محامي بيلز: موكلي لا يتذكر «مجزرة» قندهار

متهم بالاحتيال المالي قبل التحاقه بالجيش .. وطالبان تطالب بمحاكمته وفق الشريعة

TT

بينما عزّت زوجته سكان قرية بانجاوي، في مقاطعة قندهار في أفغانستان، حيث ارتكب مذبحة في الأسبوع الماضي قتل فيها 16 مدنيا، أغلبيتهم نساء وأطفال، قابل الرقيب روبرت بيلز محاميه هنري براون لأول مرة. وبعد المقابلة قال المحامي إن موكله لا يتذكر شيء عن المذبحة.

وقال المحامي للصحافيين: «كانت المقابلة طويلة وصعبة، وقال موكلي إنه لا يتذكر تفاصيل ما حدث».

وقالت زوجة بيلز، كاريلين، في بيان أمس: «ما حدث ليلة 11 مارس (آذار) في مقاطعة قندهار كان مأساة رهيبة ومحطمة للقلوب. كل الأسرة، بما فيها أسرة بوب تعيش في حزن عميق. إننا نقدم تعازينا لجميع سكان مركز بانجاوي (في مقاطعة قندهار). قلوبنا تشاركهم الحزن، خاصة آباء وأمهات وإخوان وأخوات الأطفال الذين لقوا حتفهم». وأضافت: «أعرف أن جميع الناس الأخيار حول العالم، بصرف النظر عن الجنسية أو الدين أو الآراء السياسية، يشاركونني في الحزن بأن مثل هذا الشيء الرهيب يمكن أن يحدث. ليست لدى أسرتنا سوى القليل أكثر مما نقرأ ونرى في وسائل الإعلام. ما حدث يختلف تماما عن طبيعة الرجل الذي أعرفه وأعجبت به».

وناشدت الزوجة الصحافيين ألا يضايقوها وأسرتها وهم يغطون الحدث. وقالت إنها هي نفسها تريد أن تعرف تفاصيل ما حدث.

وبسبب خوف من وقوع اعتداء عليها بسبب ما حدث، قالت الزوجة إنه ليس لديها أي دليل على أن الأسرة نفسها معرضة للخطر. وأمس، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن بيلز تورط في مشاكل مالية قبل عشر سنوات، قبل أن ينضم إلى القوات المسلحة، عندما كان موظفا في شركة تأمينات صحية وحياتية. وأنه تورط في قضية وصلت إلى المحاكم وقيمتها مليون ونصف مليون دولار لصالح أميركي اشتكى بيلز وشركته.

وكان بيلز نقل في الأسبوع الماضي من أفغانستان إلى قاعدة فورت ليفنويرث العسكرية الاميركية.

وقالت ريبيكا ستيت، متحدثة باسم القاعدة العسكرية، إن بيلز لا يقابل غير محاميه، وإن هذا يحدث في «منطقة خاصة، كزيارة استثنائية». وقال خبراء عسكريون قانونيون إن توجيه تهم رسمية من المتوقع أن يعلن في غضون أسبوع. كما سيحدد في ذلك الوقت إذا كانت القضية ستذهب إلى محكمة عسكرية معينة. مع التأكيد أن المحكمة ستكون داخل الولايات المتحدة، وليس في أفغانستان كما كان طلب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. لكن، يتوقع أن الأفغان الشهود والمجني عليهم سينقلون إلى الولايات المتحدة لتقديم شهاداتهم.

إلى ذلك، شككت حركة طالبان في وقوف جندي أميركي بمفرده وراء «مجزرة» قندهار، وطالبت بمحاكمة منفذ المذبحة، كما تحدثت الحركة عن وقف المباحثات مع الجانب الأميركي. وقال قيادي من الحركة المتشددة، رفض كشف هويته لـ«سي إن إن»: «لا نعتقد بتورط أميركي واحد.. الأجانب والحكومية الدمية (في أفغانستان) غافلان عما يجري في بلادنا». وتابع: «لكن إذا كان هذا تصرف جندي بمفرده، فنحن نريد محاكمته في أفغانستان ووفقا للشريعة الإسلامية».

كما عدد القيادي أسباب وقف الحركة المتشددة، التي أطاح بها الغزو الأميركي لأفغانستان في أواخر عام 2001، المباحثات مع الجانب الأميركي، ومنها حرق القوات الأميركية لنسخ من القرآن، في خطوة أثارت موجة غضب واسعة واعتذر منها الرئيس الأميركي، باراك أوباما.