لندن: الشرطة تحقق مجددا مع رئيسة التحرير السابقة لصحيفة فضيحة التنصت

حول مدفوعات للعاملين في وزارة الدفاع

TT

ريبيكا بروكس، المديرة التنفيذية السابقة لمؤسسة روبرت مردوخ «نيوز إنترناشيونال» التي اعتقلت للمرة الثانية مع زوجها تشارلي بروكس، الأسبوع الماضي، على خلفية فضيحة التنصت، حضرت أول من أمس إلى مراكز الشرطة في مقاطعة باكنغهام للإجابة عن بعض الأسئلة، بخصوص مدفوعات مالية مخالفة للقانون لعاملين في وزارة الدفاع.

وكانت قد اعتقلت بروكس في المرة الأولى في يوليو (تموز) الماضي مع اندلاع فضيحة التنصت التي أثارت زوبعة سياسية وإعلامية في بريطانيا، وأدت إلى استقالتها من منصبها كمديرة تنفيذية وإغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، المتهمة في القرصنة التليفونية وتقديم رشى لرجال الشرطة ومسؤولين في دوائر حكومية أخرى.

وقالت الشرطة إن بروكس حضرت يوم الأربعاء إلى محطة الشرطة صباحا ولم تغادرها حتى الساعة الخامسة مساء. وقضت طيلة الوقت مع محققي الشرطة الذين يعملون ضمن لجنة «اليفيدين» التي تنظر في قضايا الفساد ومدفوعات غير قانونية قدمها صحافيون عملوا في جرائد تملكها «نيوز إنترناشيونال»، خصوصا «الصن» و«نيوز أوف ذي وورلد» التي توقفت عن الصدور. وكانت قد عملت بروكس رئيسة تحرير للصحيفتين في العقد الماضي. وأكدت الشرطة، أول من أمس، حضور بروكس إلى محطة الشرطة المحلية، وأنها ستحضر ثانية بخصوص كفالة اعتقالها، وأنها ستلتقي ثانية مع المحققين الشهر المقبل. روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام، الأسترالي الأصل، يمتلك أيضا صحيفتي «ذا تايمز» و«ذا صنداي تايمز» في بريطانيا.

وكانت قد اعتقلت بروكس في المرة الثانية مع 5 أشخاص آخرين في 13 مارس (آذار) الحالي بما في ذلك زوجها تشارلي بروكس، الذي يعمل مدربا لخيول السباق.

وقالت الشرطة البريطانية إن بروكس (43 عاما) اعتقلت في حملة نفذت في وقت مبكر من الصباح في منزلها مع زوجها تشارلي بروكس، مدرب خيول السباقات. وأوضحت سكوتلاند يارد أن 4 رجال اعتقلوا للاشتباه في تورطهم في عرقلة سير العدالة ليصل عدد المعتقلين إلى 22 شخصا.

اعتقال بروكس اعتبر مصدر إحراج لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، المعروف أنه صديق حميم لبروكس وزوجها، حيث كانا يدرسان معا في كلية إيتون البريطانية الشهيرة.

وقال محققون إن ما يربو على 6 آلاف من الشخصيات العامة والمشاهير والجنود وضحايا الإرهاب والجريمة تعرضوا للتنصت على رسائل هواتفهم الجوالة من قبل صحافيين من «نيوز إنترناشيونال». وبعدما بدا الأمر في بدايته وكأنه خاص بـ«نيوز أوف ذي وورلد» فقط، امتدت الفضيحة الآن لتشمل «ذا صن».

اتهم محققو الشرطة صحيفة «صن» البريطانية باتباع «ثقافة المدفوعات غير القانونية» لمسؤولين عموميين مقابل الحصول على معلومات. ووجهت الاتهام سو اكيرس، وهي ضابطة بارزة في الشرطة البريطانية تقود تحقيقات في تقارير بالفساد حول دفع الصحافية أموالا لعدد من المسؤولين.

جاءت الاتهامات بعد مرور يوم على قيام روبرت مردوخ، مالك صحيفة «صن»، بإصدار نسخة أسبوعية جديدة للصحيفة أملا في طي صفحة فضيحة التنصت على الهواتف التي أرغمته على إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» في شهر يوليو الماضي.

وقالت اكيرس التي تقود فريقا كلف بفحص ملايين من الرسائل الإلكترونية بحثا عن دليل في ما يتعلق بمزاعم الفساد، إن النتائج تشير إلى أنه تم تقديم أموال لمسؤولين «في كل قطاعات الحياة العامة».

وأضافت أنه في حالة واحدة تم دفع 80 ألف جنيه إسترليني (126 ألف دولار) لأحد المصادر.

وأوضحت أن «صحافيا قيد الاحتجاز تلقى أكثر من 150 ألف جنيه نقدا على مدى عدة سنوات ليدفع لمصادره». وجرى حتى الآن القبض على 10 صحافيين من «صن» وعدد من ضباط الشرطة ومسؤول بوزارة الدفاع وجندي في إطار التحقيقات، وقد جرى الإفراج عنهم جميعا بكفالة.