آلاف اليمنيين يطالبون بسحب الحصانة من صالح.. وأنصاره يحتفلون بميلاده السبعين

25 قتيلا وجريحا من نازحي حجة.. وموجة الغبار توقف المعارك في زنجبار

آلاف اليمنيين يطلقون هتافات ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

طالب آلاف اليمنيين، أمس، بنزع الحصانة القانونية عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتقديمه للمحاكمة، في وقت أعلن فيه حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، تنظيم احتفال بميدان السبعين بصنعاء، بمناسبة عيد ميلاد صالح السبعين، وقتل في محافظة حجة، شمال البلاد، 10 أشخاص وأصيب 15 آخرون، في انفجار ألغام زرعها حوثيون على الطريق.

واحتشد عشرات الآلاف من المحتجين في ساحات الحرية والتغيير بمحافظات البلاد، في ما سموه «جمعة القصاص مطلبنا»، مطالبين بتقديم «علي عبد الله صالح، وأعوانه، للمحاكمة جرَّاء الجرائم التي ارتكبوها في حق شباب الثورة، وأبرزها مجزرة (جمعة الكرامة) العام الماضي». وأكد المحتجون استمرار ثورتهم واعتصاماتهم حتى تحقيق أهدافهم، وسخر خطيب شارع الستين بالعاصمة صنعاء من «مطالبة مجلس النواب بالتحقيق في أحداث عنف وقعت داخل ساحة التغيير بصنعاء الأسبوع الماضي»، وقال: «على مجلس النواب التحقيق في قضايا نهب الأراضي من قبل متنفذيه، والتحقيق في أعمال القتل التي تعرض لها الشباب أثناء الاحتجاجات».

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، إقامة احتفال بميدان السبعين بصنعاء، بمناسبة عيد ميلاد صالح السبعين، وبحسب موقع «المؤتمر نت»، فإن «أنصار ومحبي صالح، احتفوا، مساء أمس الجمعة، بما سموه (يوم الوفاء 21 مارس) الذي يصادف عيد الميلاد (السبعين) لصالح»، الذي يترأس المؤتمر الشعبي العام. وذكر الموقع أن هذا الاحتفال «يأتي تعبيرا عن مدى الامتنان الذي يولونه لشخصه، وعرفانا بجهوده في خدمة الوطن خلال مسيرة حياته الحافلة، واعتزازا بالإنجازات التي حققها خلال 3 عقود، هي فترة قيادته لليمن، وهي الإنجازات التي يشهد بها القاصي والداني».

في السياق الأمني، قتل وجرح 25 شخصا، من نازحي المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين، المتمردة، ومسلحي القبائل في محافظة حجة شمال اليمن، وقالت الداخلية اليمنية: إن 10 أشخاص قُتلوا وجرح 15 آخرون، أثناء عودة النازحين إلى مناطق سكنهم في عاهم بمديرية كشر؛ حيث انفجرت 3 ألغام أرضية أثناء مرور موكبهم. واتهمت شخصيات قبلية جماعة الحوثيين بزرع الألغام. ونزح المئات من اليمنيين، من مناطق القتال في عاهم، جرَّاء محاولة الحوثيين السيطرة على هذه المناطق، بحسب المصادر القبلية.

إلى ذلك، قال المكتب الإعلامي للحوثيين في صعدة: إن عبوة ناسفة انفجرت في مدينة صعدة خلف السوق المركزية، كانت تستهدف مسيرة للحوثيين. وأوضح المكتب في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «العبوة انفجرت قبل دقائق من وصول المتظاهرين، ولا توجد أي إصابات».

وفي محافظة عدن، كبرى مدن الجنوب، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين مسلحين يُعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، وجنود من الأمن والجيش في منطقة المعاشيق، حيث يقع القصر الجمهوري، ومؤسسات حكومية فيها، وقال شهود عيان: «إن الاشتباكات اندلعت بعد صلاة الجمعة، أثناء تشييع جثمان امرأة قُتلت في اشتباكات سابقة في مدينة المعلا وسط عدن». وذكر مواطنون أن «مسلحين انتهزوا موكب تشييع الجثمان وأطلقوا الرصاص من بنادق كلاشنيكوف، على جنود متمركزين بمدخل أحد الشوارع، ورد عليهم الجنود بالأسلحة الرشاشة، ولم تسفر هذه الاشتباكات عن أي إصابات».

وفي مدينة لود، بمحافظة أبين الجنوبية، نجا قيادي في اللجان الشعبية من محاولة اغتيال، بعد زرع مسلحين يتبعون جماعة «أنصار الشريعة» عبوة ناسفة أمام منزله، وقال مصدر محلي في المدينة لـ«الشرق الأوسط»: «إن العبوة انفجرت قبل خروج محمد عيدروس، وهو قيادي بملتقى شباب لودر، من منزله ظهر أمس، ولم يُصَب أحد بأذى جرَّاء ذلك»، وذكرت المصادر أن «القاعدة» تقف وراء هذه العملية، التي تأتي كرد فعل للموقف المناوئ لهم من قبل الجان الشعبية التي أعلنت مسؤوليتها عن حماية مدينتهم من عناصر «القاعدة».

وفي مدينة زنجبار، تسببت موجة الغبار التي تشهدها المدينة بإيقاف المواجهات المسلحة بين قوات الجيش وجماعة «أنصار الشريعة»، وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»: «إن الوحدات العسكرية أوقفت القصف المدفعي والجوي منذ يومين، بسبب انعدام الرؤية في مناطق القتال في زنجبار وجعار».

في سياق متصل، نفت جماعة «الشريعة» مقتل 29 من مقاتليها بقصف صاروخي الخميس الماضي. وقال مصدر مقرب منهم لـ«الشرق الأوسط»: «لم يحدث قصف الخميس، والقتلى الذين تم دفنهم في مدينة جعار سقطوا في اشتباكات متفرقة خلال الأيام السابقة، في كل من زنجبار وجعار».

في السياق نفسه، ضبطت السلطات الأمنية في محافظة حجة شحنة أسلحة يشتبه بأنها تتبع تنظيم القاعدة، وقالت وزارة الداخلية في بيان لها: «إن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها تحوي قواذف آر بي جي، و7 ألغام محلية الصنع، وبندقية قناصة، بالإضافة إلى 4 قطع سلاح كلاشنيكوف، و8 قذائف آر بي جي، إلى جانب 14 صاعقا، و5 ألغام توقيتية، ونحو 1500 طلقة رصاص وبطاقات شخصية وعسكرية لعدة أشخاص، وجهاز كومبيوتر محمول»، مشيرة إلى أن رجال الأمن في منطقة عبس المحابشة اعتقلوا مشتبها بانتمائه إلى «القاعدة» يدعى زايد علي شوعي عبود الأسدي، 22 عاما. كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد تعهد بـ«التصدي الحازم للإرهاب والتطرف بكل أشكاله وألوانه وجنسياته»، كما استبعد مصدر رسمي مشاركة «القاعدة» في مؤتمر الحوار المقرر أن يبدأ أعماله الشهر المقبل.