أتوبيسات القوات المسلحة تواجه إضراب سائقي الحافلات

المصريون استقبلوها بفرح ورددوا: «إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه»

TT

مع تدخل القوات المسلحة على خط أزمة المواصلات العامة التي عمت القاهرة وعددا من المحافظات، وفيما بدا محاولة لاستعادة الدفء المفقود في العلاقة بين المجلس العسكري (الحاكم) والشعب، استعاد المصريون أمس وعلى سبيل الفكاهة المثل الشعبي الشهير «إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه»، والذي يمثل احتفاء بما يتميز به الجيش المصري من الانضباط والاستقرار.

ويأمل المصريون، وفي ظل عجز الحكومة أن يجدوا حلولا على يد الجيش لأزماتهم، وهو ما قامت به المؤسسة العسكرية في مصر أمس بعدما دفعت بعشرات من الحافلات المجهزة لمواجهة إضراب عمال النقل العام.

فبعد أكثر من ثمانية أيام متواصلة من غياب حافلات النقل العام عن شوارع القاهرة، فوجئ المواطنون أمس بنزول حافلات تابعة للقوات المسلحة المصرية على جميع خطوط حافلات النقل العام المضربة عن العمل، وقال بيان للقوات المسلحة بخصوص هذه الأزمة إن الدفع بحافلات نقل الجنود الخاصة بالقوات المسلحة المصرية إلى الشوارع جاء في إطار حرص القوات المسلحة وإسهاما منها في حل أزمة مواصلات جهاز النقل العام. وقال البيان إن إضراب النقل العام «أدى إلى الإضرار بمصالح المواطنين، مضيفا إن القوات المسلحة: «قامت بتوفير العديد من أتوبيسات جهاز النقل للقوات المسلحة للعمل في جميع الاتجاهات وفي توقيت متزامن بما يحقق السيولة في المواصلات بالعديد من الميادين الرئيسية منها رمسيس والعباسية والرماية وإمبابة والجيزة والحجاز والمقطم والشرابية».

وأضاف البيان الذي صدر أمس الجمعة عن القوات المسلحة، أنه «ستكون توقيتات العمل تبدأ اعتبارا من السادسة صباحا وحتى السادسة مساء، ويعد ذلك مشاركة من القوات المسلحة لعودة الحياة لطبيعتها كجزء من رد الجميل للشعب المصري الذي يقف دائما بجانب قواته المسلحة».

وكانت القوات المسلحة هددت إبان إضراب عمال النقل العام الأول قبل عدة أسابيع بالدفع بحافلاتها إذا لزم الأمر لتسيير أمور المواطنين وهو التهديد الذي دفع العمال لفض اعتصامهم الأول عائدين إلى العمل بعد وعود من الحكومة بتلبية مطالبهم بزيادة الأجور والمعاش، ونقل تبعيتهم لوزارة النقل، إلا أنهم عادوا للإضراب مرة أخرى بسبب ما سموه عدم وفاء الحكومة بوعودها لهم مما دفع القوات المسلحة بالدفع بحافلاتها إلى الميادين والشوارع الرئيسية لحل الأزمة التي طالت المواطنين البسطاء ممن يعتمدون على وسائل النقل العام (الرخيصة) في تنقلاتهم اليومية.

وتلقى المواطنون بدء عمل حافلات القوات المسلحة، التي كتب عليها شعار «الجيش والشعب إيد واحدة»، بدلا من حافلات النقل العام بالبهجة، وحسبما يقول أحد المواطنين: «الجيش هو اللي بيحسم، ويراعي مصالح الشعب، وكلام الحكومة حبر على ورق». وزاد من حالة السرور أن معظم الحافلات كانت بحالة جيدة وساعدت الكثيرين على الوصول إلى وجهاتهم دون التزاحم على سيارات النقل الخاص التي لم يجدوا بديلا لها طوال الأيام الماضية.

وتواجه الحكومات المصرية المتلاحقة منذ الثورة موجات من المطالب الفئوية التي قالت إنها لا تستطيع تلبيتها جميعا خاصة أن المطالب تتعلق بتحسين الرواتب والأجور لموظفي الدولة. ويشهد قطاع النقل في مصر خللا كبير منذ عدة أشهر حيث توالت الإضرابات والاعتصامات.