برهم صالح لـ «الشرق الأوسط»: أتمنى أن تزف بشرى ممارسة حق تقرير المصير هذا العام

انطلاق احتفالات كردستان بأعياد نوروز.. و«حلم الدولة» يخيم على الأجواء

برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان المنتهية ولايته وزوجته يشاركان المواطنين Zاحتفالاتهم بأعياد نوروز في السليمانية أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الاحتفال بالأعياد القومية والوطنية يحلو في مدينة السليمانية أكثر من غيرها من مدن كردستان، فسكان المدينة اعتادوا المشاركة بأكبر قدر من الحماس في تلك المناسبات، حتى يخرج مواطنو المدينة زرافات ووحدانا إلى شوارع المدينة وهم يرتدون أزهى ثيابهم الكردية للاحتفال بالمناسبات، كما حدث يوم أمس عندما نزل مئات الألوف من سكان المدينة إلى شارع «سالم» الرئيسي الذي يخترق المدينة، وضاقت الأحياء المحيطة بالشارع بالأهالي الذين أفترش المئات منهم أرصفة الشارع، وصعد الشبان إلى أسطح البنايات والمحلات التجارية للتفرج على الاحتفالية التي رعاها برهم صالح هذا العام. وبدأت الاحتفالات بإيقاد نيران نوروز في الشارع الذي أقيم فيه لأول مرة هذه السنة لوحة جدارية كبيرة رسم عليها صورة الشيخ محمود الحفيد أول ملك لكردستان محاطا بأعضاء وزارته الأولى التي شكلها منتصف العشرينات من القرن الماضي. وازدانت الاحتفالات بإطلاق عدد من المظليين لعلم كردستان فوق الحشود في المدينة، فيما توزعت الفرق الموسيقية على امتداد الشارع وحلقات الدبكة الكردية تعقد حولها.

وأبى رئيس حكومة الإقليم المنتهية ولايته برهم صالح، وهو ابن المدينة، إلا أن ينزل إلى الشارع هو وعقيلته السيدة سرباخ حاله حال أي مواطن بسيط جاء إلى الشارع ليحتفل بهذه المناسبة مما أعطى الاحتفال طابعا مميزا، خاصة اندهاش المواطنين بوجود رئيس حكومتهم بينهم ومشاركته أفراحهم.

وقال صالح الذي بدا بشوشا بوجه الجميع وفرحا بهذه المناسبة على رغم قرب توديعه لرئاسة حكومة الإقليم: «إنه يوم سعيد، أتمنى أن يكون هذا العيد حاملا لبشرى الحرية لكردستان، وأن يتسنى لشعبنا ممارسة حقه بتقرير المصير هذا العام».

وكالعادة فإن السليمانية، كما باقي مدن كردستان، ستفرغ اليوم من سكانها الذين سيخرجون إلى المتنزهات والبراري. وعبرت شيدا أبو بكر وهي طالبة جامعية عن فرحتها بالمناسبة وقالت: «هذه السنة أشعر بمزيد من السعادة بعيد نوروز، لأننا نقترب من إعلان الدولة الكردية، عندها سنوقد شمعة نوروز إن شاء الله فوق جبل حمرين بالعام القادم». وتشير هذه الشابة إلى خط الحدود التي تفصل إقليم كردستان عن العراق كما يدعي الأكراد ذلك، حيث يعتبرون حدود إقليمهم متصلا من زاخو إلى جبل حمرين جنوب كركوك. أما هنار محمد فهي ترى أن «احتفالات نوروز تتغير عاما بعد عام، ففي كل سنة نرى مشاركات أجمل من المواطنين ومن المنظمات المدنية وحتى من دوائر الدولة التي تتسابق جميعها لتقديم فعاليات فنية وموسيقية مفرحة»، وتضيف: «لكن الطابع المميز هو حضور رئيس حكومتنا الدكتور برهم صالح وزوجته بهذه المناسبة ليؤكد لنا التصاقه بجماهير شعبه ومشاركته أفراحهم وأتراحهم».

ويقول هونر علي (21 سنة): «العام الماضي تعرفت على فتاة هنا في هذا الشارع عندما كنا نحتفل بنوروز، واليوم تواعدت معها للقاء هنا أيضا، لأنها فرصة ثمينة لكي نرقص معا دون أن يلاحظنا أحد، فنحن سنضيع في هذا الازدحام عن أعين أهلينا، ولا يعرف الآخرون بأننا نحب بعضنا البعض، لذلك احتفالاتنا وسط هذا الصخب شيء جميل، وهي فرصة لا تعوض للقاء الحبيبات».