روسيا و«الصليب الأحمر» تدعوان إلى هدنة يومية إنسانية في سوريا

رئيس اللجنة الدولية: الوضع سيتدهور ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة

TT

دعت روسيا أمس السلطات السورية و«المجموعات المسلحة» للموافقة «فورا» على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعلان هدنة يومية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم».

وكان جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال أمس لدى زيارته موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الوضع الإنساني في سوريا سيزداد سوءا على الأرجح، مؤكدا الحاجة إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لتخفيف آثار عام من إراقة الدماء.

وزار كيلينبرغر موسكو ليطلب من روسيا المساعدة في إقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتجزين في مناطق القتال. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعى من أجل التوصل إلى هدنة لمدة ساعتين يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل إمدادات إغاثة وإجلاء أشخاص لأسباب طبية.

وعلاقات روسيا الوثيقة مع سوريا تجعلها واحدة من الدول القليلة التي لها تأثير على الرئيس بشار الأسد، لكن موسكو معزولة بدرجة متزايدة في دعمها لحكومة دمشق التي قتلت قواتها أكثر من ثمانية آلاف شخص في عام من أعمال العنف، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وقال كيلينبرغر لوزير الخارجية الروسي في بداية المحادثات: «تقييمنا للأسف هو أن الوضع الإنساني سيتدهور على الأرجح»، وأضاف أنه يريد أن ينقل تقييم اللجنة «وقناعاتنا بشأن أهم الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها في المجال الإنساني».

من جانبه أعلن لافروف عن استعداد بلاده للتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل اتخاذ كل ما من شأنه تقديم المساعدات اللازمة وحل المشكلات الإنسانية التي يواجهها أبناء الشعب السوري.

وأكد لافروف أنه بإمكان روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر اتخاذ خطوات مشتركة لحل المشكلات الإنسانية في سوريا. وأعرب عن «تقدير بلاده لنشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مختلف مناطق العالم ودور قيادتها في تطوير نشاط الصليب الأحمر والهلال الأحمر». وأضاف أنه «من الضروري تبادل الرأي حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة روسيا، لحل المشكلات الإنسانية الحادة في سوريا».

ووعد لافروف ضيفه بالاهتمام بموضوع مواصلة التعاون لتنفيذ القانون الدولي الإنساني عمليا، معربا عن أمله في أن يواصل بيتر ماورير الذي سيخلف كيلينبرغر في رئاسة اللجنة في شهر يونيو (حزيران) المقبل السير على التقاليد الحميدة التي رسخت في عهده.

وكانت الخارجية الروسية أصدرت بيانا قالت فيه إن «موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغير في موقف شركائنا الغربيين بشأن الأوضاع في سوريا بظهور مزيد من الواقعية، إلا أنه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية». وأشار البيان إلى أن «الجانب الروسي يواصل العمل من أجل تسوية الأزمة السورية سياسيا، من خلال الوقف الفوري لأي أعمال عنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المواطنين». وأضاف: «إن موسكو تبذل قصارى جهودها الدبلوماسية في الاتصالات مع جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك عبر اللقاءات الثنائية».

وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن كيلينبرغر تلقى أمس من موسكو «إشارات إيجابية بدعم» طلبه إعلان هدنة يومية لساعتين «في كل المناطق التي يطالها العنف» في سوريا.

وقال المتحدث باسم المنظمة هشام حسن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاجتماع كان إيجابيا. خلال الاجتماع تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إشارات إيجابية بدعم مبادرتنا لوقف المعارك لساعتين يوميا في كل المناطق التي يطالها العنف».

وتابع أنه إلى جانب فكرة الهدنة «تناولت المحادثات التي استمرت ساعة ونصف الساعة أهمية القيام بعمل إنساني محايد ومستقل في سوريا اليوم»، وأضاف «هذا الاجتماع يندرج في إطار اتصالاتنا مع كل الذين يمكنهم ترك أثر إيجابي على عملنا الإنساني في سوريا».

لكنه لم يشأ القول ما إذا كان من المرتقب عقد اجتماع مماثل في بكين التي عارضت حتى الآن على غرار موسكو مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا. واكتفى المتحدث بالقول «نأمل في رؤية نتائج ملموسة لاتصالاتنا على الأرض». وقال «في انتظار ذلك نواصل أنشطتنا الإنسانية مع شركائنا في الهلال الأحمر العربي السوري» مضيفا أن «محاورينا الرئيسيين هما السلطات السورية والمعارضة السورية». وحمت موسكو وبكين الأسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع صدور قرارين كانا سينددان بحكومته. وواصلت روسيا نقل شحنات أسلحة إلى سوريا بموجب عقود، لكنها عبرت عن تأييدها للجهود الدولية للإغاثة الإنسانية.