محمد مراح.. بين العودة من «الجهاد» و«فرسان العزة»

عشرات الأوروبيين تدربوا بين أفغانستان و باكستان

TT

قال كلود جيان، وزير الداخلية الفرنسي، إن المسلح رجل فرنسي من أصل جزائري اسمه محمد مراح زار باكستان وأفغانستان وأبلغ مفاوضيه من الشرطة أنه نفذ الهجوم انتقاما لمقتل أطفال فلسطينيين وبسبب مشاركة الجيش الفرنسي في الحرب في أفغانستان. وأكدت السلطات في أفغانستان أن مراح كان قد اعتقل في إقليم قندهار المضطرب بجنوب أفغانستان عام 2007 بتهمة تصنيع قنابل، لكنه هرب بعد شهور في عملية كبيرة لاقتحام سجن نفذتها حركة طالبان. وقد أودت سبع عمليات قتل يشتبه بأن مراح قد نفذها بحياة ثلاثة أطفال يهود وحاخام إضافة إلى ثلاثة عسكريين مظليين فرنسيين. المصادر الرسمية الفرنسية تقول إن مراح يعد نفسه عضوا في تنظيم القاعدة العالمي، وإنه «يريد الثأر للأطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسي لتدخلاته في الخارج». كحكاية معظم الجهاديين في أوروبا، فإن رحلة مراح الجهادية تبدأ من أماكن ينشط فيها تنظيم القاعدة والتيار السلفي - الجهادي، وإن كان بعض الغموض يشوبها. وكثير من الجهاديين الأوروبيين تدربوا في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، ولعل أشهرهم صديق خان المدبر الرئيسي لتفجيرات السابع من يوليو (تموز) عام 2005 في العاصمة البريطانية لندن، والتي استهدفت وسائل الموصلات العامة، وأودت بحياة ما يزيد على الخمسين شخصا. ولكن التقارير ما زالت متضاربة عما إذا كان مراح قد كان مسجونا عام 2008 أم عام 2011 حيث جرى هروبان كبيران من سجن قندهار.

قال مدع فرنسي أمس إن الجيش الأميركي قام بترحيل المشتبه به بجريمة تولوز إلى فرنسا بعد اعتقاله في أفغانستان. وصرح المدعي فرانسوا مولان للصحافيين أن الشرطة الأفغانية اعتقلت الشاب ثم سلمته إلى الجيش الأميركي «الذي وضعه على أول طائرة متوجهة إلى فرنسا».

ولم يكشف مولان، المسؤول عن شؤون مكافحة الإرهاب في فرنسا الذي يشرف على التحقيق في مقتل ثلاثة جنود وثلاثة أطفال يهود ومدرسهم، عن تفاصيل أو تاريخ اعتقال المشتبه به محمد مراح في أفغانستان.

وقال إن ذلك حدث أثناء رحلة من رحلتين قام بهما مراح (23 عاما) وهو فرنسي من أصل جزائري، إلى أفغانستان. إلا أن مصادر أشارت إلى أنه اعتقل هناك نهاية عام 2010، على تهم لا ترتبط بـ«نشاطات جهادية». ويعد مراح من العائدين من مناطق القتال المضطربة كالمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان. ويذكر أن عشرات من الإسلاميين الأوروبيين، ومعظمهم من ذوي الأصول الشرق أوسطية، انجذبوا لخطاب التيار السلفي - الجهادي، وشاركوا في القتال ضد القوات الأجنبية خاصة في أفغانستان والعراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003. وتردد أن مراح عضوا في منظمة «فرسان العزة»، قناة «بي إف إم» التلفزيونية الإخبارية ربطت بين مراح وبين جمعية تعرف باسم «فرسان العزة»، كانت السلطات الفرنسية قد حلتها في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد تأسست جمعية «فرسان العزة» عام 2010 من قبل شبان إسلاميين.

وبررت الداخلية الفرنسية قرار الحل آنذاك بتبني الجمعية للعنف ودعوتها إلى إقامة خلافة إسلامية في فرنسا، ونشرها أفكارا عنصرية معادية لليهود والغرب. ونشرت مجموعة بذات الاسم تسجيلا مرئيا يهدد بالانتقام من تطبيق قانون فرض النقاب في فرنسا. وهددت الجماعة في تسجيل، نسب إليها، وتداولته منتديات جهادية على الإنترنت بـ«قطع رقاب» من «يمس المسلمات»، في إشارة إلى سجن المنتقبات في فرنسا. وتشير تقارير إلى أن «فرسان العزة» نسخة عن حركتي «الشريعة في بريطانيا» و«الشريعة في بلجيكا» المتشددتين. إلا أن مراقبين يعدون الربط بين مراح والجمعية يصب في خانة التوظيف السياسي بين مختلف أطياف السياسة الفرنسية.