وفاة احد عناصر حماية الهاشمي خلال احتجازه في بغداد.. وسط اتهامات بالتعذيب

القضاء العراقي: مات بسبب فشل كلوي

TT

تناقضت البيانات حول وفاة أحد أفراد طاقم حماية طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، الذي كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية العراقية، ففيما اتهم بيان لمكتب الهاشمي في أربيل «قوات الأمن بالتسبب في وفاة أحد عناصر حمايته الموقفين منذ ثلاثة أشهر لدى السلطات، إثر تعرضه للتعذيب»، أكد مجلس القضاء الأعلى العراقي أن التقرير الطبي يؤكد أن الوفاة جاءت إثر مرضه، وليس جراء التعذيب.

وكان الهاشمي قد نعى عامر سربوت زيدان البطاوي، وهو أحد أفراد حمايته، في بيان أمس، وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، جاء فيه «أنعى إليكم وفاة عنصر الحماية ونحسبه شهيدا عند الله تعالى عامر سربوت زيدان البطاوي، متأثرا بالتعذيب الذي تعرض له بعد اعتقاله من قبل الفوج الثاني للواء 45 من الفرقة الحادية عشرة التابعة لقيادة عمليات بغداد وذلك بتاريخ 19 - 12 - 2011 وإحالته إلى الجهة التي تتولى التحقيق في التهم الموجهة ضد حمايات الهاشمي، لكن الذي حدث أن جثته سلمت إلى ذويه بتاريخ 18 - 3 - 2012 بعد احتجاز دام ثلاثة أشهر»، مشيرا إلى أن «البطاوي قضى ساعتين في مستشفى بغداد التعليمي، حيث نقل إليه من مركز احتجازه السري وفارق الحياة متأثرا بإصابات بالغة». وتابع البيان: «أكد الشهود أنه كان ينزف دما من فمه وكافة مخارج جسمه، مع وجود ندب وقرح وتلف أنسجة في أماكن كثيرة وحساسة من جسمه نتيجة الأساليب الوحشية التي استخدمت معه في التحقيق، وقد أحيلت جثته للطبابة العدلية التي أصدرت شهادة الوفاة، وأكدت أن الوفاة غير طبيعية».

ودفعا للشبهات، دعا الهاشمي إلى تشكيل لجنة من الطبابة العدلية في البصرة والأنبار وإقليم كردستان لكتابة تقرير شهادة الوفاة، وذلك لحساسية القضية ودفعا للضغوط التي قد يتعرض لها الطب العدلي في بغداد، كما طالب بفحص جميع المعتقلين على ذمة هذه القضية فحصا طبيا جسديا ونفسيا وتقديم تقرير حول ذلك فورا، مناشدا الرئيس العراقي جلال طالباني بصفته حاميا للدستور، إحالة الهيئة التحقيقية الخاصة إلى التحقيق وتجميد أعمالها لحين صدور تقرير اللجنة التحقيقية وتقرير الطب العدلي، وتحويل التحقيق إلى لجنة أخرى خارج النطاق المكاني لعمل هذه اللجنة، خشية من التأثير على عمل اللجنة الجديدة، وتحديد المسؤولية القانونية عما حصل للبطاوي. في المقابل، نقل بيان عن الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار البيرقدار، أن «المتوفى عامر سربوت زيدان كان يعاني من المرض وتم إرساله إلى عدة مستشفيات آخرها مستشفى مدينة الطب الذي دخله في السابع من الشهر الحالي وحتى وفاته». وأضاف «ظهرت النتيجة الأولية للتشريح بأن سبب الوفاة إسهال شديد وانخفاض بالضغط وتوقف الكلية وتم تسليم الجثة إلى ذويه». كما أكد البيرقدار أن آخر تحقيق أجري معه كان في 14 يناير (كانون الثاني) السابق.

وفي اتصال مع مدير مكتب الهاشمي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «لم نعرف باعتقال البطاوي إلا بعد أن تم قتله تحت التعذيب، لأن اسمه لم يرد في قائمة المعتقلين المعلنة التي سلمت نسخ منها إلى مكتب الهاشمي ومكتب طالباني، لذلك لم نعرف باعتقاله إلا بعد أن سلمت جثته إلى ذويه، حيث تلقينا منهم تأكيدات بتعرضه إلى أشد أنواع التعذيب». وأعرب عن استغرابه من الرواية الرسمية التي أكدت أن وفاة البطاوي كانت بسبب إصابته بفشل كلوي، وقال «فوجئنا بهذه الرواية الرسمية، فالرجل لم يكن يعاني من أي عوارض أو إشارة إلى وجود مشاكل صحية لديه، وكان وزنه يقارب 120 كيلوغراما، ولكن ذويه أكدوا لنا أنه فقد نصف وزنه خلال فترة اعتقاله وتعرضه للتعذيب، والصور التي تسلمناها منهم تؤكد هذا الأمر».

وقال الفريق حسن البيضاني، رئيس أركان قيادة عمليات بغداد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن البطاوي «توفي جراء عجز كلوي مزمن».