الجيش السوري يستهدف إدلب ويقصف حمص بالصواريخ والمدفعية

اشتباكات ليلية في أحياء دمشق

سوريات يغادرن السرمين بصحبة أطفالهن أمس بعد القصف الذي تعرضت له وتشهد المنطقة حركة نزوح مكثفة (أ.ف.ب)
TT

كانت مدينة سراقب في محافظة إدلب في عين العمليات العسكرية التي شنتها القوات السورية يوم أمس إذ اقتحمت المدينة المحاصرة منذ أشهر بالدبابات، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، منفذة عمليات اعتقال واسعة تزامنت مع دوي أكثر من انفجار.

ولم تسلم مدينة حمص بالأمس أيضا من صواريخ جيش النظام السوري التي استهدفت وسط المدينة ما أدى إلى اشتعال الحرائق في المحلات التجارية. كما تجدد القصف على أحياء حمص القديمة والخالدية والحميدية وباب هود. وطال القصف المدفعي مدينة القصي، في وقت تحركت فيه بعض المدرعات بالقرب من حاجز المشتل. وبثت مواقع الثورة السورية صورا قال ناشطون إنها التقطت يوم أمس في حي الخالدية تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مبان يقولون: إن النيران اشتعلت فيها بعد تعرضها للقصف. ومن إدلب، قال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نور الدين العبدو إن «26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة إلى قسمين». وأضاف في اتصال عبر «سكايب» أن «الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات»، مشيرا إلى «سماع أصوات انفجارات في المدينة، بينما لا يجرؤ أحد على الخروج من منزله». وأوضح العبدو أن المدينة مطوقة منذ العاشر من شهر يونيو (حزيران)، وأن قوات النظام «اقتحمتها من قبل مرات عدة ثم انسحبت منها بعد حملات تمشيط واعتقالات».

وقال ردا على سؤال أن الجيش السوري الحر «متواجد بكثافة في المدينة، إلا أنه ينكفئ لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنبا لإيذاء المدنيين والتسبب بالدمار»، مشيرا إلى أنه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها.

وذكر العبدو أن قوات النظام نفذت اليوم أيضا «حملة دهم وتفتيش وإحراق للمنازل ونهب» في بلدة احسم في جبل الزاوية في إدلب. وقال: إن الجيش السوري «انسحب عصر الجمعة من مدينة سرمين، وترك حاجزا كبيرا عند المدخل الشرقي للمدينة». وأضاف أن القوات السورية «خلفت وراءها دمارا هائلا» في المدينة الواقعة في المحافظة نفسها والتي كانت اقتحمتها الخميس. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتحام «القوات العسكرية السورية لأحياء في مدينة سراقب ترافقها آليات عسكرية ثقيلة وحملة من المداهمات والاعتقالات». وقال المرصد إن «مدينة سراقب تشهد حالة نزوح كبيرة بحيث نزح نحو 60% من سكان المدينة»، لافتا إلى أن «حالة النزوح تزايدت بعد اقتحام المدينة من قبل القوات العسكرية النظامية التي تستخدم الرشاشات الثقيلة وقذائف عربات الشيلكا لتدمير منازل مواطنين متوارين عن الأنظار». وتحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة دارت في سوق المدينة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة مما أدى إلى إعطاب وتدمير 4 آليات عسكرية ثقيلة ومقتل جنود من القوات النظامية».

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت في وقت سابق بأن قوات الجيش والأمن ارتكبت مجزرة في سرمين بإدلب راح ضحيتها 21 شخصا على الأقل، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، حيث استهدفت المنازل بالقصف والإحراق، كما استهدفت السيارات التي حاولت إخراج النازحين من المدينة.

وبث ناشطون سوريون صورا تظهر جثث عدد من الأشخاص قالوا: إنهم قتلوا برصاص قوات النظام أثناء اقتحامها البلدة ليل الجمعة - السبت. كما تظهر الصور حجم الدمار في منازل المواطنين ومحالهم التجارية الذي خلفه قصف الجيش النظامي لبلدة سرمين الذي استمر 3 أيام.

وفي درعا، أفيد عن «مقتل مواطن من بلدة خربة غزالة إثر إصابته بإطلاق رصاص من قبل حاجز عسكري قرب قرية صماد، في الوقت الذي تنفذ فيه قوات عسكرية حملة مداهمات في المنطقة وفي مدينة بصرى الشام بعد سقوط جندي من الجيش النظامي بإطلاق رصاص عليه قرب أحد الحواجز»، كما أعلنت هيئة الثورة عن انشقاق جديد لعناصر من الجيش النظامي وانضمامهم إلى كتيبة العمري في درعا. وذكر ناشطون أن مروحيات تابعة للجيش النظامي قصفت مناطق في بلدات مسرابا ودوما وحرستا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات النظام هناك. وأفادت شبكة شام الإخبارية بتجدد القصف المدفعي على قلعة المضيق في ريف حماه لليوم الثالث عشر على التوالي وتدمير الكثير من البيوت.

ومن حماه، تحدث ناشطون لـ«الشرق الأوسط» عن أن قوات الأمن تطوق بكامل عتادها حي مجرى الزيادة، في وقت تنفذ انتشارا أمنيا عسكريا كثيفا جدا في منطقة المحطة بتواجد حشود عسكرية وأمنية أخرى وبأعداد كبيرة تطوق أحياء باب قبلي والجراجمة والشيخ عنبر ووادي الحوارنة.

وقال الناشطون إن قوات الأمن اقتحمت حي الحميدية منفذة حملة اعتقالات واسعة، وأضافوا: «أما قلعة المضيق فتهزها انفجارات قوية نتيجة القصف العنيف من دبابات الجيش السوري التي تحاصرها من 3 محاور وذلك لليوم الثالث عشر على التوالي». وأفاد الناشطون بأن الانفجارات تركزت في القلعة الأثرية (الحابوسة) كما يسميها السكان المحليون، وفي أحياء باقلو والمشنقة.

وكانت اشتباكات عنيفة وقعت ليل الجمعة - السبت بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق، بحسب ما أفاد ناشطون، في وقت استمرت المظاهرات الليلية المناهضة للنظام في جمعة «يا دمشق قادمون»، لا سيما في العاصمة وفي مدينة حلب (شمال).

وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي أن «مناطق الغوطة الشرقية شهدت مساء الجمعة اشتباكات عنيفة جدا سمعت أصواتها في معظم أنحاء ريف دمشق، ووصلت الأصوات لبعض مناطق العاصمة». وأوضح أن الاشتباكات استمرت ليلا وتركزت في عربين ودوما. وفي الوقت نفسه، سارت مظاهرة مسائية في دوما أطلقت شعارات تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، وسار المتظاهرون على وقع التصفيق وقرع الطبل.

كما شهدت جديدة عرطوز في ريف دمشق مظاهرة حمل المشاركون فيها علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، وهتفوا «يا بشار ما رح نركع، جيب الدبابة والمدفع». وسارت مظاهرة في حي التضامن في دمشق «رغم التواجد الأمني الكثيف»، بحسب الشامي. وتجمع حشد من الناس ليلا في جامع بلال الحبشي في حي كفرسوسة وأدوا قسما مع رفع الأيدي، بحسب ما أظهر شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، جاء فيه «نقسم بالله العظيم (...) لن نتخاذل في هذه الثورة حتى النصر أو الشهادة».

وقال الشامي إن «عناصر من الأمن والشبيحة نفذوا ليل الجمعة حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي في دمشق تخللها ملاحقة ناشطين وإطلاق رصاص». كما شهدت مدينة حلب (شمال)، بحسب اتحاد تنسيقيات حلب، مظاهرات مسائية وليلية في أحياء السكري والشعار والصاخور والأشرفية. وحمل المتظاهرون المشاعل، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون.

ومن هتافاتهم «حرية، حرية» و«الموت ولا المذلة» و«الجيش الحر للأبد، داعس على راس الأسد». كما حملوا لافتات كتب عليها «يا دمشق قادمون».