جريمة قتل في فلوريدا تحرك مظاهرات واستدعاء محققين من واشنطن

مقتل أسود على أيدي لاتيني يهدد تحالفا تاريخيا بين الأقليتين في الولايات المتحدة

TT

على عكس حوادث سابقة قتل فيها سود على أيدي بيض، أثار قتل شاب أسود بأيدي شخص لاتيني أصله من المكسيك، في ولاية فلوريدا، احتجاجات ومظاهرات، وهدد تحالفا تاريخيا بين الأقليتين السوداء واللاتينية في الولايات المتحدة. وجاء هذا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة التي سيعتمد فيها الرئيس باراك أوباما، وهو أسود، على أغلبية أصوات اللاتينيين.

وبعد مظاهرات وحملات على الإنترنت، تدخلت وزارة العدل الفيدرالية أمس، للتحقيق في الموضوع. وأعلن وزير العدل إريك هولدر، وهو أسود، إرسال فريق من مكتب المباحث الفيدرالي (إف بي آي) إلى فلوريدا للتحقيق فيما إذا كان الحادث عنصريا. وحسب القانون الأميركي، تتدخل الحكومة الفيدرالية في الولايات في حال الاشتباه في ممارسة السلطات المحلية لتفرقة عنصرية.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن عنصرية قتل طالب المدرسة الثانوية تريفون مارتن، الأسود، على يدي جورج زيمرمان، اللاتيني، تعتمد على ألفاظ عنصرية يقال إن زيمرمان تلفظ بها وهو يقتل مارتن. غير أن مكتب «إف بي آي» قال إنه ليس متأكدا من محتوى شريط محادثة هاتفية جرت بين زيمرمان والشرطة وقت الحادث. وقال متحدث باسم «إف بي آي» إن وفد الشرطة الذي ينتقل من واشنطن إلى فلوريدا، سيرسل الشريط إلى رئاسة مكتب «إف بي آي» في واشنطن للتأكد من محتواه باستعمال تسهيلات تكنولوجية متطورة جدا توضح أكثر الكلمات.

وكان زيمرمان قال للشرطة إنه شاهد مارتن يدخل ليلا منطقة سكنية يسكن فيها زيمرمان، وهي محاطة بسور، ويدخلها الناس عن طريق بوابة أمنية، وإن زيمرمان شك في سلوك مارتن، وتعارك معه مارتن، واعتدى عليه، وقتله زيمرمان بمسدس كان يحمله «دفاعا عن النفس».

وكان زيمرمان يشترك في فريق حراسة في المنطقة السكنية، حيث يتناوب الناس الحراسة، ويتصلون بالشرطة إذا شاهدوا ما يحتم ذلك. غير أن قانونا أصدره، قبل خمس سنوات، كونغرس ولاية فلوريدا، سهل على هؤلاء الحراس غير الرسميين «التصرف باستقلالية».

لهذا، عندما وصلت الشرطة إلى مكان القتل، لم تعتقل زيمرمان، وحققت في الموضوع على أساس أنه دفاع عن النفس. غير أن عائلة مارتن المقتول، ومحامين وخبراء ومؤيدين كثيرين تزايد عددهم عن طريق الإنترنت خلال أيام قليلة، قالوا إن زيمرمان يجب أن يعتقل. وطلبت استقالة مدير شرطة مدينة سانفورد، حيث وقع الحادث.

واتسعت تداعيات الحادث، إذ شهدت نيويورك هي الأخرى تظاهر عدد كبير من الناس، بخلفيات عرقية ودينية وإقليمية مختلفة، تأييدا لمارتن الأسود. وانضم إليهم متظاهرو «احتلال وول ستريت» الذين يتظاهرون، منذ السنة الماضية في «وول ستريت» ضد الشركات والبنوك الكبيرة.

وقالت بيرناديت برويت، أستاذة التاريخ في جامعة سام هيوستن (ولاية تكساس): «ها نحن نشاهد قضية عنصرية تحدث بين أسود ولاتيني، وليس بين أسود وأبيض، بينما وزير العدل أسود، ونائبه لاتيني، ورئيس الولايات المتحدة أسود». وخرجت مظاهرات أيضا في سانفورد، حيث قتل مارتن، وحيث توجد جالية سوداء كبيرة. وتركزت المظاهرات في كنائس السود.