حماه وحمص تحت القصف.. واشتباكات عنيفة عشية «جمعة يا دمشق قادمون»

مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: إطلاق كتيبة خاصة من السويداء قريبا

صور مأخوذة عن شريط فيديو تظهر تعرض جنود النظام لهجوم بمتفجرات أعلن فيلق صلاح الدين مسؤوليته عنه بحماه (أ.ف.ب)
TT

لا تزال عمليات القمع واستهداف المحتجين السوريين مستمرة في معظم المناطق، وكانت كل من حماه وحمص وإدلب على رأس هذه القائمة بعد تعرضها لقصف عنيف، كما أفيد باشتباكات عنيفة وقعت في أحياء منها، ولا سيما في حي الأربعين والحميدية في حماه بين «الجيش الحر» والجيش النظامي. يأتي ذلك فيما أعلن منشقون عن الجيش تشكيل مجلس عسكري في دمشق وريفها عشية الدعوة إلى التظاهر في «جمعة يا دمشق قادمون».

وفي حصيلة أولية، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن وصول عدد شهداء، أمس، إلى 52 بينهم 12 طفلا و4 سيدات ومجند، وقضى اثنان منهم تحت التعذيب، و22 في إدلب و13 في حماه و10 في حمص و3 في درعا واثنان في ريف دمشق، إضافة إلى قتيل في كل من حلب ودمشق.

وفي حين أفاد ناشطون بإعدام 5 مدنيين في حي الحميدية بحماه، أكد مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات النظام حاصرت حي الحميدية وحي الأربعين في إدلب وقصفتهما براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، واستهدفت قلعة المضيق الأثرية لليوم الثالث على التوالي. وهذه العمليات لم تستثن النازحين بسهل الغاب حيث نزح عدد كبير من أبناء حماه».

كذلك، أفاد ناشطون بأن حي الأربعين في حماه تحول إلى «ساحة معركة» وقع خلالها عدد كبير من الجرحى والقتلى الذين دفنوا في حديقة مجاورة، بحسب ناشطين سوريين. كما دمر عدد كبير من المنازل. وأظهرت مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» دبابات منتشرة في حماه ودبابة أخرى تعرضت للتدمير على أيدي مقاتلي «الجيش السوري الحر». وأوضح ناشط من المعارضة في حماه «أن 70 دبابة على الأقل تمركزت حول حماه منذ أسبوع لتعزيز قوات الجيش الموجودة في المدينة بالفعل. وتركز القصف على أحياء مشاع والحميدية والأربعين». وكان ناشطون أشاروا في وقت سابق إلى مقتل ضابط من الجيش السوري في اشتباك مع منشقين في سهل الغاب بريف حماه.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية عن تنفيذ إضراب عام في حماه وأقفلت الأسواق التجارية لليوم الثاني على التوالي، مع تفاقم الوضع الإنساني في كل أحياء المدينة، وخاصة أحياء الحميدية والمناخ والصحة والشرقية، واستمرار عمليات المداهمة والسرقة والحرق للمنازل، وأكدت اعتقال عدد كبير من الشباب في شارع الكرم وشارع المؤسسة في حي الحميدية، كما اقتحمت قوات النظام منطقة معردس وسط إطلاق نار كثيف وأنباء عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى وإحراق بيوت الناشطين.

وأكد المصدر في «الجيش الحر»، لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم الإعداد لإطلاق كتيبة خاصة من السويداء تابعة لـ«الجيش الحر» وسيتم الإعلان عنها قريبا.

وفي حمص، قالت لجان التنسيق المحلية إن قذائف سقطت صباح أمس على حي الحميدية بحمص، مما تسبب في إصابة منازل وتصاعد سحب دخان، واستهدفت قلعة الحصن بقصف عنيف وعشوائي بالهاون والأسلحة الثقيلة. وأفاد ناشطون بأن الجيش النظامي قصف بالأسلحة الثقيلة أحياء الخالدية وباب هود والبياضة والصفصافة والسوق المركزية. وأعلنت لجان التنسيق عن سقوط قتيل وعدد من الإصابات في حي جورة الشياح، بينهم حالات خطيرة جراء إطلاق رصاص كثيف من قناصة الأمن المتمركزة في المستشفى الوطني.

