البرلمان العربي يدعو للعمل على إسقاط النظام السوري «طوعا أو كرها»

غليون لـ«الشرق الأوسط»: لم نحصل على أي سلاح من الخارج حتى الآن.. وأطالب بدور عربي أكبر

TT

دعا رئيس البرلمان العربي، سالم الدقباسي، أمس للعمل على إسقاط النظام السوري «طوعا أو كرها»، ويبحث البرلمان اليوم (الأربعاء)، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، في وقت تنطلق فيه اليوم أيضا، في المقر نفسه، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها في بغداد قبل نهاية هذا الشهر، وقالت قيادات من المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تعول كثيرا على انعقاد هذه القمة، خاصة أنها ستكون في بغداد التي لها علاقات وثيقة بكل من إيران وسوريا. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، عما إذا كانت المعارضة السورية تعول على دور ما للجامعة العربية وهي مقبلة على عقد القمة العربية في بغداد قبل نهاية هذا الشهر: نحن نعول أولا وأخيرا على الشعب السوري، وعلى أذرع أبنائه، وعلى أقدام شبابه.

لكنه أضاف أن «من يريد أن يقدم المساعدة لن نقول له لا.. الجامعة العربية ما زالت تدافع عن مخططها الرامي إلى طلب تنحي (الرئيس بشار) الأسد، وهو مطلبنا أيضا، وإذا كانت الأمم المتحدة تريد أن تتخذ قرارا من أجل وقف القتل فنحن مع هذا أيضا، لكن رهاننا الأول والأخير هو على الشعب السوري».

وعما إذا كانت هناك اتصالات بين المعارضة السورية والجامعة العربية في الوقت الراهن، أو مع البرلمان العربي، الذي دعا رئيسه أمس إلى إسقاط نظام الأسد «طوعا أو كرها»، قال غليون: هذا قرار بعض الدول العربية ونحن نحييه ولذلك نحن نقول إننا نريد دورا أكبر للعرب وليس أقل.. نحن مع الدور العربي ومع دور أكبر للعرب لأن هذا النظام لم يعد أحد يقبل بوجوده لا داخل سوريا ولا خارجها. وبشأن دعوات تسليح المعارضة وإذا ما أصبحت تتحقق على أرض الواقع، قال: هناك طلبات للتسلح من قبل فئات ومن قبل الشعب السوري الذي يريد أن يتخلص من هذا النظام.. نحن نود أن يكون كل السلاح الذي يدخل إلى سوريا تحت إشراف المجلس الوطني وبشكل خاص الجيش الحر ومكتب الارتباط (العسكري). وأضاف موضحا: «نحن لم نحصل حتى الآن على أي سلاح.. ولا ينبغي أن يوزع السلاح عشوائيا في سوريا ولا بد أن يظل تحت إشراف الجيش الحر مباشرة».

من جانبه أثنى أحمد العاصي الجربا، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، على موقف البرلمان العربي وموقف رئيسه قائلا إنه موقف «أخلاقي وجيد منذ البداية»، كما ثمن «الموقف الممتاز والجيد خاصة الموقف السعودي والقطري»، مشيرا إلى أنه «لا يتصور أن يخرج من القمة العربية في بغداد أي قرار قوي»، لأنها «أول شيء تعقد في بغداد، وهذه بادرة غير جيدة، فالحكومة العراقية التحالف بينها وبين إيران معروف وأيضا العلاقة الجيدة التي لها مع (نظام) سوريا، وكون القمة في بغداد لا أتصور أن يكون فيها قرارات لنا».

ويبحث البرلمان العربي اليوم في أولى جلساته لعام 2012 الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض، ودعوة الدول العربية للعمل من أجل إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد «طوعا أو كرها»، وقالت مصادر من أعضاء البرلمان العربي، إن جلسة البرلمان ستخرج اليوم بتوصيات مهمة ضد نظام الأسد، وإن رئيسه الدقباسي، أجرى اتصالات مع عدد من قيادات البرلمان الذي يمثل المجالس النيابية العربية، بغرض توحيد المواقف، وإصدار توصيات حاسمة لرفعها إلى حكومات الدول العربية قبل أيام من عقد القمة العربية العادية في بغداد يوم 29 الشهر الجاري. ودعا الدقباسي في بيان صحافي له أمس الدول العربية إلى العمل على إسقاط النظام السوري طوعا أو كرها، كما دعا إلى وقف العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا، وإعادة النظر فيها، وذلك بسبب استمرار الموقف الروسي المعرقل للجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ الشعب السوري الشقيق. كما اقترح الدقباسي دعوة حكومات الدول العربية إلى قطع العلاقات السياسية والتجارية والمواصلات مع النظام السوري.

واقترح الدقباسي أيضا اعتراف البرلمان العربي، بالمجلس الوطني السوري، ودفع الجهود العربية والدولية للاعتراف بهذا المجلس ممثلا شرعيا للشعب السوري والعمل على تقديم الدعم اللازم للمجلس الوطني في كافة المجالات، وانضمام البرلمان العربي إلى الدعوات المنادية بإحالة جرائم النظام السوري على محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم حرب. كما دعا الدقباسي إلى إصدار بيان استنكار من البرلمان العربي تجاه ما يقوم به النظام السوري من مجازر ضد الشعب السوري ومخاطبة برلمانات الدول العربية والإسلامية والعالمية لاستنكار المجازر التي يرتكبها النظام السوري تجاه شعبه والضغط على حكوماتهم لوقف تلك المجازر والسماح للسوريين المقيمين في الدول العربية بإحضار عائلاتهم من النساء والأطفال. وبينما يبحث البرلمان العربي في جلسة اليوم (الأربعاء) هذه المقترحات، تبدأ في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم نفسه الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية العادية رقم 23 والتي ستعقد في بغداد يوم 29 الشهر الجاري. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن محمد بن إبراهيم التويجري، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة، قوله أمس، إن أول الاجتماعات التحضيرية للقمة ستبدأ بعقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين والخبراء برئاسة ممثل العراق. ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين يوم غد الخميس برئاسة العراق أيضا لإعداد مشروع جدول الأعمال لقمة بغداد.

من جانبه قال شمران العجلي رئيس بيت الحكمة العراقي المنبثق عن مجلس الوزراء العراقي إن انعقاد القمة العربية في بغداد له أهمية خاصة نظرا لأنها أول قمة بعد موجة ثورات الربيع العربي، وكذلك لأنها أول قمة تعقد في العراق بعد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وقال العراق عدة مرات سابقا إنه لن يدعو للقمة الرئيس السوري بشار الأسد، أو أيا من الرؤساء الأجانب بمن فيهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.