خبراء: المنطقة الأفغانية الباكستانية مركز الإرهاب الدولي

القادمون من أوروبا 3 فئات.. ومن 2009 عادوا كـ«خلايا نائمة»

TT

إن كان الخبراء ما زالوا عاجزين عن توضيح ما إذا كان محمد مراح منفذ هجمات تولوز عضوا في شبكة جهادية منظمة أو إرهابيا منفردا، فالأمر المؤكد بنظرهم أن المناطق القبلية التي أقام فيها على الحدود الباكستانية الأفغانية تبقى المركز الرئيسي للإرهاب في العالم.

وأجمعت كل الأطراف على تأكيد قيام مراح برحلة إلى قلب المناطق القبلية شمال غربي باكستان على الحدود مع أفغانستان، وهي المناطق التي تعتبر الملاذ الأول لـ«القاعدة» في العالم.

ويمكن تصنيف الشبان القادمين مثله من أوروبا إلى تلك المناطق في ثلاث فئات: الهامشيون القادمون بحثا عن مغامرة، والذين يسارعون للعودة إلى ديارهم لعدم العثور على من «يتكفل بهم»، والذين يتدربون على «الجهاد» في أفغانستان، غير أنهم يعودون دون الانخراط في شبكة منظمة، وهؤلاء قد يتحولون إلى «جنود تائهين». وأخيرا الذين يتدربون في صفوف «القاعدة» وحركة طالبان باكستان ويصبحون مقاتلين حقيقيين جاهزين لتنفيذ عمليات. ولا يدري خبراء مكافحة الإرهاب الذين تم استجوابهم في باكستان وأفغانستان وأوروبا في أي من الفئات الثلاث يمكن تصنيف محمد مراح البالغ من العمر 23 عاما.

وقال خبير غربي طلب عدم كشف اسمه إن المناطق القبلية هي «ميدان التدريب التاريخي» للمجندين الشباب القادمين من أوروبا والمغرب وآسيا الوسطى وحتى الولايات المتحدة، وهي تبقى اليوم «أكبر مركز للإرهاب الدولي».

وقال خبير آخر إن «خطر إف - باك (منطقة أفغانستان وباكستان) لم يتراجع، ولو أن تدفق هؤلاء الجهاديين الشباب تقلص منذ عام 2009 بسبب هجمات الطائرات دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)» معتبرا أن المناطق القبلية لا تزال «المحرك النووي للإرهاب الدولي» على حد قوله.

وتابع المصدر الواسع الاطلاع أن «مأساة تولوز تذكرنا بذلك، أيا كانت الفئة التي ينتمي إليها القاتل في نهاية المطاف»، مشيرا إلى أن جميع الاعتداءات أو محاولات الاعتداء التي وقعت منذ عام 2001 في دول غربية، من مدريد إلى لندن مرورا بفرانكفورت وساحة تايمز سكوير في نيويورك، تعود جذورها إلى هذه المناطق الباكستانية.

وأوضح مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية أن من الصعب عزل الوافدين من المغرب أو الوافدين من أوروبا ذوي الأصول العربية، بين «نحو ألفي مقاتل أجنبي في صفوف (القاعدة) معظمهم من العرب والاوزبك، ما زالوا موجودين في المناطق القبلية».

وقال ضابط باكستاني آخر إن «بينهم أوروبيين منهم فرنسيون وباكستانيون وأتراك، لكننا لا نعرف عددهم تحديدا». وما زال هناك اليوم بحسب مصدر غربي بضع عشرات «من الأوروبيين الذين تم التعرف إليهم» بينهم «أقل من خمسة فرنسيين» في المناطق القبلية وهم «تحت مراقبة خاصة».

وردا على سؤال عن العناصر الذين لم يتم رصدهم قال أحد المصادر إنهم «إن تمكنوا من الاتصال بالشبكات المرتبطة بـ(القاعدة)، عندها ثمة فرص كبيرة بأن يكتسبوا الخبرة الضرورية لارتكاب الأسوأ إن عادوا إلى أوروبا».

وقال خبير غربي إن «من بين عشرات (المتطوعين الأوروبيين) بين 2007 و2010، نقدر عدد الفرنسيين أو ذوي الجنسيتين الوافدين بنحو ثلاثين، رصدت منهم الأجهزة الفرنسية 15 وضعتهم تحت المراقبة، وذلك بفضل تعاون الأجهزة الأخرى ولا سيما الباكستانية».