ونشر ناشطون على صفحة لجان التنسيق، فيديو يظهر العثور على جثث نسوة ذبحن في حي العدوية في حمص.

كما أعلنت لجان التنسيق عن عمليات قنص عشوائية من قبل الشبيحة الموجودين في حي العباسية وحاجز كلية البتروكيمياء باتجاه المدنيين العزل في حي الربيع العربي.

وأكد المصدر في «الجيش الحر» أن أحياء باب السباع والرفاعي تعرضت لقصف عنيف ويعاني أهلها من وضع معيشي وإنساني صعب.

وفي إدلب، أعلن عن قصف عنيف تعرضت له بلدة سرمين في محافظة إدلب في شمال سوريا واقتحام قوات النظام للقرية وتنفيذ حملة مداهمات وسط إطلاق نار عشوائي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 10 أشخاص من بينهم 3 أطفال وسيدتان قتلوا «إثر إصابة حافلة صغيرة بإطلاق نار كانت تقلهم قرب بلدة سرمين». وقال «الجيش الحر» إن قوات النظام ارتكبت مجازر في جبل الزاوية في إدلب وأحرقت منازل.

وفي حين أوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن «الحافلة كانت تقل 13 شخصا، قتل منهم 9 أشخاص من عائلتين مختلفتين، إضافة إلى السائق»، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في إدلب، ميلاد فضل إن «الحافلة كانت تنقل نازحين إلى تركيا».

كذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن طائرات النظام حلقت في سماء المدينة للتصوير بالتزامن مع محاصرة أحياء ومداهمات وأعمال سرقة ونهب وتخريب. كما تم اقتحام بلدتي سفوهن وفليفل في جبل الزاوية بالمدرعات والآليات العسكرية والبحث عن منشقين في المنطقة المحيطة للبلدتين.

وفي دمشق التي خرجت فيها مظاهرات في حي برزة، شهدت استنفارا أمنيا بعد المواجهات الأخيرة في حي المزة، وتحدث ناشطون عن انفجارات في حيي القابون وركن الدين.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن، مدعومة برشاشات مضادة للطيران وناقلات الجند، اقتحمت كفر بطنا وقامت بحملة مداهمات واعتقالات عشوائية وتمشيط المزارع في منطقة الزور. وقالت لجان التنسيق المحلية إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش ومنشقين في الحارة الغربية بالزبداني التي استعادتها القوات الحكومية قبل أسابيع.

وفي ريف دمشق، اقتحمت دبابات الجيش حرستا التي شهدت في وقت سابق اشتباكات بين القوات السورية ومنشقين عنها.

وفي دوما، استمر الإضراب العام لليوم الثالث على التوالي بسبب اقتحام المدينة من قبل قوات النظام وإطلاق النار العشوائي لمنع تشييع الشهداء.

وفي درعا، أشارت لجان التنسيق أيضا إلى أنباء عن انشقاق في مقر اللواء 52 في مدينة الحراك حيث سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف من المقر ليلة أمس كما أفيد بسقوط جندي من الجيش النظامي السوري وإصابة أربعة آخرين بجروح إثر إطلاق مجموعة مسلحة منشقة النار على سيارة كانت تقلهم قرب قرية صيدا.

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات في دير الزور واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية وأسفرت الحملة، حتى وقت النشر، عن اعتقال 10 مواطنين، بينهم 4 من عائلة واحدة.

وفي درعا، أفاد ناشطون في الحراك، باستقدام تعزيزات أمنية على الحواجز في المدينة واستمرار الحصار لليوم الـ24 على التوالي، كما شنت قوات النظام حملة مداهمات في المدينة وانتشرت بشكل كثيف في الحي الشرقي، وأحرقت الدراجات النارية في الحي الشمالي، فيما أظهر شريط فيديو نساء البلدة وهن يحضرن الطعام لـ«الجيش الحر». وفي بانياس، خرجت مظاهرة نسائية تضامنا مع أمهات سوريا، هتفت لأبنائهن من أفراد «الجيش الحر».