الخارجية الروسية تدعو «هيئة التنسيق الوطنية» لزيارة موسكو

خليفة: سنحاول إقناع الروس بعدم الرهان على النظام

TT

كشف مصدر في وزارة الخارجية الروسية عن أن «وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة سيزور العاصمة الروسية موسكو»، وأكد المصدر لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أن «وزارة الخارجية تقوم بالتفاوض عبر سفارتيها في دمشق وباريس لتحديد موعد مقبول من الفريقين لزيارة ممثلين عن الهيئة المعارضة إلى موسكو». وقال المصدر «وجهنا الدعوة إلى قيادتي المنظمة (الهيئة) في الداخل والخارج ويجري التنسيق بينهما حول عدد من المسائل، منها تشكيلة الوفد الذي سيزور موسكو ونحن على استعداد لاستقبال الجانبين»، مشيرا إلى أن «الجانب الروسي مستعد لتنظيم لقاء للمعارضة السورية، ليس في وزارة الخارجية الروسية فقط، بل وفي مجلس الدوما، وكذلك مراكز متخصصة بالأبحاث والدراسات السياسية».

في هذا الوقت أكد عضو «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة أن الهيئة «تلقت دعوة رسمية من الخارجية الروسية لزيارة موسكو، وهي (الهيئة) تريد أن تتواصل مع القوى الإقليمية والدولية بقصد التأثير عليها وشرح حقيقة الوضع في سوريا». وقال خليفة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سنحاول إقناع الطرف الروسي بأن مصلحته هي مع الشعب السوري وليس مع نظام آيل إلى الزوال»، لافتا إلى أن «موعد زيارة موسكو كان محددا منذ أشهر، لكن استعمال الفيتو الروسي في مجلس الأمن الذي وظفه النظام السوري لصالحه، وعدم ظهور الموقف الروسي كمحايد جعلنا نؤجل الزيارة، والآن ومع تطور الأوضاع الميدانية وانسداد أفق الحل، وجهت لنا الدعوة مجددا فقبلناها وسنتفق على موعد قريب جدا».

وردا على سؤال عما إذا كان الروس يعولون على إقناع هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية ككل بالانخراط بحوار داخلي والتعايش مع النظام، أجاب خليفة «ربما هذا ما تريده الحكومة الروسية، لكن مناضلي هيئة التنسيق الوطنية في موقع آخر، وسنقول للروس أنتم تراهنون على حصان خاسر وساقط، لأن الشعب السوري لن يقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء». وأضاف «قد يراهن الروس على إقناعنا بالتعايش مع هذا النظام، لكن الوقائع على الأرض تقول بأن النظام غير جاد لا بالإصلاحات ولا بالسياسة ولا بالقانون ولا بقيام دولة مدنية، إنه يراوغ حتى يستكمل حكمه وتسلطه على سوريا التي حكمها على مدى خمسين عاما».

وأبدى خليفة اعتقاده بأنه «لو لم يكن ثمة شيء جديد لدى الروس، ولو لم يكونوا بحاجة إلى هذا اللقاء لما وجهوا لنا الدعوة، ونحن مستعدون للتحاور والتشاور مع كل الناس ومع كل الدول - ما عدا إسرائيل - من أجل سوريا، لكن قاعدة أي تفاوض هي بانتقال سلمي للسلطة، وأن يقتنع الجميع أن (الرئيس السوري) بشار الأسد انتهى ولا يمكن لأي طرف أن يتعايش معه». وحول فحوى زيارة وفد هيئة التنسيق للصين قبل شهرين، أوضح أن «الصينيين كانوا إيجابيين، وعبروا عن صداقتهم للشعب السوري وليس للنظام، لكنهم شددوا على عدم قبولهم بأن تتحول سوريا إلى منطقة نفوذ أميركية مما يهدد مصالحهم، وهم فاجأونا بإطلاعهم على حقائق ومعلومات دقيقة، وكانوا متفهمين لصرخة وآلام الشعب السوري».

وعما إذا كانت مخاوف روسيا مطابقة لمخاوف الصين من تحويل سوريا إلى نقطة نفوذ أميركية، أكد خليفة أن «الروس يستخدمون اليوم الورقة السورية ليعيدوا تموضعهم كقوة دولية نافذة في المنطقة، لكننا سنقول لهم مجددا إن مصالحهم لا تأتي عبر التحالف مع أنظمة ديكتاتورية، بل مع الشعوب الحرة، ومصلحتنا كسوريين أن تبقى علاقتنا معهم متينة، لأننا نريد أن نشتري أسلحتنا منهم لنحرر أرضنا المحتلة في الجولان»، مذكرا الحكومة الروسية وكل المدافعين عن النظام في سوريا بأن «هذا النظام الذي يتغنى اليوم بالدستور الجديد وبتعديل الفقرة الثامنة التي كانت تجعل الحكم حصريا لحزب البعث، هذا البعث لم يكن هو الحاكم في سوريا إنما الأجهزة الأمنية، وإن الإصلاحات التي يتحدث عنها بشار الأسد هي جوفاء، الهدف منها الانتقال من مرحلة إلى أخرى تتيح له الاستمرار بالتحكم برقاب السوريين».