إعلان ولادة «كتيبة شهداء العاصمة» يدل على وصول المعركة إلى قلب دمشق

العواك لـ «الشرق الأوسط»: نقلنا المعركة إلى معقل النظام

TT

يوما بعد يوم يعلن «الجيش السوري الحر» عن تشكيل كتيبة جديدة يطلق عليها اسما له رمزيته في معركته المفتوحة مع الجيش النظامي وقوات الأمن السورية على اختلافها، وكان آخرها إعلان ولادة «كتيبة شهداء العاصمة» (دمشق) التي نفذت عمليات في مناطق داخل العاصمة، لا سيما عملية المزة أول من أمس.

وأعلن مسؤول العمليات والتنسيق في «تجمع الضباط الأحرار» العميد المنشق حسام العواك، أن «العاصمة السورية بات فيها أكثر من كتيبة لديها مهمات محددة، تبدأ بحماية المتظاهرين المدنيين كهدف أساسي، ومن ثم القيام بعمليات أمنية موجعة تزعزع أركان النظام». وأكد العواك لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات كتائب العاصمة كثيرة ومتعددة، تشمل استهداف كل المراكز الأمنية، وأسر ضباط من الأمن السوري في مراكز حيوية وفعالة، لاستبدالهم بأسرى من الشعب السوري وضباط اعتقلهم النظام داخل قطاعاتهم العسكرية بعد أن يشتبه بتعاطفهم مع الثوار، ومخالفتهم الأوامر التي تعطى لهم لقتل المدنيين».

وقال «إن أفراد كتائب شهداء العاصمة، موزعون على مراكز سرية في قلب دمشق، بحيث ينطلقون لتنفيذ عملياتهم ثم يختفون بعدها، وسوف نقوم بعمليات نوعية في الأيام المقبلة ولن نكشف عنها حفاظا على نجاحها». وأضاف «لقد شكلت هذه الكتائب من ضباط مسرّحين من الجيش النظامي بشكل تعسفي، بعد أن أعيدوا إلى الخدمة في صفوف الجيش الحر، وبدأوا يقودون العمليات مع إخوانهم الثوار وجميعهم من أبناء دمشق والمناطق القريبة منها».

وكشف العواك أن «العمليات التي نفذتها الكتائب هي عملية المزة النوعية (أول من أمس) التي استهدفت فرع الأمن السياسي وكان هدفها أسر قيادات من النظام، واستهداف مقر المخابرات الجوية في حرستا، ومهاجمة دوريات حفظ النظام والحواجز الأمنية على مداخل دمشق، واستهداف مستودعات تسليح 104 في صيدنايا، واستهداف تجمعات كتائب الأسد في محيط دمشق، وسوف تكون هناك عمليات نوعية تضرب كل القوات النظامية التي تتعرض للمدنيين بالأذى»، مشيرا إلى أن «نقل المعركة من الأرياف ومناطق الأطراف إلى عقر دار النظام في قلب دمشق جعلت الأسد يعيش حالة خوف، ويغير مكان وجوده باستمرار لشعوره أن الجيش الحر والثوار اقتربوا من الانقضاض على قصر المهاجرين».

وأعلن العواك أن «كتائب الجيش الحر نجحت في أسر عدد من ضباط الأمن السوريين والخبراء الإيرانيين في عدد من المناطق، ولدينا خبراء إيرانيون تحت سيطرتنا داخل الأراضي السورية وهم في مكان آمن، وسنفاوض عليهم لاستبدالهم بأسرانا». وقال: «لقد تلقينا تأكيدات روسية عن طريق وسيط، بأن السفن الروسية التي وصلت أمس (أول من أمس) إلى طرطوس، هي عبارة عن قاعدة كومندوس ستكون مهمتها إجلاء الخبراء الروس الموجودين في دمشق وبعض المطارات؛ لا سيما مطار المزة ومصانع الصواريخ في حال سقوط النظام فجأة، وتلقينا تعهدات بأن هذه القوة الروسية لن تستهدف الشعب السوري على الإطلاق».. وتابع «هناك مبنى في منطقة القصور في دمشق يقطنه بالكامل خبراء روس لن نستهدفهم، إلا إذا ثبت لنا أنهم يساعدون قوات بشار الأسد على قمع وقتل شعبنا وعندها لن نوفرهم».

وردا على سؤال عن سبب تسمية كتيبة باسم (رئيس حكومة لبنان الراحل) «الشهيد رفيق الحريري»، وأخرى باسم (الزعيم الدرزي الراحل) «الشهيد كمال جنبلاط»، أجاب العواك «السبب يعود أولا إلى أن هذين الشهيدين قتلا على يد النظام السوري، وثانيا وفاء منا لتيار «المستقبل» وكل قوى «14 آذار» في لبنان، ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في محنته، وتقديرا للمواقف الجريئة والمتميزة للنائب وليد جنبلاط منذ انطلاقة الثورة السورية».