أكثر من 500 نازح سوري يصلون لتركيا خلال 24 ساعة بينهم ضابطان

مقدم منشق في تركيا لـ«الشرق الأوسط»: لم نعد نأمن على أنفسنا ولا على نسائنا وأولادنا وأموالنا

لاجئون سوريون في مخيم عند الحدود السورية - التركية، أمس (أ.ب)
TT

أعلن مصدر دبلوماسي تركي أنّ أكثر من 500 سوري عبروا الحدود التركية في الساعات الـ24 الأخيرة هربا من أعمال العنف في بلادهم، مما يرفع عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 16446 يتوزعون على ستّة مخيمات في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة، في حين انضم ضابطان إلى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما أفادت مصادر تركية.

وتعتبر السلطات التركية أن الهجوم الذي قام به الجيش السوري أخيرا على إدلب، معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الأيام الأخيرة. ويجري حاليا إقامة مخيمين آخرين يتسع أحدهما لـ13 ألف شخص والآخر لـ20 ألفا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق). كما أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يستعد لسيناريوهات عدة منها وصول كثيف لـ500 ألف لاجئ سوري.

وأكّد نائب قائد الجيش السوري العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» وصول ضابطين إلى تركيا، أحدهما برتبة عميد وآخر برتبة مقدّم، رافضا الإفصاح عن هويتهما لأنّ الأمر يحتاج إلى إجراءات خاصة يقوم بها الجيش الحرّ قبل أن يتمّ الإعلان عن اسميهما في وقت لاحق، لافتا إلى أنّ الأيام الأخيرة تشهد موجة نزوح كبيرة من السوريين الهاربين من كلّ المحافظات السورية ولا سيما عبر حلب وإدلب.

وبدوره تحدّث المقدّم في القوات الجوية المنشق عامر الحريري الذي وصل منذ نحو أسبوع إلى تركيا، لـ«الشرق الأوسط» عن العمليات العسكرية التي تشهدها المناطق السورية. مؤكّدا، أنّ كلّ الوحدات العسكرية تشارك في العمليات على أرض المعارك، ولا سيّما منها القوات الخاصة والمشاة والمدرعات، كما تنتشر المخابرات بكلّ فروعها على الحواجز. وفي حين لفت الحريري إلى أن مركز عمله كان في قلعة «بانياس»، وهو لم يشارك في العمليات العسكرية على الأرض، كشف أنّ معظم فروع القوات الجوية تمّ فرزها على الحواجز.

وأكد أنّه قد اتخذ قرار بعدم السماح بإعطاء إجازات لكلّ العسكريين مهما كانت الظروف، وإذا ما أعطوا الإذن لأسباب قاهرة وفي حالات نادرة، شرط أن يكون العسكري مكفولا من ضابط أو من والده، لضمان عودته وعدم هروبه. وأشار العقيد الكردي في هذا الصدد، إلى أنّ «هناك عقودا جديدة تبرم مع شباب لا علاقة لهم بالجيش وليس لديهم أي خبرة في العمل العسكري، ويتمّ إقحامهم في العمليات العسكرية».

وعن اتخاذه قرار الانشقاق من الجيش، قال الحريري «حاولت كلّ الطرق الممكنة حتى نجحت في إخراج عائلتي من سوريا، ومن ثمّ اللحاق بها». مضيفا «نعلن انشقاقنا لحماية أنفسنا. أصبحنا نعيش في خطر دائم. لم نعد نؤمّن على أنفسنا ولا على نسائنا وأولادنا ولا حتى أموالنا وممتلكاتنا. الحصار أصبح يكبّلنا من كلّ الجهات. المراقبة المشدّدة تحيط بنا من كلّ مكان. لا يستطيع أي عنصرين في الجيش أن يتكلّما مع بعضهما، فالشكوك تحوم فورا حولهما وقد يتعرّضان للقتل في أي لحظة. وأي تقرير قد يرسل ولو افتراء إلى القيادة عن أي عنصر أو ضابط، يسجّل ضدّه ويحوّل إلى القوات الأمنية». وأشار الحريري إلى أنّ كلّ الضباط الذين يعلنون انشقاقهم هم من طائفة واحدة، وهناك عدد كبير من الضباط لا يزالون في الخدمة رغم عدم قناعتهم بذلك، لافتا إلى أنّ الكثير منهم سيتّخذ قرار الانشقاق عندما تتهيأ لهم الفرصة المناسبة. وأضاف «مع العلم، أنّ الضباط من الطوائف الأخرى يتعرّضون لضغط بشكل مستمرّ من النظام ويعتبرون أنّ بقاءهم من بقائه». ووصف المقدّم الحريري الوضع على الأرض السورية بـ«الخطر جدا»، معتبرا أنّ «الخيار العسكري الذي يعتمده النظام باستخدامه الطيران والمدافع والدبابات إضافة إلى اعتماده على خبرات إيرانية في التدريب العسكري، دليل واضح، على إفلاسه الفكري والعسكري».

وعن الوضع المعيشي في المخيم حيث يعيش اللاجئون قال الحريري «نعيش حياة مقبولة، بعيدا عن الإهانات وعمليات القتل في سوريا، لكن هدفنا ليس أن نأكل ونشرب وننام، نحن بحاجة إلى دعمنا بالسلاح للدفاع عن أنفسنا وإسقاط هذا النظام كي نعود إلى بلدنا ولا نبقى هنا».