توسع الاشتباكات في دمشق وحرستا.. وحمص تحت القصف

«السوري الحر» يفرج عن عميد في دوما مقابل تسليم عدد من المدنيين

جنديان سوريان يدهمان بناية في احد احياء دمشق امس بعد مواجهات مسلحة مع «الجيش السوري الحر» (أ.ب)
TT

توسعت الاشتباكات في العاصمة دمشق لتنتقل بعد حي المزة إلى حيي القابون وبرزة، في وقت استمر فيه القصف عنيفا على أحياء حمص، موديا بحياة العشرات في المدينة التي تحاصرها - بحسب ناشطين - أرتال من الدبابات تدكها بالقذائف بالتزامن مع تحليق طائرات حربية في سمائها.

وبينما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن اشتباكات وقعت فجر يوم أمس في حيي القابون وبرزة في دمشق، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مواجهات في حي برزة في دمشق بين قوات النظام والجيش الحر بعد 24 ساعة من مواجهات المزة، مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في شارعي بغداد والمزرعة من جهة ساحة عرنوس بقلب العاصمة السورية.

ووزّع مجلس قيادة الثورة في دمشق شريطا مصورا لإطلاق نار ومواجهات قال إنها وقعت ليل الاثنين الثلاثاء في حي برزة في دمشق.. وأفادت شبكة «شام» الإخبارية عن سقوط ثلاثة قتلى في إطلاق نار عشوائي على المنازل من قبل قوات النظام في الحي عينه.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن طائرات مروحية من سلاح الجو السوري تقوم بحملة تمشيط في منطقة البساتين حول حرستا (ريف دمشق) بحثا عن عناصر من الجيش السوري الحر. وتحدث ناشطون بأن اشتباكات جرت حرستا بين الجيش الحر وجيش النظام، حيث سُمعت أصوات الرشاشات الثقيلة، وأصوات من مضاد للطيران المخابرات الجوية. كما شهدت حرستا من الداخل أيضا إطلاق نار كثيفا وانفجارات منطقتي السيل والكوع.

وقامت قوات الأمن، بحسب الناشطين، بحملة اعتقالات في صفوف المصلين بعد صلاة العصر خاصة في مسجد الواوي منطقة السعدية بحرستا. كما قامت قوات الأمن بحصار محكم على مزارع بحرستا.

وفي تطور لافت، أكدت مصادر الجيش السوري الحر المعلومات التي تحدثت عن اتفاق تم بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر يتضمن مبادلة العميد الركن نعيم خليل عودة، الذي تم أسره في دوما الأسبوع الماضي، مقابل إطلاق سراح عدد من السجناء و14 جثة. وقالت مصادر «السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المفاوضات وغيرها هي مفاوضات مسلحة، إذ تتم بين الجيشين على المناطق التي نسيطر عليها ويكون الطرفان خلالها مسلحين».

ميدانيا، وبالتحديد في مدينة حمص، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 13 شخصا جراء القصف العنيف الذي يستهدف أحياء المدينة. وفي هذا الإطار، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما قتلوا بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء إثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن». ووزع ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو للعائلة وقد بدا الثلاثة مشوهين، وشرح شخص في الشريط أن القصف الذي المدفعي كان متواصلا ليلا على المدينة المحاصرة من قبل قوات النظام أدى لمقتل كل أفراد العائلة.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن القصف على أحياء الخالدية والبياضة وباب السباع لم يتوقف، وأن الأهالي يحاولون النزوح منها إلى مناطق آمنة. وقال وليد الفارس، عضو مجلس الثورة السورية، إن أربعة قتلى على الأقل سقطوا في حي الخالدية نتيجة للقصف العنيف للحي منذ فجر يوم أمس الثلاثاء بقذائف الهاون، لافتا إلى أن سحب الدخان تغطي سماء الحي بسبب تهديم منازل في الحي وإحراق السيارات والمحال التجارية.

وإذ أكّد الفارس عدم وجود اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في الحي الذي يقصف عن بعد، أوضح أن نحو أربعين دبابة تحاصر مدينة حمص القديمة وتدكها بالقذائف وتحدث أيضا عن سماع هدير طائرات حربية تحلق في سماء مدينة حمص.

وبينما أقرّ ناشطون معارضون بأن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا من مدينة دير الزور بشرقي سوريا بعد هجوم شنته القوات السورية بالمدرعات على مدى يومين لاستعادة السيطرة على الأحياء الرئيسية بالمدينة، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا في حماه بينهم خمسة من عناصر الجيش الحر سقطوا بقصف واشتباكات موضحة أن الأمن يطوق حي الحميدية في المدينة بأكثر من مائة آلية عسكرية من جهاته الأربع ويقصفه بقذائف المورتر والمدافع الآلية الثقيلة. وقالت الهيئة العامة للثورة بأن قصفا شديدا يستهدف أحياء الحميدية والشرقية والقصور في حماه مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

بدورها، أفادت مصادر المعارضة السورية بأن الدبابات قصفت مناطق رئيسية في مدينة حماه يوم أمس الثلاثاء في محاولة لطرد مقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين استأنفوا العمليات في المدينة بعد عدة هجمات شنها الجيش لإخضاع سكانها. وأضافت المصادر أن القصف بقذائف الهاون والمدافع الآلية الثقيلة تركز على حي الحميدية الواقع في وسط حماه، والذي استهدفته الغارات التي شُنت خلال الليل لاعتقال المعارضين الذين لجأوا إلى هناك، بالإضافة إلى حي باب قبلي في القطاع الغربي من المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن رجلا قتل إثر إصابته في إطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في مدينة القورية في محافظة دير الزور، فيما قُتل جندي من الجيش النظامي في هجوم نفذته مجموعة مسلحة منشقة على حاجز المشفى في مدينة جاسم في درعا.

وفي إدلب، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن أن جيش النظام اقتحم مشفى ميدانيا في إدلب وقتل ثلاثة من الطاقم الطبي ليرتفع عدد قتلى سوريا من الأطباء والممرضين إلى أربعين.

من جهتهم قال ناجون من إدلب وصلوا إلى تركيا إن دبابات النظام داست على جثث القتلى، وقال مجيد وعمره 25 عاما في تصريح لصحيفة «التايمز» إنه مع مجموعة تمكنوا من الفرار ولكن لم يتمكنوا من مساعدة رفقائهم الذين سقطوا جرحى لأنهم كانوا يمتلكون فقط بنادق كلاشينكوف مقابل قوات الأسد الذين أتوا على دبابات. وروى مجيد الذي كان في أحد مخيمات اللاجئين في تركيا ما رآه عن قرب وكيف قام الجنود بسحب جثث القتلى وصفوهم على الطريق في صف واحد ثم داسوا عليهم بعرباتهم ودباباتهم.