جهات أمنية إسرائيلية تنتقد إهمال الفرنسيين لمراح وباريس ترد: زار إسرائيل

بعد انتهاء وقت المديح لفرنسا

TT

بعد أن انتهى وقت المدائح لتصرفات القيادة الفرنسية إزاء عملية الإرهاب في تولوز، بدأ الإسرائيليون في حملة انتقادات شديدة ومهينة لأجهزة الأمن الفرنسية، متهمة إياها بالعمل غير المهني وبالإهمال. وقالت: إنه كان بالإمكان منع الجريمة لو أن الأمن الفرنسي عمل بشكل مهني. وأغضبت هذه الحملة الفرنسيين، فردوا عليها بشكل غير مباشر، بالكشف، عبر مصادر أميركية، أن منفذ العملية محمد مراح كان أيضا قد زار إسرائيل ولم تقم هذه باعتقاله.

وبدت الحملة الإسرائيلية، أمس وأول من أمس، شبه منظمة، إذ شملت جميع وسائل الإعلام. وحرص على المشاركة فيها مسؤولون عسكريون وضباط مخابرات وشرطة سابقون، حتى لا تتهم الحكومة بإدارتها. ولكن مصادر سياسية وأمنية أكدت أن ما يقوله المسؤولون السابقون يلائم تماما مواقف المسؤولين الحاليين في إسرائيل.

ودارت الاتهامات الإسرائيلية بالأساس حول المحور القائل بأن مراح كان قد أظهر عدة إشارات تدل على أنه إرهابي وذو علاقة مع تنظيمات مشبوهة بعلاقاتها مع «القاعدة»، وكان يجب اعتقاله والتحقيق معه بعمق حول سفره إلى باكستان وأفغانستان وعدد من دول الشرق الأوسط. وأن مواطنة فرنسية تقدمت بشكوى رسمية ضده لدى الشرطة قبل فترة وجيزة من العملية، فاعتقل وجرى التحقيق معه بشكل سطحي ثم أطلق سراحه.

وكان أبرز المنتقدين للفرنسيين، الجنرال أليك رون، وهو ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي خدم في الضفة الغربية ثم نقلوه قائدا للواء الشمال في الشرطة ومسؤول عن قتل 13 مواطنا عربيا في إسرائيل (فلسطينيي 48). وأدلى بتصريحات لجميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، أمس، قال فيها إن «أداء الفرنسيين كان بمثابة فضيحة لأجهزة الأمن في العالم الغربي الحديث». وتساءل: «قوات الأمن الفرنسية معروفة بقدراتها العالية، فكيف يمكن أن تسمح لنفسها بإبقاء قضية كهذه 32 ساعة من دون حل؟».

وأضاف رون أن ظروف وجود مراح في شقته كانت مثالية لتنفيذ عملية نظيفة للسيطرة عليه خلال بضع ساعات قليلة واعتقاله حيا. فهو كان وحيدا في الشقة، ولم تكن معه متفجرات. وخريطة الشقة كانت معروفة تماما للمخابرات الفرنسية، بل إنها نجحت منذ الدقائق الأولى في زرع كاميرات حديثة تصور ما يدور داخل الشقة طيلة الوقت.

وأضاف رون أنه كان قد زار قوات التدخل الخاصة في القوات الفرنسية سنة 1988 وخرج يومها بانطباعات ممتازة. ولكنه يشعر اليوم بأن أداء الفرنسيين، ليس فقط تراجع كثيرا بل إنه مهين.

ووافق رون على انتقاداته، أساف حيفتس المفتش العام الأسبق للشرطة الإسرائيلية. فقال: إنه يتحفظ على استخدام كلمة مهين، ولكنه يوافق على أن السيطرة على مراح كان يفترض أن تكون عملية بسيطة، وأن العلامة التي يعطيها للقوات الفرنسية على أدائها لا تتعدى «غير كاف».