نزوح جديد من القصير وجوارها إلى لبنان استباقا لحملة واسعة تحضر لها الفرقة الرابعة

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: خوفنا الأكبر من اغتصاب النساء كما حصل في حمص

TT

شهدت الحدود اللبنانية - السورية من جهة بلدة القاع البقاعية، حركة نزوح جديدة لمواطنين سوريين، باتجاه المناطق اللبنانية الحدودية، خصوصا من مدينة القصير والبلدات المجاورة لها، لا سيما النظارية وربلة التي تتعرض لقصف عشوائي، ويأتي هذا النزوح الكثيف نسبيا نتيجة تخوف الناس من عملية عسكرية تحضر للمنطقة لتطهيرها من الثوار وعناصر الجيش الحر، كما نقل أمس المواطن السوري محمد تاج الدين عن طريق بلدة عرسال البقاعية الحدودية، وهو مصاب بطلق ناري في رأسه داخل الأراضي السورية، وأدخل مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس قرب مدينة بعلبك لتلقي العلاج.

وكشف الناشط السوري أنس أبو علي، عن «حركة نزوح كثيفة في الساعات الـ24 الأخيرة، بسبب المعلومات التي تتحدث عن حملة عسكرية كبرى تحضر لها الفرقة الرابعة (التي يرأسها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد)، وتستهدف القصير والبلدات المؤيدة للثورة». وأكد أنس لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخوف لم يعد من القتل والمجازر التي تزداد يوميا للقوات النظامية، إنما الخوف من اغتصاب النساء كما حصل في حمص وغيرها، خشيتنا كبيرة على أعراضنا وكراماتنا، لأن هذا النظام ليس له دين ولا أخلاق ولا قيم». ولفت إلى أن «الجيش السوري النظامي أعاد زرع الألغام على الحدود مع لبنان، لكن شباب الثورة يعرفون بعض الممرات السرية التي يؤمنون عبرها خروج العائلات إلى المناطق اللبنانية المجاورة في البقاع وشمال لبنان، وتمكنوا (الثوار) في الساعات الماضية من إجلاء أكثر من 500 شخص جلهم من النساء والأطفال إلى البقاع»، مشيرا إلى أن «هذا النزوح المتواصل جعل مدينة القصير فارغة بنسبة 75 في المائة، وبلدات أخرى شبه خالية من سكانها».

وأشارت مصادر ميدانية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هناك تدفقا جديدا لعائلات سورية من قرى وبلدات هيت والسماقية والبويت، وأخرى من حمص والقصير وصلت إلى جبل أكروم ووادي خالد». وأكدت أن «هذه العائلات بحالة إنسانية صعبة للغاية وتحتاج إلى المساعدة، لا سيما أن معظمهم لم يحملوا معهم إلا ثيابهم التي يرتدونها». وشددت على «الحاجة إلى تقديم المساعدات لها من المؤسسات الإنسانية لأن حاجاتهم تفوق طاقة أهالي المنطقة الذين يستقبلونهم في بيوتهم».

إلى ذلك، قام «ائتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين»، بالتعاون مع معهد البخاري الشرعي بتوزيع 800 حصة غذائية على الأسر النازحة في قرى الرامة والعماير والهيشة والبقيعة في وادي خالد، وفي بلدتي مشتى حسن ومشتى حمود. وتضمنت هذه الحصص مواد غذائية وتنظيفية وملابس وتمورا، ويستكمل الائتلاف عملية التوزيع إلى بقية مناطق عكار في الأيام المقبلة.