئاسية في 22 أبريل (نيسان) و6 مايو (أيار) عن تشبيه اعتداء اليوم بالاعتداء الذي قتل فيه 3 عسكريين في الأيام الأخيرة بتولوز ومونتوبان المدينة المجاورة. وقال: «يجب انتظار نتيجة التحقيق القضائي». يشار إلى أنه تم استخدام سلاح عيار 11.43 في الاعتداءين اللذين فر فيهما الجاني مستخدما دراجة نارية. وكان مدعي الجمهورية في تولوز قد أعلن أن أستاذ الدين (30 عاما) وولديه (3 و6 سنوات) وطفلا ثالثا في العاشرة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي أوقع أيضا جريحا إصابته بالغة. وأضاف ميشال فاليه أمام صحافيين أن منفذ الهجوم «أطلق النار على كل من كانوا أمامه من أطفال وبالغين ولاحق الأطفال حتى داخل المدرسة». ويعتبر الاعتداء الذي أثار الذعر في البلاد الأول من نوعه ضد يهود في فرنسا منذ الاعتداء الذي أوقع 6 قتلى في باريس في عام 1982 ضد مطعم معروف في الحي اليهودي للعاصمة. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرانسوا هولاند أنهما سيتوجهان إلى مكان الهجوم. وصرح ساركوزي «سأتوجه بعد لحظات إلى تولوز. إنها مأساة مروعة.. تمس كل الجمهورية الفرنسية». وترجح الشهادات وفرضيات المحققين أن تكون تلك ثالث جريمة يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية وذلك بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، أسفر عن سقوط 3 قتلى، هم 3 جنود من أصل مغاربي وإصابة رابع بجروح خطيرة. وكان إطلاق النار في تولوز من سلاحين، أحدهما من نفس العيار (11.43) كالسلاح المستخدم في الهجوم ضد المظليين بحسب مصادر من الشرطة. وأشار ساركوزي ووزير الداخلية كلود غيان إلى وجود «أوجه شبه» بين القضايا. وأفادت مصادر من الشرطة أن الرجل وصل على متن دراجة نارية واستخدم سلاحا (ربما من طراز 9 مم) خارج المعهد وأطلق النار على رجل قبل أن يتعطل سلاحه ثم دخل إلى المبنى حيث استخدم سلاحا آخر من عيار (11.43) وأطلق النار على أطفال.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية على الفور تشديد الإجراءات الأمنية حول جميع المراكز الدينية في البلاد، خصوصا المدارس اليهودية. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية بيار هنري براندي «لقد أعطيت التعليمات إلى مراكز الشرطة والدرك لتشديد الأمن حول جميع المراكز الدينية في فرنسا، خصوصا المدارس الدينية اليهودية».

وأعربت الجالية اليهودية في فرنسا التي تعتبر الأكبر في أوروبا حيث تعد ما بين 500 إلى 700 ألف شخص، عن روعها. وصرح كبير حاخامات فرنسا جيل برنحايم لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنني مصدوم مما جرى هذا الصباح في تولوز أمام مدرسة يهودية».

وكان المحققون منذ الخميس يخشون أن ينفذ القناص المجهول، الذي يتحرك على دراجة نارية ولا يتردد في إطلاق النار في وضح النهار في أماكن مكتظة، هجوما جديدا. ويشبه هذا الهجوم الطريقة التي تم بها الهجوم ضد العسكريين الأسبوع الماضي وبات منفذها من أكبر المطلوبين من قبل الشرطة في فرنسا.

وفي إسرائيل، قال بيان رسمي من وزارة الخارجية إن تل أبيب تتابع الموضوع على أعلى المستويات ومن خلال كل ما تملك من طاقات، ولكنها تثق بأجهزة الأمن الفرنسية وتركن إليها في التحقيق الجاد والمهني للوصول إلى المجرم ومن يقف وراءه ومكافحة الإرهاب ضد اليهود في فرنسا وغيرها. وتابع البيان أن إسرائيل تدرك الأخطار المحدقة باليهود في العالم، وأنها قد توجهت إلى دول العالم طالبة الاهتمام بحماية المؤسسات اليهودية. وقال الناطق بلسان الوزارة، يغئال فلومر: «لقد زعزعنا هذا الاعتداء الإرهابي. نحن نتابع الحدث الرهيب في تولوز عن كثب، حيث إن السفير الإسرائيلي في باريس، يوسي غال، وصل إلى هناك وينظم العلاقة بين إسرائيل واليهود». وصرح وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان بنفسه، في وقت لاحق، بأنه طلب من السفير أن يواصل إطلاعه على تطورات الأحداث. وقال: «إن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تصدر إلا عن أناس يتحكم الشيطان في نفوسهم وعقولهم بكل قوته، حتى يقتلوا أطفالا».

وقال وزير الداخلية، أيلي يشاي، إن عملية تولوز تدل على أن الإرهاب من كل الأجناس والقوميات وفي كل الأماكن، موحد في حربه ضد إسرائيل واليهود. وقال الحاخام الرئيسي لليهود الفرنسيين، بنحاس غولدشميت، إن الاعتقاد هو أن القاتل ينتمي إلى إحدى مجموعتين، فإما هو من اليمين الفرنسي المتعصب أو من الأصوليين المسلمين، فكلاهما يناصب اليهود العداء. ويربون شبابهم على هذا القتل الوحشي.