حماس تتهم السلطة بالتورط في مؤامرة لإحكام الحصار على القطاع

بعد ساعات من إدخال السولار من إسرائيل إلى غزة بوساطة من عباس

فلسطينيون في غزة ينتظرون وصول السولار الصناعي أمس (أ.ب)
TT

شنت حركة حماس في قطاع غزة أعنف هجوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ سنوات، متهمة إياه بالمشاركة بحصار غزة في نواح مختلفة، متعهدة بإسقاطه، بعد شهر ونصف الشهر على توقيع اتفاق الدوحة في العاصمة القطرية. وقال عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، في مسيرات «أسبوع إنارة غزة وكشف المؤامرة» التي شارك فيها عشرات آلاف المؤيدين لحماس في غزة، أمس «لدينا وثائق ومحاضر اجتماعات تؤكد تورط سلطة رام الله مع (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) الموساد والمخابرات المركزية الأميركية وجهات أمنية عربية (في مؤامرة) من أجل إحكام الحصار على غزة. لقد صنعوا أزمة الوقود والكهرباء، وأزمة الدواء، أيضا، بلا رحمة ولا أخلاق ولا وطنية». وأضاف «سنكشف عن محاضر الاجتماعات في الوقت المناسب». واستطرد «سنسقط هذه المؤامرة كما أسقطنا غيرها، وسيتحمل هؤلاء ثمن خستهم وحصارهم ومؤامرتهم على شعبنا».

ووصف الحية المؤامرة الحالية، بأنها «امتداد للمؤامرات السابقة». وقال إنها كانت تتركز على «اشتداد الحصار على حماس حتى تصل إلى الاعتراف بالاحتلال». ووجه رسالة إلى قيادة السلطة قائلا «لا تظنوا أن حماس جاءت للمصالحة عن ضعف بل أكثر قوة». واتهم حركة فتح بإصدار تعاميم لعناصرها في غزة بإثارة أزمة الكهرباء يوميا وتسيير مسيرات عفوية، وصولا إلى عصيان مدني ومن ثم إسقاط حماس، وتابع «بين أيدينا وثيقة لنواب حركة فتح غزة من سنتين تدعو حكومة فياض غير الشرعية لعدم إرسال الوقود لغزة ودفع حماس لجباية الأموال من الناس من أجل الصدام معهم»، ولا يعرف إذا ما كان الحية يتحدث عن هذه الوثائق أم أنه يقصد أخرى حديثة.

وانضم مشير المصري، أمين سر كتلة حركة حماس في المجلس التشريعي، إلى الحية وشن هجوما أكثر عنفا على أبو مازن والسلطة. وقال المصري «عباس وزمرته لن يمروا من خلال أزمة الوقود المفتعلة»، مضيفا «لعنة غزة ستلاحق من نصب نفسه زعيما لفلسطين». وأضاف «نحمل المسؤولية عن حصار غزة وأزمتي الكهرباء والوقود إلى السلطة برام الله التي ارتضت لنفسها أن تتحالف مع الاحتلال وتتفق معه وتمارس معه التنسيق الأمني لذبح المقاومة». وتابع «الثورة لن تكون على حدود غزة فقط، بل ثورة ستطال كل المتواطئين والمتحالفين، مثلما لعنت غزة الأنظمة التي تحالفت ضدها في الحرب الأخيرة وسقط رؤساؤها».

وأكد المصري وجود الوثائق التي تحدث عنها الحية، ومضى يقول «بين يدي المصالحة وفي إطار المشاورات التي تجري بالقاهرة كان قادة السلطة في فبراير (شباط) الماضي يجلسون في إحدى العواصم العربية مع الصهاينة والأميركان ليخططوا ضد حماس وغزة». وأضاف «نقول لعباس هل جزاء الإحسان إلا الإحسان بعد أن سلمت لك حماس بالرئاسات جميعا، هكذا تخطط ضد حماس وضد الشعب؟! لكن من يراهن على إسقاط حماس هو الذي سيسقط، ولن تنكسر غزة».

ويشير حديث المصري إلى تراجع حماس عن الاتفاق بتولي أبو مازن رئاسة الحكومة، وهو موقف شبه معروف في غزة بخلاف ما تريده حماس في الخارج، لكنه تعزز الآن وأعلن على الملأ مع اتهامات جديدة لعباس والتهديد بإسقاطه، ولم تعقب حماس في الخارج فورا على هذه التصريحات.

والاتهامات لعباس بمحاصرة غزة وإغراقها بالظلام ليست جديدة وتأتي بعد ساعات فقط من إدخال الوقود الصناعي إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لأول مرة منذ نحو عام. وتنفي السلطة ذلك وتقول إنها تدفع أكثر من نصف ميزانيتها للقطاع.

وقالت السلطة أمس إنها نجحت بإدخال كميات من السولار الصناعي الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء في غزة، بعد أن ابتاعت السولار من شركة «دور ألون» الإسرائيلية. وفعلا سمحت إسرائيل لتسع شاحنات تحمل 450 ألف لتر من الديزل (سولار) بدخول قطاع غزة في الصباح، ومن المفترض أن تدخل دفعة أخرى مماثلة في المساء، ليصل إجمالي الوقود إلى 900 ألف لتر، بعد أن صدق منسق أعمال الحكومة الميجر جنرال إيتان دانغوت على فتح المعبر جزئيا لهذا الغرض.

وستساعد هذه الكمية على إعادة عمل محطة توليد الطاقة في غزة والتي تغذي ثلث احتياجات القطاع ليومين على الأقل، وتحتاج المحطة من 300 إلى 400 ألف لتر وقود.

وكانت المحطة قد توقفت منتصف فبراير لعدم توفر الوقود اللازم بعدما شددت مصر من إجراءاتها على الحدود ومنعت تهريب الوقود إلى القطاع.

وقال رئيس المعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، إن «الجهود التي بذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الحكومة سلام فياض والأشقاء المصريون مع الجانب الإسرائيلي تكللت بالنجاح».

وردت حماس على إعلان السلطة التوصل إلى اتفاق لإدخال الوقود إلى غزة، بإعلانها أنها تقف وراء ذلك وليس السلطة. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، في بيان «الاتصالات واللقاءات بين الحركة والحكومة (في غزة) استمرت مع المسؤولين المصريين بشكل يومي وعلى مدار الساعة، وبناء على ذلك فقد أبلغنا من الإخوة المصريين بأنه سيتم ضخ الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء وهو ما تم اليوم (أمس) فعلا»، مشيرا إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق «لعب دورا خاصا مع الإخوة المصريين» من أجل تسهيل مرور الوقود. وأكد استمرار الجهود لتوفير حل جذري لهذه الأزمة.

ومن المفترض أن تحل المشكلة جذريا بالاتفاق مع مصر على سعر لتر السولار، ومن أين سيدخل إلى القطاع.