اللواء علي محسن الأحمر: أخطاء جسيمة ارتكبت في حق الجيش والأمن

مقتل 29 عنصرا من «القاعدة» في قصف للجيش بجنوب اليمن

TT

أعدمت عناصر متشددة من تنظيم القاعدة، أول من أمس، ضابطا يعمل في المخابرات اليمنية، بعد اختطافه بساعات في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، جنوب اليمن، فيما اتهم اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية - قائد الفرقة الأولى مدرع، النظام السابق بالوقوف وراء وجود جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، التي تسيطر على أجزاء واسعة من محافظة أبين الجنوبية.

وقال مصدر أمني في محافظة حضرموت: «إن عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة أقدموا مساء أول من أمس، على ارتكاب جريمة بشعة بحق الضابط في الأمن السياسي بالمكلا فرج بن قحطان العوبساني». وأوضح المصدر إن «العناصر الإرهابية أعدمت الضابط، رميا بالرصاص ورموا جثته على قارعة الطريق في منطقة مركز صيف بالوادي». وكانت عناصر متشددة يعتقد أنها من تنظيم القاعدة «اختطفت العوبساني وهو في طريقه إلى منزله بمدينة المكلا، وأثناء مرورهم إلى محافظة شبوة اشتبكوا مع عدد من الجنود نتج عنه إصابة جندي، وتمكن الخاطفون من الفرار بالضابط المختطف وقاموا بتقييده وعصبوا عينيه وأطلقوا عليه الرصاص فأردوه قتيلا»، بحسب المصادر الرسمية.

إلى ذلك، اتهم اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر، النظام السابق بالوقوف وراء وجود جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة. وانشق اللواء الأحمر الذي كان يوصف بأنه الرجل الثاني في الدولة، عن نظام علي عبد الله صالح، في 21 مارس (آذار) العام الماضي، احتجاجا على مجزرة «جمعة الكرامة»، وخاضت قواته التي كانت تحمي مخيمات الاعتصام بصنعاء، مواجهات عنيفة، مع الحرس الجمهوري والأمن المركزي أسفرت عن قتلى وجرحى بين الجانبين.

وقال اللواء الأحمر في أول لقاء تجريه معه صحيفة «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع: «كانوا فيما سبق أنصار الشرعية للنظام السابق؛ شكلها ودعمها وساندها وحرص على إيجادها، فاستغلت ضعف بنيان الدولة فكانت أنصار الشريعة، ولعل إهمال النظام السابق لبعض المناطق التي تطالب بمطالب حقوقية قد وفر لهذه الفئة البيئة الحاضنة»، موضحا أن «ما يجري في أبين هو نتيجة طبيعية للانفلات الأمني الذي تعمد إحداثه النظام السابق في البلاد بشكل عام، وبشكل خاص في محافظة أبين التي كشفت الأيام عن أنه أعطى توجيهات صريحة للسلطة المحلية حينها والوحدات العسكرية والأمنية بالانسحاب من المحافظة لتسهيل سيطرة العناصر الإرهابية عليها ضمن تكتيكاته التي حاول من خلالها أن يوحي للمجتمع الدولي بأن البديل لنظامه سيطرة العناصر الإرهابية على الوطن، وهذه لعبة مكشوفة»، مشيرا إلى أن «الفرقة الأولى مدرع والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية كانت هي المبادرة في مواجهة (القاعدة) في أبين في الوقت الذي تقاعس فيه الآخرون، وقدمنا الكثير من الشهداء ومن خيرة قادة وضباط الوطن وعلى رأسهم قائد محور صعدة العميد الركن أحمد عوض وزملاؤه، وما زلنا في المواجهة مع (القاعدة) هناك وفي مواقع أخرى، واللواء 119 الذي يواجه (القاعدة) الآن في أبين مع الوحدات الأخرى هو تابع للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وقد أسفرت المواجهات عن استشهاد 83 شهيدا بين ضابط وصف وجندي في مواجهة عناصر الإرهاب».

وانتقد الأحمر عدم مشاركة وحدة مكافحة الإرهاب، والقوات الخاصة، التي يقودهما العميد أحمد نجل الرئيس السابق وابن عمه العميد يحيى محمد عبد الله صالح، في الحرب على «القاعدة». وقال «أين هي وحدة مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة، التي ينفق عليها الملايين من الدولارات، فيما يجري في أبين؟»، مطالبا بأن تكون هذه القوات تابعة بشكل مباشر لـ«رئيس الجمهورية على غرار الدول الأخرى»، معتبرا أن «الوضع الحالي للقوات المسلحة، لا يرضي أحدا لديه إحساس بالمسؤولية والجميع يتحمل هذه المسؤولية، وهناك أخطاء جسيمة ارتكبت في حق الوطن وحق الجيش والأمن اليمني في الماضي وأوصلته إلى مرحلة التسييس، وأفدح هذه الأخطاء نزعة الأنانية والاستحواذ والتمايز التي تم التعامل بها من أطراف النظام السابق مع الجيش والأمن». ولفت إلى أن «هيكلة الجيش أولوية في المبادرة والآلية ولدى رئيس الجمهورية، والقوى السياسية، وعلى الجميع الخضوع له وتنفيذه»، مؤكدا أن الفرقة ستخضع لآلية الهيكلة، وستعمل مع كل الأطراف على تحييد القوات المسلحة عن الصراعات السياسية. وقال اللواء الأحمر إن انضمامه مع قيادات عسكرية بارزة، «شكل عامل توازن على كبح جماح العنف والاقتتال الذي كنا نخشى على الوطن منه، والانتصار لمطالب أبناء شعبنا». وجدد الأحمر دعوته بإخراج معسكرات الجيش من عواصم المدن، وقال: «نجدد دعوتنا بإخراج كافة معسكرات الجيش من كل عواصم المدن والاستفادة من مواقع هذه المعسكرات في العملية التنموية والمتنفسات للمدن». وتابع «من الضروري أن تكون المعسكرات بعيدة عن الأحياء السكنية».

في سياق آخر، وصلت إلى مطار صنعاء الدولي أمس طائرة شحن سعودية على متنها 70 طنا من المواد الغذائية تمثل الدفعة الأولى من إجمالي المعونة البالغة 200 طن المقدمة من المملكة العربية السعودية للنازحين في اليمن. وقال هاشم الحملي مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «إن المواد الغذائية تشمل القمح والأرز والزيت وحليب الأطفال والبسكويت»، مشيرا إلى أن «الدفعة الثانية من المعونة السعودية ستصل (غدا) الجمعة، والدفعة الثالثة (بعد غد) السبت»، موضحا أن «هذه المعونة تعد تجسيدا لعمق العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ونحن باسم الحكومة نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولشعب المملكة على هذه المساعدة».

وفي عدن قتل 29 عنصرا من «القاعدة» في قصف عنيف نفذه الجيش اليمني اليمن، اعتبارا من الثلاثاء ضد مواقع للتنظيم في منطقة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، حسب ما أفاد مسؤول محلي أمس.

وجرى القصف المدفعي من الأرض ومن مياه خليج عدن. وقد تركز على شمال وشمال شرقي زنجبار وهي مدينة يسيطر عليها تنظيم «أنصار الشريعة» المرتبط بـ«القاعدة» منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، بحسب المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه. وأفاد المسؤول بأن «جثث 29 عنصرا من (القاعدة) قتلوا في القصف، قد دفنت في جعار»، وهي مدينة قريبة من زنجبار يسيطر عليها المسلحون الإسلاميون المتطرفون.

وتكثف القصف صباح أمس، بحسب ما أفاد شهود. وقال أحد الشهود «يبدو أن القصف مصدره البحر».

من جهته، قال مصدر عسكري إن جنديا قتل وأصيب أربعة آخرون مساء الأربعاء في اشتباكات مع مقاتلي «القاعدة» بالقرب من زنجبار، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

إلى ذلك، قتل 5 عناصر من «القاعدة» في مواجهات مع وحدات الجيش في منطقة حضرموت (جنوب شرق) الصحراوية، بحسب مصدر عسكري. واندلعت هذه المواجهات غداة اختطاف ضابط في المخابرات من مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، من قبل مقاتلين تابعين لـ«القاعدة». وقد قام هؤلاء بقتل الضباط ذبحا، بحسب مصدر من الشرطة اليمنية.

وفي الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية، فتح الجيش النار صباح أمس على سيارة رفضت التوقف عند حاجز تفتيش عسكري، مما أسفر عن مقتل طفل ووالدته، بحسب مصدر من الأمن. وذكر المصدر نفسه أن عناصر يعتقد أنهم من «القاعدة» أطلقوا النار على الحاجز بعد هذه الحادثة، مما أسفر عن إصابة جنديين بجروح.