زوبعة في «تويتر» السعودية

الكويت تلغي «ملتقى النهضة الشبابي» المشرف عليه سلمان العودة

TT

أثار «ملتقى النهضة الشبابي» زوبعة في «تويتر السعودية»، وهو الملتقى الذي كان من المزمع انطلاقه في دولة الكويت اليوم، تحت إشراف الدكتور سلمان العودة، الداعية السعودي المعروف، حتى إن بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي طالب بالتحقيق مع القائمين على الملتقى، «كونه يحمل أجندات مشبوهة» بحسب وصفهم. و في تطور لاحق ابلغت وزارة الداخلية الكويتية القائمين على الملتقى بمنع إقامته، بحسب الموقع الالكتروني الرسمي للملتقى.

والحال، أن الدكتور سلمان العودة، أحد أبرز «نجوم الشباك» في «تويتر»، كان في قلب هذه الزوبعة الإلكترونية، كونه المسؤول الأول عن تنظيم هذا الملتقى واختيار ضيوفه وموضوعاته.

مركزية العودة في هذا اللغط كشفت عن انقسامات واضحة بين مجموعات ناشطة إلكترونيا تحت شعارات سياسية وآيديولوجية، أبرزها شعار «دولة الحقوق والمؤسسات». (عدد مستخدمي «تويتر» الناشطين 115 ألف سعودي، بحسب معلومات ألقاها مختصون في منتدى جدة الاقتصادي الأخير).

والقصة كالتالي، رأى تيار من المستخدمين أن العودة يضرب بالسلفيين عرض الحائط، عندما يتجاهل رموز السلفية التقليدية من الشيوخ في إلقاء أوراقهم، وفي المقابل، فتح أبواب الملتقى لرموز الإخوان المسلمين، وأبناء الطائفة الشيعية في الخليج. واستمروا في كيل التهم السياسية له وللملتقى، مما دعا مريدي العودة، وهم خليط ممن يتبنون الأدبيات الإخوانية، ومن يرفعون شعار «دولة الحقوق والمؤسسات» إلى خوض جدلية دفاعية، وكالوا بدورهم التهم للتيار السلفي المهاجم للمؤتمر، معتبرين هذا القدح في العودة والملتقى خذلانا لشعار ومفهوم المؤسسات الذي من المفترض أنه كان يجمعهم. وأظهر هذا الخلاف حجم الاختلاف الجذري في مفهوم «الحقوق والمؤسسات» بين ناشطي «تويتر» من الحركيين الإسلاميين (إخوان، سلفيون، شيعة)، و«دعاة التنوير» الإسلامي، وبعض المثقفين. وهي لم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الشرخ القيمي في المفاهيم، بين فعاليات «تويتر»؛ فقصة الشاب السعودي حمزة كشغري تركت بدورها شروخا بالغة في علاقة إلكترونية، لا توجد إلا في العالم «الافتراضي».

والحال، أن الدكتور سلمان العودة المشرف على الملتقى، رغم أن مريديه يرونه أحد «شيوخ التنوير الديني»، فإن له مواقف سابقة في السنوات العشر الأخيرة أثارت كثيرا من الأسئلة حول عمق التغيير الذي طرأ على العودة؛ وأبرزها، توقيعه على بيان «على أي أساس نتعايش» وهو كان موجها لمثقفين غربيين، ثم تراجع عنه هو والدكتور سفر الحوالي والدكتور ناصر العمر، بحجة أنه يقدم رؤية متسامحة تميّع عقيدة الولاء والبراء.. فضلا عن مواقفه المتفاوتة من أبناء الخليج من الطائفة الشيعية؛ ففي ذروة تقديم العودة نفسه داعية «متسامحا وتنويريا» في 2007، كتب في جريدة «الجزيرة» السعودية: «لليهود أعيادهم وللنصارى أعيادهم الخاصة بهم.. وللمجوس كذلك أعيادهم الخاصة بهم، وللرافضة أيضا أعيادهم مثل عيد الغدير (..) أما المسلمون فليس لهم إلا عيدان»، مما حدا بالكاتب اللبناني حازم صاغية في كتابه المعنون باسم «روافض ونواصب (2009)»، للتعليق على هذه المقالة، قائلا: «هو هنا (العودة) يخرج الشيعة من دائرة الإسلام وبطريقة ازدرائية واضحة». ويرى أن العودة يفضل «الانعتاق بصورة مؤقتة من إملاءات أرثوذكسية صارمة، ليزاول دور المثقف الديني المنفتح على معارف عصره، فيكتب في التنوع بوصفه سنة ربانية، ولكنه يقصره على التنوع الشكلي».

يذكر أن العودة أزال هذه العبارات المتعلقة بأبناء الطائفة الشيعية من موقعه الشخصي الذي ينشر مقالاته ونشاطاته الدينية.