أكثر من 200 قتيل وجريح في 20 هجوما ببغداد و13 مدينة عراقية أخرى

الهجمات امتدت من الموصل شمالا إلى كربلاء جنوبا ومن بعقوبة شرقا إلى الرمادي غربا

TT

ضربت سلسلة تفجيرات وهجمات مسلحة، أمس، العاصمة العراقية و13 مدينة أخرى، موقعة نحو 235 قتيلا وجريحا، حسبما أفادت به مصادر أمنية وطبية. وأفادت مصادر أمنية بأن نحو 20 هجوما بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة استهدفت 14 مدينة عراقيـــــة بشكــــــــــل شبـــــه متــــــزامن. وكانت هجمات أمس من اكثر الهجمات دموية في العراق.

ففي بغداد أعلن مصدر في وزارة الداخلية عن مقتل أربعة وجرح ثمانية بينهم ضابط في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة العلاوي (وسط)، مشيرا إلى أن الانفجار وقع نحو السابعة صباح أمس. وفي هجوم آخر، قال مصدر الداخلية إن ثلاثة من حراس كنيسة مارتوماس في منطقة المنصور (غرب)، قتلوا في هجوم مسلح قرب الكنيسة. كما أعلن المصدر ذاته عن وقوع انفجار بسيارة مفخخة مركونة داخل مرأب للسيارات يقع مقابل مبنى وزارة الخارجية العراقية في منطقة الصالحية (وسط). وأكد المصدر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، مقتل ثلاثة أشخاص وجرح تسعة آخرين ووقوع أضرار مادية في المباني المجاورة من جراء الهجوم. ووقع الانفجار نحو الساعة 10.15 من صباح أمس، وفقا للمصدر. ويذكر ان التفجير جاء في ساعة الذروة، بينما يعمل الدبلوماسون العراقيون على الاستعدادات لاستضافة القمة العربية في العاصمة بغداد نهاية الشهر الجاري.

إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد تفكيك ست سيارات مفخخة واعتقال إرهابيين اثنين في مناطق متفرقة في بغداد. وفي المحمودية (30 كيلومترا جنوب بغداد) أصيب 6 أشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف المدنيين، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية.

وفي كركوك (240 كيلومترا شمال) قال الرائد سلام زنكنة إن «سيارة مفخخة انفجرت نحو الثامنة والربع صباحا (05.15 توقيت غرينيش) عند مقر مديرية شرطة كركوك، أسفرت عن مقتل 13 من عناصر الشرطة و50 جريحا بينهم 45 شرطيا». وأدت إلى تدمير بناية وإصابة شخــــص واحد بجروح. وكشف قائد شرطة كركوك اللواء جمال طاهر بكر في وقت لاحق، عن أن الهجوم كان انتحاريا وتنظيم القاعدة يقف وراءه. ووقع الانفجار في وقت تجمع دوريات الشرطة بهدف تبادل المهام، مما أدى إلى تناثر أشلاء الضحايا ومعداتهم على المنازل والمباني القريبة. وقال نجاة زين العابدين الذي يسكن على مسافة قريبة من المكان لـ«فرانس برس»: «وقع الانفجار بشكل مفاجئ وتطاير الزجاج وتصاعدت سحب الدخان»، مؤكدا «لم أشاهد أعنف من هذا الحادث».

وقال محمد صبحي، أحد عناصر الشرطة أصيب بجروح في ساقه الأيمن، وهو يرقد في المستشفى «فقدنا رفاقنا في الانفجار»، مؤكدا «لن أنسى ولن يفارقني صوت صراخهم».

وفي كربلاء (100 كيلومترا جنوب) أعلن المتحدث باسم شرطة المدينة عن انفجار عبوتين ناسفتين عند مطعم ومرأب للسيارات شمال المدينة. بدوره، أشار المتحدث باسم دائرة صحة كربلاء جمال مهدي إلى «تلقي 13 جثة بينها 5 لزوار إيرانيين و48 جريحا بينهم 6 إيرانيين، إضافة إلى نساء وأطفال». وفي الحلة (100 كيلومترا جنوب) قال حيدر الزنبور مسؤول اللجنة الأمنية في محافظة بابل، إن «شخصين قتلا وأصيب 31 آخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة في شارع تجاري وسط الحلة». وأكد الطبيب علي محمد من مستشفى الحلة الحصيلة ذاتها.

وفي الرمادي (100 كيلومترا غرب) أعلن ضابط في الشرطة برتبة رائد «مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين في انفجار سيارة مفخخة استهدف عند التاسعة والنصف صباحا دورية للجيش وسط المدينة». وأكد مصدر طبي في مستشفى الرمادي العام تلقي ضحايا الانفجار وكونهم من المدنيين. كما أعلن المتحدث باسم مجلس المحافظة محمد فتحي تعرض موكب المحافظ (قاسم محمد عبد) إلى هجوم بانفجار سيارة مفخخة نحو الـ11 صباحا (08.00 تغ) أدى إلى إصابة اثنين من المارة بجروح، مؤكدا «نجاة المحافظ من الهجوم».

وفي مدينة الموصل (370 كيلومترا شمال) أصيب جنديان ومدني بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة شرق المدينة. وفي هجوم آخر، اغتال مسلحون مجهولون شخصا أمام محله التجاري في حي الكرامة (شرق) وفقا لضابط في الشرطة برتبة ملازم. وفي قضاء طوز خورماتو، في محافظة صلاح الدين، أعلن عقيد في الشرطة عن اغتيال عضو المجلس المحلي للقضاء (ياسين حبوش) بهجوم مسلح استهدف موكبه صباح أمس. وفي هجوم آخر، أعلن المقدم خالد البياتي مدير شرطة قضاء الطوز مقتل شخصين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي وسط الطوز. كما قتل شخص بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي جنوب شرقي مدينة تكريت (160 كيلومترا شمال)، وفقا لمصدر في الشرطة. وفي بعقوبة (60 كيلومترا شمال شرق) قال الملازم محمد الكرخي من الشرطة إن «خمسة أشخاص أصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة بعقوبة الجديدة، وسط المدينة». وفي مدينة بيجي (200 كيلومترا شمال) أعلن ضابط في الشرطة «إصابة خمسة أشخاص بينهم 4 معلمات بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية، صباحا».

وفي سامراء (120 كيلومترا شمال) قال عقيد في الشرطة إن اثنين من المدنيين أصيبا بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف المدنيين في الحي الزراعي، وسط سامراء. إلى ذلك، أصيب شرطي ومدني بجروح بانفجار سيارة مفخخة في الضلوعية (100 كيلومترا شمال)، وفقا لمصدر في الشرطة. وتأتي هجمات أمس بعد نحو شهر من سلسلة هجمات مماثلة ومتزامنة استهدفت شتى مناطق العراق في 23 فبراير (شباط) الماضي وأوقعت نحو 400 قتيل وجريح. وأعلن تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بـ«القاعدة» مسؤوليته عنها.