«الجيش الحر» يعلن الانسحاب من دير الزور لـ«تفادي وقوع مجزرة»

ناشطون يتحدثون عن حملة مداهمات واعتقالات في المدينة

مقاتل سوري معارض من فصيل «أبو سليمان» في أدلب يفجر انبوب في ادلب أمس (أ. ف.ب)
TT

أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أن عناصره انسحبت من مدينة دير الزور، بعد نحو 3 أيام من السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة، وذلك لافتقاره إلى سبل وعناصر مواجهة قوات النظام، التي تمكنت بعد هجوم شنته على المدينة الواقعة شرق سوريا بالمدرعات على مدى يومين من إعادة السيطرة على الأحياء الرئيسية في المدينة.

وقال بيان لاتحاد «اللجان الثورية» في دير الزور «إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور، وإن الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين».

بدورها، قالت مصادر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية الانسحاب من دير الزور «عملية تكتيكية، لأن عناصر (الجيش الحر) يفرون من مواقع ليتحصنوا في مكان آخر»، مشددة على أن «هذه العمليات تندرج في إطار حرب العصابات التي يعتمدها (الجيش الحر)». وأضافت: «هذا لا يعني أن لدينا قدرة على مواجهة قوات النظام بالإمكانيات الضئيلة التي بحوزتنا، وبالتالي هذا لا يعني أيضا أننا لم ننسحب تفاديا لوقوع مجزرة بحق المدنيين».

ومن داخل دير زور، تحدث الناشط الحسن الداري لـ«الشرق الأوسط» عن «انسحاب تكتيكي نفذه (الجيش الحر) بعدما كان يؤمن الحماية لأهالي المنطقة»، مشيرا إلى أن عناصر «السوري الحر» كانوا يتمركزون في مناطق الحميدية، ودوار غسان عبود والشيخ ياسين بعد أن سيطروا عليها منذ 3 أيام. وقال: «هذه المناطق من دون كهرباء واتصالات منذ أن سيطر عليها (السوري الحر)؛ الذي اضطر للانسحاب نتيجة القصف العنيف الذي طال منازل المدنيين الآمنين عشوائيا»، متحدثا عن «حملة اعتقالات ومداهمات طالت المناطق بعد انسحاب (الجيش الحر) تزامنا مع نشر قناصة على معظم أسطح المباني في المدينة».

وأوضح الداري أن قوات الأمن تنتشل جثث القتلى من الشوارع والمنازل، مما يصعّب عملية إحصائهم.. مؤكدا أن ذلك لا يؤثر إطلاقا على خروج المظاهرات وبالآلاف في المدينة.

وقد ساهمت مدينة دير الزور، وفق ناشطين معارضين، في أغسطس (آب) الماضي، في إنقاذ انتفاضة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد من التمركز الجغرافي، فبعد أن انتقلت الاحتجاجات من درعا مهد الثورة السورية، إلى الساحل السوري، وتحديدا إلى بانياس واللاذقية، نزل أهالي دير الزور (شرق البلاد) في مظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط النظام وتطالب بالحرية والديمقراطية.

وتعتبر مدينة دير الزور امتدادا طبيعيا لبلاد الشام، وهي واحدة من أبرز المدن السياحية في سوريا، وتقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات على مسافة 450 كلم شمال شرقي دمشق و320 كلم جنوب شرقي حلب.

وتعد محافظة دير الزور ثاني كبرى المحافظات السورية مساحة بعد محافظة حمص، أي ما يشكل 17.9 في المائة من مساحة البلاد. وتعتبر حقول النفط في بادية دير الزور الوحيدة في سوريا ومن أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط.