الرباط: السنوسي دخل المغرب بهوية مزورة

ليبيا تبدأ قريبا محاكمة مسؤولين من نظام القذافي

TT

قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن عبد الله السنوسي، الرئيس السابق للمخابرات الليبية، دخل المغرب باستعمال هوية مزورة. وكان السنوسي قد اعتقل السبت الماضي بمطار نواكشوط قادما من الدار البيضاء. وأوضح الخلفي، الذي كان يتحدث أمس في لقاء صحافي، أن «السلطات المغربية تأكدت بعد اتصالها بالسلطات الموريتانية أن السنوسي دخل المغرب بهوية مزورة لم تكن مسجلة لدى الإنتربول والسلطات الليبية».

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي موريتاني مساء أول من أمس لوكالة الصحافة الفرنسية، أن موريتانيا «لم تقطع أي تعهد» حيال ليبيا بشأن تسليمها السنوسي. ونفى بذلك إعلان مسؤول ليبي أن السنوسي سيسلم إلى طرابلس قريبا.

وردا على سؤال مساء أول من أمس في طرابلس حول نفي السلطات الموريتانية تسليم السنوسي، كرر ناصر المناع مستشار الحكومة الليبية والمتحدث باسمها القول إن نواكشوط وافقت على ترحيل السنوسي إلى ليبيا. وقال «أؤكد مجددا أن السلطات الموريتانية وافقت والتزمت» بتسليم السنوسي.

وفي غضون ذلك، تعتزم السلطات الليبية البدء «قريبا» في محاكمة مسؤولي النظام السابق، تحت ضغط منظمات حقوقية.

وقال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة عبد الرحيم الكيب، لوكالة الصحافة الفرنسية «نبشر إخواننا وأخواتنا والعالم بأننا سنبدأ بمحاكمات أعوان النظام السابق في أسرع وقت ممكن». وأضاف أن «ليبيا ستحاكم قريبا الذين أذنبوا في حق الشعب الليبي وسرقوا أمواله وعذبوا وظلموا وقتلوا وشنعوا بالشعب الليبي، لكننا سنعطيهم الفرصة بمحاكمة عادلة». ووجه النائب العام الليبي، عبد العزيز الحصادي، رسائل نصية إلى المواطنين الليبيين تدعوهم إلى «تقديم ما بحوزتهم من مستندات أو معلومات تخص أعوان النظام السابق (من دون أن يحددهم) لتقديمهم إلى المحكمة مباشرة».

ويقبع عدد من المسؤولين السابقين ومئات من أنصار القذافي منذ أشهر وبعضهم منذ أكثر من عام، في عشرات السجون التي يسيطر على معظمها أفراد ميليشيا من المتمردين السابقين ولا تخضع لسيطرة السلطات.

وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي عن مدينة مصراتة سليمان فورتية، إن «أكثر من ثلاثة آلاف شخص من أعوان القذافي موجودون في سجون مصراتة ينتظرون المحاكمة». وأضاف أن هؤلاء السجناء «يعاملون معاملة جيدة وأهاليهم يتمكنون من زيارتهم»، مؤكدا أن محاكماتهم «ستكون عادلة».

من جهته، قال رئيس لجنة السياسات والشؤون الخارجية بالمجلس فتحي البعجة، لوكالة الصحافة الفرنسية «كانت هناك بعض الأمور التي أخرت محاكمات أعوان النظام السابق، وهي عدم توفر بعض الشروط التي يجب توفرها عند إجراء أي محاكمة عادلة منها إنشاء سجون ملائمة لاحتجاز المتهمين بها وعدم تفعيل بعض أجزاء النظام القضائي في ليبيا». وتابع «أعتقد أنه إذا ما تم تسليم السنوسي فإن محاكمته هو وسيف الإسلام القذافي ستتم في القريب العاجل وقبل انتخابات المؤتمر الوطني العام»، وأضاف أن «الترتيبات تسير بشكل سليم». والسنوسي وسيف الإسلام القذافي ملاحقان من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية».

وقال مندوب ليبيا لدى محكمة الجنايات الدولية أحمد الجهاني، إن «المحكمة بدأت تضغط على ليبيا إما بدء محاكمة سيف الإسلام وإما تسليمه لها، لذلك رأينا هذا التهافت منها لتسلم السنوسي من موريتانيا». وأضاف أن «القضاء الليبي نزيه ويمكن له تحقيق العدالة في كل القضايا المنظورة أمامه».

من جهته، قال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا، سالم أقنان «كانت لدينا مشكلة أن يكون مكان السجن والمحاكمة في مقر واحد». وأضاف «الآن استطعنا أن نجهز مكانين أحدهما في طرابلس والآخر في بنغازي، وسينقل جميع أعوان القذافي ومن هو مطلوب للمحاكمة إليهما لتتم محاكمتهم»، مؤكدا أن هذه المحاكم ستبدأ في القريب العاجل. وتابع أقنان «نحن الآن بصدد إصدار مذكرات اعتقال بحق الفارين من أعوان القذافي».